يعاني كبارُ السن كثيراً الأمراضَ والمشاكل الصحية المختلفة، والتي يتسبب فيها التقدم في العمر، ومن هذه الأمراض الإصابة بمرض الضمور البقعي الجاف، وهو اضطراب في العين يشيع انتشاره بين فئة المسنين، ومن تزيد أعمارهم على 60 عاماً.ويعتبر التنكس البصري من الأمراض التي تؤثر في الرؤية؛ لأنها تؤدي إلى خلل واضح في خط الرؤية المباشر، مما يسترعي الانتباه بوجود خلل حدث، ولابد من الإسراع في العرض على الطبيب المختص، لتشخيص الحالة واتخاذ اللازم حيالها.ويؤدي هذا المرض إلى إحساس المصاب بأن هناك ما يعوق قدرته على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، وذلك نتيجة ما لحق بالعين من ضعف حاد في الرؤية، فتصعب الأعمال التي تحتاج إلى حدة البصر للتعامل معها، مثل قراءة كتاب إذا كان الأمر على سبيل الهواية، فكيف الحال بمن تقتضي ظروف حياتهم التعامل مع الكلمات باستمرار، أو القيادة في ظروف يكون الاعتماد الأساسي فيها على سلامة الرؤية لدى القائد.يساعد الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة والخطوات المناسبة لعلاج الإصابة، والتي تشمل الرعاية الذاتية للمريض إلى الوقاية من حالة فقدان الرؤية.ونتناول في هذا الموضوع مرض الضمور البقعي الجاف بالتفاصيل، والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، وكذلك الأعراض التي تظهر، مع تقديم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. ضعف الرؤية تتركز العلامات التي تظهر مع الإصابة بالتنكس البقعي للعين حول الرؤية وما يعتريها من ضعف، ويتمثل ذلك في حدوث اختلالات بصرية يعانيها المصاب، فيرى الأمور الخاصة بالأطوال والألوان بصورة مهتزة ومخالفة للواقع، بل تبدو الخطوط الطولية وكأنها غير مستقيمة وتميل للاعوجاج.وتنخفض الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، وهو ما يجعل المصاب بهذه الحالة يشعر بالحاجة الماسة إلى ضوء أكثر سطوعاً عند القراءة، أو القيام بعمل يحتاج إلى تركيز شديد، وكذلك حتى يستطيع متابعة العمل.ويضطر المصاب إلى تعويض هذا الأمر بزيادة الضوء والسطوع، أو الاقتراب من الشيء أو الشخص الذي يريد التواصل معه، ومن الأعراض أيضاً عدم وضوح الكلمات المطبوعة، ورؤية الألوان باهتة بحيث لا يمكن تمييزها.ويجد كذلك صعوبة في التعرف إلى الوجوه، أي أن عملية التواصل مع الآخرين تصبح عسيرة شيئاً فشيئاً، وفي الأغلب فإن التنكس البقعي الجاف يصيب كلتا العينين. جاف ورطب لا يلاحظ المصاب بمرض الضمور البقعي الجاف أي تغيير في مدى رؤيته عندما تصاب عين واحدة، حيث تعوض العين السليمة الضعف الذي لحق بالأخرى، ولا تؤثر هذه الحالة في الرؤية الجانبية؛ لذا فإنها لا تسبب الإصابة بالفقد الكامل للبصر إلا في أحوال نادرة.ويعد التنكس البقعي الجاف أحد نوعي التنكس البقعي المرتبط بالعمر؛ حيث من الممكن أن يتحول إلى تنكس بقعي رطب، والذي يتسم بنمو وتسرب الأوعية الدموية تحت شبكية العين، وهنا تكون المشكلة أكبر والخطر يزداد.ويعتبر النوع الجاف من التنكس البقعي للعين هو الأكثر انتشاراً، ويكون في العادة بطيء التطور، ويستمر على مدار سنوات العمر، وتزيد احتمالية تسبب النوع الرطب في تغيير مفاجئ للرؤية، وهو ما يؤدي إلى إصابة خطِرة، فهذه التغيرات مؤشر على الإصابة بالتنكس البقعي، لا سيما إذا كان عمر الشخص يتجاوز الخمسين عاماً. غير معروف يعتبر الضمور الجاف للعين من الأمراض التي يجهل العلماء سبب الإصابة بها، ولكن الأبحاث التي أجريت حول هذا المرض تشير إلى أن المسبب ربما يكون مرتبطاً بالعوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك التدخين والنظام الغذائي غير المفيد للجسم.ويتطور الأمر كلما زاد عمر العين، ويؤثر هذا المرض في مكان في الشبكية، وهو المختص بتوفير الرؤية السليمة في خط الإبصار المباشر، والذي يسمى بالبقعة، وتصبح الأنسجة في البقعة نتيجة الإصابة بهذه الحالة رقيقة، ويصيبها الضمور مع مرور الوقت.وتوجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، ومنها العمر؛ لأن هذا المرض أكثر انتشاراً بين من تخطوا سن الـ60 عاماً. التدخين خطر يعتبر التاريخ العائلي من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الإصابة بالضمور الجاف للعين، وأيضاً المكان الذي ولد فيه الشخص المصاب، حيث يشيع هذا المرض بين أصحاب البشرة الفاتحة أكثر من غيرهم.ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالتنكس البقعي بصورة كبيرة، ومن الممكن أن يحدث نفس التأثير للذين يتعرضون للتدخين السلبي.وتشير الأبحاث إلى أن الإصابة بالسمنة تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض، وربما كانت وراء زيادة نسبة الإصابة كذلك، وتأتي بعد ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، إذا كان الشخص مصاباً بمثل هذه الأمراض، مما يجعل فرصة إصابته بالتنكس البقعي أكبر. هلاوس بصرية تشمل المضاعفات التي يتعرض لها المصاب بالضمور البقعي الجاف، إصابته بفقدان الرؤية المركزية، وزيادة الآثار النفسية والاكتئاب، ويرى أشياء لا وجود لها على أرض الواقع وهلاوس بصرية.ويتطور في بعض الأحيان الضمور الشبكي الجاف، ليصبح ضموراً شبكياً رطباً، وهو الأمر الذي يؤدي إلى سرعة فقدان البصر، في حالة تركه دون علاج.ويؤدي كذلك إهمال المريض العلاج والخطوات والإجراءات الوقائية إلى زيادة التأثيرات التي تضعف الحركة والذاكرة، وهذا الأمر يتطلب منه بذل الجهد؛ لتخفيف المعاناة وحماية العين من التلف، وحتى يستعيد المصاب قدرته على مواصلة الحياة دون عناء. خطوات تخفف الآلام يلجأ المصاب بالتنكس البقعي الجاف للعين إلى الطبيب للفحص والتشخيص، وتتم عملية فحص العين بهدف تحديد مدى قدرة المريض على استخدام بصره في الأمور العادية، مثل القراءة والتواصل مع الآخرين.ويقوم الطبيب بسؤال المريض عما يشعر به، وهل يستطيع قراءة الكلمات المطبوعة، وعمل التجارب اللازمة لتحديد الإصابة وإلى أي مدى وصلت. ويوجد الكثير من الخطوات الإجرائية التي تساعد على تخفيف الآلام وتوقف تطور الحالة، ومنها فحص العين بصفة دورية حسب رؤية الطبيب المعالج، ومن خلال اختبارات العين الروتينية.وينبغي للمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم إبلاغ الطبيب المعالج بأنواع الأدوية التي يتعاطونها، وذلك ضروري لتحديد كيفية التعامل مع المرض والدواء، بحيث لا تتسبب هذه الأدوية في تفاقم المشكلة. امتنع عن التدخين يجب على المدخنين الامتناع عن التدخين فوراً؛ لأنهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالضمور الشبكي، مقارنة بغير المدخنين، وهنا تكون الاستعانة بالطبيب لترك التدخين إحدى خطوات الوقاية من مرض التنكس البقعي للعين.ويجب أيضاً الحرص على ممارسة الرياضة، وانتظام متابعة الوزن؛ لأن الوزن الزائد من أسباب الإصابة، وتمكن الأمراض عامة من الجسم، وذلك لهؤلاء الذين يعانون مشاكل في البصر، وكذلك يعانون السمنة. وينبغي كذلك اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات، فهو يحتوي على فيتامينات مضادة للأكسدة، والتي تقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي.وتوجد أطعمة يجب أن يحرص عليها كل الفئات، وكذلك المصابون بأمراض التنكس البقعي الجاف، وتشمل الأسماك لما تحتوي عليه من أحماض دهنية، وهي تحد بصورة كبيرة من التنكس البقعي، وكذلك المكسرات مثل الجوز؛ لأنها مصدر أحماض أوميجا المفيدة، لكل أجزاء الجسم وخاصة العينين. أمر غير متاح ويبذل الأطباء مجهوداً كبيراً لتحجيم مرض التنكس البقعي؛ لأن علاجه غير متاح، وفرص إيقافه تزيد كلما كان الكشف عنه مبكراً.ويقوم الأطباء بوصف الخطوات اللازمة لعرقلة تقدم المرض، مثل تناول المكملات الغذائية، وتناول الأطعمة الصحية والإقلاع عن التدخين، ثم تأتي بعد ذلك عملية تأهيل المريض.ويعتبر الجانب المشرق لهذا المرض أنه لا يؤثر في الرؤية الجانبية، وعادة لا يتسبب في العمى الكلي، ولكن يمكن أن يضعف الرؤية المركزية أو يقضي عليها.وتعتبر الرؤية المركزية ضرورية في حالة القيادة والقراءة والتعرف إلى وجوه الناس، وكلها أمور في غاية الأهمية، وهنا لابد أن يلجأ المصاب إلى أهل الخبرة في مجال إعادة التأهيل؛ ليصل معهم لأفضل النتائج.يمكن أن يلجأ بعض المصابين بالتنكس البقعي الجاف إلى الجراحة كخيار لتحسين الرؤية، وذلك عبر زراعة عدسة تلسكوبية في عين واحدة.وتجهز العدسات التلسكوبية لتكبير مجال الرؤية للمصاب، ومن خلال التجربة فإن زراعة العدسات التلسكوبية تحسن من درجة إبصار المسافات القريبة والبعيدة، ولكن مجال رؤيتها يكون ضيقاً. الوعي صمام الأمان توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى تصميم جهاز جديد له القدرة على إعادة البصر للمسنين، الذين فقدوا أو كادوا يفقدون قدرتهم على الرؤية؛ بسبب التنكس البقعي للعين، وإن كان الأمر لا يزال خاضعاً للمتابعة والتجربة.وأوضحت دراسة حديثة أجريت حول مرض التنكس البصري، أنه يمكن من خلال نشر الوعي بين الأشخاص العاديين بالأمراض التي تصيب العيون، وخاصة الوراثي منها، تجنب الإصابة بهذا المرض.وكانت دراسة أجريت على عدد من الأشخاص تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى تتسم بقدر كبير من الوعي منذ الصغر، والأخرى لا تلقي بالاً بما لحق بأعينهم من أضرار، وتبين من خلال الدراسة أن حوالي 81% من أمراض العيون يمكن تلافي آثارها بمجرد زيادة الوعي.وأكدت الدراسة أن معظم العلاجات التي تستخدم في علاج التنكس البقعي للعين تعمل على تثبيت الحالة، وتقليل مضارها وإبطاء تأثيرها، أما الوصول للشفاء؛ بحيث لا تحدث مشكلة تعوق حركة المريض في حياته، فهذا ما تحاول العديد من الدراسات والأبحاث الوصول إليه، ولكن في النهاية الوعي بالمشكلة يظل هو صمام الأمان الذي يجب التشبث به.
مشاركة :