منح التفاؤل الذي فرضته الأنباء المشجعة حول المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الأسبوع بعد سفر الوفد الأمريكي إلى بكين برئاسة وزير المالية، أسواق الأسهم العالمية زخماً استثنائياً ومناعة ضد تقلبات الأداء الاقتصادي والتشاؤم الذي يبشر به المحللون، وتجددت شحنة التفاؤل بعد تأكيد استئناف المفاوضات هذا الأسبوع، لتنهي المؤشرات كلها أسبوعها على اللون الأخضر محققة مكاسب قياسية. ورغم ضعف بيانات الاقتصاد الصيني وتكرار مؤشرات التباطؤ الأمريكي استمر أداء الأسهم على نفس الوتيرة من القوة وإن كانت مشوبة بالحذر. سارت جولات التداول خلال الأيام الخمسة على نفس المسار من الأداء الإيجابي لكن المكاسب حافظت على وتيرة منضبطة صعوداً وهبوطاً في تناغم مع نتائج الشركات التي جاءت متناسقة مع التوقعات في الغالب، وكان يوم الخميس استثناء في وول ستريت بعد صدور التقرير الشهري لمبيعات قطاع التجزئة في شهر ديسمبر /كانون الأول وهو موسم أعياد، وكشف عن تراجع بنسبة 1.2% في أسوأ أداء للقطاع منذ عام 2009، مقارنة مع توقعات المحللين بارتفاعه 0.2%، ما أحدث موجة ذعر في الأسواق عززتها تصريحات ليل برينيارد عضو الاحتياطي الفيدرالي قالت فيها إن مؤشرات التباطؤ الاقتصادي باتت أكثر تأكيداً. هزة الخميس رغم «هزة الخميس» في المؤشرات الأمريكية إلا أنها أنهت الأسبوع على مكاسب جيدة بعد ارتدادها يوم الجمعة، مستفيدة من تصريحات جديدة حول استمرار المفاوضات بين بكين وواشنطن هذا الأسبوع، وقد ارتفع مؤشر داو جونز 443 نقطة لينهي الأسبوع في مقدمة الرابحين جنباً إلى جنب مع مؤشر داكس الألماني وكلاهما تجاوزت مكاسبه 3%. وول ستريت وسعت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسبها في ختام تعاملات أول أمس الجمعة، ليربح «داو جونز» 443 نقطة محققاً ثامن مكاسبه الأسبوعية على التوالي، حيث تلقت «وول ستريت» الدعم من صعود قطاع الطاقة بدعم قفزة أسعار النفط لأعلى مستوياتها في العام الحالي. وعند الإغلاق، ارتفع «داو جونز» بنحو 1.7% ليصل إلى 25883.2 نقطة، رابحاً 443 نقطة، وحقق المؤشر الصناعي مكاسب أسبوعية بنسبة 3.1% أو ما يعادل 777 نقطة، ليغلق في المنطقة الخضراء للأسبوع الثامن على التوالي وهى أطول موجة صعود أسبوعي منذ نوفمبر 2017، كما زاد «ستاندرد آند بورز» بنسبة 1.1% ليصل إلى 2775.6 نقطة، ويرتفع بنحو 2.5% خلال الأسبوع، فيما سجل«ناسداك» ارتفاعاً بنحو 2.5% خلال الأسبوع، بعدما صعد في نهاية الجلسة بنحو 0.6% إلى 7472.4 نقطة. وكان أداء المؤشرات الرئيسية كافة إيجابياً ما يوحي بأن المستثمرين أداروا ظهورهم لما يصدر عن المحللين من نذر حول تباطؤ الاقتصاد العالمي، وانتهت كلها إلى مكاسب لافتة تصدرها مؤشر داكس الألماني الذي أنهى تداولات الأسبوع على 11299.80 نقطة بارتفاع 3.60% تلاه مؤشر داو جونز بمكاسب 3.09%، وكان أداء مؤشر نيكاي الياباني الأقرب إلى فئة الثلاثة بالمئة حيث ارتفع 2.79%، أما بقية المؤشرات فتجاوزت أرباحها 2%. النفط كان أداء النفط لافتاً أيضا مستفيدا من تأكيدات حول خفض السعودية إنتاجها ومن الضغط الذي تتعرض له الإمدادات العالمية في ظل الحصار على فنزويلا وإيران، وأنهى الخام الأمريكي عند أعلى سعر له منذ ثلاثة أشهر وهو 55.58 دولار بزيادة أسبوعية 5.4%، أما خام برنت فأنهى الأسبوع على 66.25 دولار للبرميل بزيادة 6.7%. الذهب استفاد الذهب من تراخي سياسة الاحتياطي الفيدرالي وخفوت الدولار ليضيف مكاسب أعادته إلى مستويات بداية فبراير/شباط الحالي عندما بلغ سعر الأونصة 1319 دولاراً، وقد أنهت الأونصة عند 1322 دولاراً في تداولات العقود الآجلة بمكاسب أسبوعية زادت على 8 دولارات.
مشاركة :