صحيفة المرصد: تحت عنوان "حشف وسوء كيلة من الوهابي !" هاجم الكاتب "نجيب عصام يماني" في صحيفة عكاظ زميله الكاتب" سعيد الوهابي" وذلك عقب نشر الأخير مقالا يتهم السعوديات بسرقة الصابون من فنادق دبي تحت عنوان لماذا تسرق المرأة السعودية الصابون والشامبو من فنادق دبي؟ يقول الكاتب نجيب يماني: إن من أسوأ ما ابتليت به نوافذ التواصل الاجتماعي، وبوابات الصحافة الإلكترونية، تلك الأقلام التي تحطب بليل، وتلقي الكلام على عواهنه اعتمادا على الإشاعات، وتقحم نفسها في مواضيع حساسة وأحيانا تافهة بغير معرفة أو دراية مطلوبة وواجبة طالما بقيت تتحدث في شأن عام، وكل ما لديها من استناد سوى: حدثني من أثق به، و قال لي فلان، لتبني على مثل هذه المصادر الهشة قناعة راسخة، وتخف بها سريعا لتلقيها بين يدي القراء في الفضاء المفتوح، دون أي اعتبار لما يمكن أن تحدثه مثل هذه الخفة التي يحسدهم عليها عفريت من الجن. هل تذكرون قصة المقاتلة الكردية في كوباني والتي تناقلتها وسائل الإعلام الاليكترونية ولقبوها بملاك كوباني وأنها قتلت المئات وأسرت العشرات من الدواعش وطلعت القصة كلها كذب، مجرد تغريدة من خيال مريض ليبني عليها الإعلام الاليكتروني بطولة من ورق. ويتابع الكاتب :أقول هذا؛ بعد أن قرأت مقالا كتبه سعيد الوهابي في إحدى الصحف الاليكترونية، بعنوان مستفز إلى أقصى احتمالات الاستفزاز لماذا تسرق المرأة السعودية الصابون والشامبو من فنادق دبي؟، أشار فيه إلى أن أحد الثقات ممن يعملون في الجمارك، حدثه عن معاناتهم مع سيدات سعوديات يهـربن قوارير الشامبو الصغيرة عند مغادرتهـن للفنادق في دبي أو أي مدينة خارج السعودية. ومن باب التهويل والمبالغة يحكي له الجمركي أن امرأة أصرت على إدخال كميات كبيرة من الصابون والشامبو معها عبر الحدود وحين تم اعتراضها بالقوة بلعت الشامبو والصابون، ولم يقل لنا الحكواتي هل أغمي على المرأة أم أدخلوها المستشفى لغسيل معدتها! وهل استولت على كل صابون الفنادق في دبي؟ وكم من وقت استغرقت في بلع هذه الكميات؟! وهل حسبتها من الممنوعات وعلى غرار الأفلام بلعتها! ويضيف :قبل أن أمضي في قراءة بقية المكتوب ــ استحي أن أسميه مقالا ــ توقفت عند العنوان الذي جعل من كل النساء السعوديات سارقات، والأدهى أنهن يسرقن الصابون والشامبو من الفنادق! هل ثمة عاقل، لا بل شبه عاقل يقول بمثل هذا الكلام، الذي يستحي الخجل أن ينتسب إليه، مثل هذا القول يتجاوز توصيف الركاكة، والسماجة، وضعف النظر، وكل العاهات الظاهرة والمستترة، إلى القول بأنه ليس أكثر من خفة عقل تجعل من باقل ذكيا بما يكفي لاجتناب مثل هذا المزلق المشين! ويواصل يماني انتقاده للكاتب الوهابي: إن كان الوهابي يعجب من ذلك فليرجع إلى ما كتبه، ولينظر إلى عنوانه المجرم للمرأة السعودية في العموم، ووصمة العار التي ألصقها بها دون استثناء، وهو في ذلك موفور الثقة بمصدره في الجمارك، ولو كان يملك الريث والتبصر لكان عليه أن يسأل هذا الثقة الجمركي هل وجود قوارير الشامبو والصابون، حتى ولو كانت بديباجة أي فندق في حقيبة أي مسافر سلوك دال على التهريب، أو شبهة السرقة، وهل عممت الفنادق المشار إليها لرجال الجمارك تعميما بالقبض على هؤلاء السيدات الفضليات وهن يرجعن إلى الوطن بقواريـر شامبو وقطع صابون.. فقط شامبو وصابون!! إن الغباء الطافح فيما قرأته، أن كاتبه وضع عنوانا مستفزا وقدم إفادات تخالفه كل المخالفة، ليرجع إلى ما كتب، تحت سؤال لماذا تسرق... ليقدم مبررات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمفهوم السرقة، فهي بنظره الأحوص: تفعل ذلك لسبب نفسي واجتماعي، السبب النفسي هو أن تتذكر المرأة اللحظات الحلوة التي قضتها في الإجازة، رائحة صابون الفندق تعود بها إلى عوالم إرهاق رحلات التسوق اليومية في مولات المدينة، هي تتذكر لعدة أسابيع من عودتها السريـر ذا الغطاء الرمادي ولباس ما بعد الاستحمام الأبيض، عبر الرائحة فقط تعود المرأة إلى دبي وباريس وسانتا مونيكا، أما السبب الاجتماعي، فالمرأة تذكر قريباتها وصديقاتها عن فخامة الفندق واسمه المكتوب على أغلفة الصابون والشامبو، وكأنه دليل حسي على السفر والمتعة، وأنهم عائلة تسافر كل إجازة، تقوم المرأة السعودية بوضع علب صابون وشامبو الفندق الفاخر (بالصدفة) في حمام ومغاسل الضيوف، من باب شوفوني، الظاهرة الاجتماعية القديمة التي لا تموت بين النساء من وجهة نظره هو. إذا كانت تلك نظرتك لأسباب حرص المرأة السعودية على العودة بقوارير الشامبو وقطع الصابون، فأين السرقة هنا، وما المانع أن يحتفظ الإنسان بأي شيء يعيد إليه ذكرى حدث جميل في حياته. ويمتدح يماني المرأة السعودية قائلا:إن المرأة السعودية أشرف مما ظن الكاتب، وأكرم نفسا مما وصف، وأبعد نظرا من بؤس إشارته، ولسنا في حاجة مطلقا إلى نصيحته التي بذلها من رؤية سقيمة عقيمة بقوله في خاتمة ما قرأت: الآن نحن أسبوع من إجازة ما بين الفصلين، ستجد مئات الالاف من علب الشامبو والصابون التي تعبر حدودنا بلا جمارك ولا رقابة، يجب أن نضع حدا لهذه الظاهرة التي تشوه سمعتنا أمام العالم، الشامبو والصابون مثل المناديل في الحمامات في الأماكن العامة، وضعت للاستخدام الشخصي والفوري وليس للسرقة والتهريب، ونقله من دولة إلى دولة بكميات تجارية أو حتى صغيرة، جريمة يجب أن نتحدث عنها بشفافية ونعاقب فاعلها.. ويختم الكاتب مقاله قائلا:الخلاصة الوحيدة التي خرجت بها من هذا الشيء المسطور في الفضاء المبتلى، أن بيننا من يعشقون جلد الذات إلى حد توهم وتضخيم القضايا الصغيرة، وتمريرها كما لو كانت مصيبة عظيمة حلت بكل النساء السعوديات، إن نوعا من جلد الذات يقارب أن يكون ضربا من الماسوشية، حين يتلذذ صاحبها بتلقي الأذى من الآخرين، فمتى تمتلك هذه البوبات والنوافذ الفضائية المفتوحة رتاجا يمنع عنا مثل هذه الهـرطقات البغيضة! يقول بيل ادير دكتور الصحافة في جامعة ديوك إن الكثير ينقلون أخبارا لا يتحققون من صحتها وأن الإشاعة تتكرر لدرجة أنها تكسب صدقية. فهلا تحققت مما ذكرت يا وهابي وبهت المرأة السعودية بما ليس فيها وهي أجل وأسمى من اتهامك..
مشاركة :