«حديقة بيسارو» لوحة مجهولة للرسام غوغان في مزاد علني

  • 2/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن ظلت «نائمة» في بيت أسرة فرنسية لأكثر من مائة عام، تعرض دار «سوذبيز» للبيع بالمزاد العلني لوحة غير معروفة للرسام الفرنسي بول غوغان (1848 ـ 1903) عنوانها «حديقة بيسارو». يأتي بيع اللوحة ضمن مزاد مهم للأعمال الفنية الانطباعية يجري في باريس نهاية الشهر المقبل. وجاء في الإعلان عن البيع أنها لوحة نادرة للفترة المبكرة من أعمال الرسام التي جرى تداولها في سوق اللوحات الفنية خلال السنوات الأخيرة. أما السعر المقدر لها فيتراوح بين 600 ألف و900 ألف يورو. لكن الخبراء يتوقعون أن تضرب المزايدين الحمى ويتجاوز الرقم المليون يورو. رسم غوغان اللوحة سنة 1881، وكان يبلغ من العمر 33 عاماً ويعيش حياة مرفهة في باريس بصحبة زوجته الدانماركية ميت صوفي غاد وأبنائه الخمسة. وكان قبلها ببضع سنوات قد تعرف على الأسلوب الانطباعي في الرسم بفضل رجل الأعمال غوستاف آروزا الذي كان من هواة الأعمال الفنية ومقتنييها. كما كان غوغان قد تعرف على الرسام كاميل بيسارو الذي حثه على العمل، وعلى عرض أعمالهما جنباً إلى جنب. ولتحقيق ذلك ترك غوغان مهنته كمضارب في بورصة باريس وتفرغ للرسم. وما اللوحة المعروضة في المزاد، حالياً، سوى من ثمار تلك المرحلة. في مراسلاتهما، كان غوغان يخاطب بيسارو بعبارة: «أستاذي العزيز»، رغم أنهما من الجيل نفسه، وقد توفيا في السنة ذاتها. وقد لبى أكثر من مرة دعواته للإقامة فترات طويلة في المنزل الذي يملكه بيسارو في بونتواز، قرب باريس. وهناك رسم حديقة المنزل الواقع في رصيف بونتوي، وسط جزيرة صغيرة تحمل الاسم نفسه. وتبدو في مقدمة اللوحة مظلة تحجب حاملها، لكن النقاد يرون أن صاحب المظلة كان بيسارو. ومن هذا الأخير تعرف غوغان على قيمة التدرجات اللونية في العمل، كما اختبر أهمية الاستقلالية والتحرر من أي سيطرة، حتى لو تمرد على صديقه ومضيفه. يشعر النقاد بالحيرة إزاء تلك اللوحة، ويتساءلون: هل هي لغوغان أم لبيسارو؟ فالأسلوب متشابه وينتمي إلى ما أنجزه الرسام في فترة إقامته في بونتواز. وهو أسلوب مختلف عما اشتهر به من لوحات رسمها في تاهيتي، وتقدر اليوم بأسعار مضاعفة. مع هذا تبدو اللوحة المعروضة في المزاد جذابةً، وهي بارتفاع 54 سنتمتراً وعرض 65 سنتمتراً. وفوق هذا فإنها تحمل على ظهرها صورتين لغوغان كما رسم نفسه. ونظراً لوجودها منذ عشرينيات القرن الماضي لدى عائلة واحدة، فإن قلائل يعرفونها أو شاهدوها رؤية العين. فقد عرضت في معرض صغير جرى عام 1964 في بلدة فرنسية، كما عرضت خارج فرنسا لمرة وحيدة في معرض عن الحدائق في الفن المعاصر أقيم في متحف كليفلاند بالولايات المتحدة الأميركية.

مشاركة :