ترامب يفسد حسابات أردوغان في سوريا بتسليح الأكرادأنقرة - يمتلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوراقا إضافية للتغطية على الانسحاب من سوريا ومنع تركيا من تصفية حساباتها مع المجموعات الكردية الحليفة للولايات المتحدة، وهو ما قد يفسد خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إقامة منطقة آمنة تكون بمثابة حزام عسكري لمحاصرة الأكراد.وأشهرت الولايات المتحدة بدائلها في وجه أردوغان حين لوّحت بالاستمرار في تسليح الأكراد للتغطية على انسحابها. كما أنها لا تستبعد الاستنجاد بقوة عسكرية أوروبية لإسناد الأكراد في مواجهة الخطر التركي وخطر داعش، ما دفع الأتراك إلى توجيه تحذير مبطن إلى أوروبا بفتح الأبواب أمام تدفق اللاجئين.وأعلن الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية، والذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أن بلاده ينبغي أن تواصل تسليح ومساعدة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بعد الانسحاب المزمع من سوريا.وتمثل هذه واحدة من أقوى الإشارات الأميركية حتى الآن على أن واشنطن لن تترك الأكراد يجابهون مصيرهم لوحدهم في ظل التهديدات التركية، خاصة أن أنقرة تعاملت مع نوايا الانسحاب الأميركي بمنطق الغنيمة، موحية بأن ترامب قرر أن يخلي المجال الكردي تحت وقع الضغوط التركية وليس بسبب حسابات أميركية خالصة.ويعتقد خبراء أن التصريحات التركية المستفزة قد ساهمت بشكل فعال في دفع ترامب إلى مراجعة حماسه لانسحاب كامل من سوريا وإدارة الحرب على داعش من المناطق الكردية شمال العراق، لافتين إلى أن أنقرة فهمت قرار ترامب بأنه هزيمة وأن الطريق صار معبدا أمامها للسيطرة على شمال سوريا قبل أن تعترضها لاءات أميركية وروسية متزامنة.وقال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، إن انسحاب بلاده من سوريا جاء من منطلق تعديل في أساليب العمل وليس تغييرا في الاستراتيجية. وجاء ذلك خلال كلمة أدلى بها بنس في مؤتمر ميونيخ الأمني بألمانيا.وبدأ تعديل موقف ترامب من الانسحاب يحوز على دعم أوروبي أكثر تجذّرا، فبعد فرنسا جاء الدور على ألمانيا التي باتت أكثر اقتناعا بأن الانسحاب الأميركي يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران.
مشاركة :