مسح المناطق الزراعية بطائرات من دون طيار

  • 2/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تنفذ وزارة التغير المناخي والبيئة مشروعاً بحثياً لاستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والمسح الجوي للمناطق الزراعية على مستوى الدولة باستخدام الطائرات من دون طيار بهدف رصد بياناتها ومعلوماتها بشكل تفصيلي دقيق. ويأتي المشروع الذي تم تنفيذ المرحلة التجريبية منه في منطقة وادي العيم بإمارة رأس الخيمة، في إطار تعزيز الاعتماد على الابتكار، وتوظيف أحدث التقنيات العالمية في دعم مسيرة الدولة نحو تحقيق الاستدامة، ولتوفير قاعدة بيانات ومعلومات إحصائية ذات كفاءة ودقة عالية تسهم في دعم اتخاذ القرار ورسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية. وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: «إن الوزارة تستهدف وفق رؤيتها العامة تحقيق ريادة بيئية لتنمية مستدامة، بما يواكب ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، وعبر استراتيجيتها التي تعمل على تحقيق الاستدامة في القطاعات التابعة لها، وأهمها البيئة والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، بما يضمن تحقيق منظومة التنوع الغذائي على مستوى الدولة». وأشار معاليه إلى أن المشروع سيسهم مستقبلاً في تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد البيئة والموارد التي يتم دعم القطاع الزراعي بها، والتوسع في مفاهيم الزراعة المستدامة عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية المتاحة في هذا المجال. ولفت إلى أن تنفيذ المشروع الذي يعتمد على تقنيات الطائرات من دون طيار في المسح الجوي للقطاع الزراعي، سيضع الإمارات بين أفضل خمس دول في العالم من حيث المساحة التي يتم مسحها باستخدام هذه التقنيات، كما ستكون الدولة الأولى عالمياً التي تستخدم هذه التقنية في قياس ومسح العديد من البيانات الإحصائية التي تصل إلى أكثر من 22 بياناً إحصائياً. ويستهدف المشروع حصر أعداد ومساحات المزارع بأنواعها النباتية والحيوانية والمختلطة كافة التي تؤدي إلى ضمان دقة التخطيط لخدمات الإرشاد الزراعي للحفاظ على الصحة والتنمية الزراعية والحيوانية، والتعرف إلى نوعية التربة ومدى صحتها لضمان وفرة الإنتاج ووضع الخطط اللازمة لزيادته، والتعرف إلى الأمراض والإصابات النباتية بهدف وضع خطط مكافحة الآفات ورسم خطط مستقبلية لمنع حدوثها. كما يهدف إلى التعرف على أعداد ومساحات الأراضي المزروعة بالأشجار التي تمثل الزراعات المستدامة أو الزراعات الموسمية مثل الخضراوات وبعض أنواع الفواكه والمحاصيل الحقلية المتمثلة في الذرة والقمح والشعير بأنواعها كافة، ما يعطي صورة واضحة عن كميات الإنتاج الممكن الحصول عليها لتوفير الدعم والإرشاد الخاص بكل نوع من هذه الأنواع من المنتجات الزراعية، وكذلك التخطيط السليم لمكافحة الأمراض والآفات الزراعية التي تصيب هذه الأنواع من المنتجات التي تمثل ثروة قومية، ومنها مكافحة سوسة النخيل، والتعرف على أعداد وأنواع البيوت المحمية المبردة وغير المبردة وأماكن وجودها وإضافتها للزيارات الدورية للإرشاد الزراعي، بما يساعد على وضع تقديرات وتوقعات لحجم الإنتاج، وبالتالي يمكن وضع خطط تسويقية فعالة له لدعم صغار المزارعين. كما يستهدف المشروع التعرف إلى طرق الري المستخدمة بالمزارع التي قد تعطي صورة واضحة لكميات المياه المستخدمة في الزراعة، وبالتالي يتم رسم الخطط اللازمة لتوفير مصادر مياه مناسبة لأصحاب المزارع، بما يخفف الضغط على المياه الجوفية، وتحقيق استدامة منظومة الري. وخلال الفترة من أغسطس وحتى نهاية 2018 نفذت الوزارة المرحلة التجريبية للمشروع في منطقة وادي العيم بإمارة رأس الخيمة، عبر المسح الجوي عبر الطائرات من دون طيار. ومن المستهدف أن يحقق المشروع عند الانتهاء منه للدولة بشكل عام تعزيزاً قوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل لموارد الطبيعة، ودعم جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات الزراعية، وفتح أسواق تصديرها للخارج، إضافة إلى تعزيز الدراسات البحثية لقياس تأثيرات التغير المناخي على الإنتاج الزراعي، ومنها تقدير حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بهذا القطاع، والتنبؤ بحجم النفايات الزراعية وكيفية معالجتها وتدويرها وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة.

مشاركة :