اتسعت دائرة المعارك بين ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران وقبائل «حجور» في محافظة حجة لتمتد من مديرية «كُشَر» إلى مديرية «أفلح الشام» المجاورة، ولقي أكثر من 30 عنصراً من الميليشيات مصارعهم خلال مواجهات مع القبائل وغارات للتحالف العربي، فيما تشهد قرى عدة في «كشر» موجة نزوح كبيرة جراء قصف الميليشيات. جاءت هذه التطورات فيما استأنفت لجنة إعادة الانتشار المشتركة في الحديدة اجتماعاتها بمشاركة ممثلي الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية. وقالت مصادر قبلية في محافظة حجة لـ«الاتحاد»، إن ميليشيات الحوثي حاولت اقتحام مديرية «كُشَر»، معقل قبائل «حجور»، من الجهة الجنوبية بعد أكثر من أسبوعين من المواجهات في الجهة الشرقية على الحدود بين مديرية «كُشَر» ومديرية «قفلة عذر» التابعة لمحافظة عمران، موضحةً أن ميليشيات الحوثي حشدت المئات من مقاتليها إلى مديرية «أفلح الشام» الواقعة جنوب «كُشَر». وأضافت المصادر «حاولت الميليشيات التقدم من منطقة ذراع العيد الواقعة على الحدود بين كُشَر وأفلح الشام، إلا أن مقاتلي قبائل حجور في المديريتين تمكنوا من التصدي للميليشيات ما أدى لاشتباكات عنيفة بين الطرفين انتهت بطرد الحوثيين وفرض القبائل سيطرتها على المنطقة والجبال المحيطة بها»، وأكدت المصادر القبلية، ومصدر عسكري حكومي، مقتل أكثر من 20 مسلحاً حوثياً وتدمير مركبتين على الأقل للميليشيات خلال الاشتباكات بين «كُشَر» و«أفلح الشام»، مشيرة أيضاً إلى مصرع 10 حوثيين جراء انقلاب مركبة عسكرية كانوا يستقلونها في منطقة المواجهات. وقصف طيران التحالف، أمس، مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي في منطقة «المندلة» شرق مديرية «كُشَر»، ودمر أهدافاً تابعة للانقلابيين في منطقة «السودة» بمديرية «قفلة عذر» التي يتمركز فيها الحوثيون بعدما سيطروا على مواقع القبائل المحلية هناك، وقال مصدر قبلي في عمران، إن ميليشيات الحوثي فجرت منزل زعيم قبيلة «ذو سودة»، الشيخ غالب صالح سوده، بعد 4 أيام من المعارك في القرية ومحيطها على الطريق المؤدي إلى مديرية «كُشَر». وكانت ميليشيات الحوثي قد كثفت قصفها المدفعي على قبائل «حجور» خلال اليومين الماضيين، وذكرت مصادر يمنية أن قرى «بني شرية وبني رسام والشعاثمة وبني شوس» بمديرية «كُشر» في محافظة حجة، تشهد موجة نزوج نتيجة القصف العشوائي الذي تشنه الميليشيات الموالية لإيران. يذكر أن ميليشيات الحوثي تشن هجوماً عسكرياً عنيفاً منذ أسبوعين على قبائل «حجور» بمحافظة حجة، في محاولة لاقتحام المنطقة التي لم تسيطر عليها منذ بداية انقلابها على الحكومة الشرعية أواخر عام 2014. وفي محافظة الحديدة، استأنفت لجنة إعادة الانتشار المشتركة برئاسة كبير مراقبي الأمم المتحدة، الجنرال ميكيل لوليسجارد، أمس، اجتماعاتها بمشاركة ممثلي الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي الإرهابية. وذكرت مصادر مقربة من المشاورات لـ«الاتحاد» أن الاجتماع، وهو الرابع للجنة منذ تشكيلها، عقد في فندق «تاج أوسان» وسط مدينة الحديدة وبدأ بمناقشة «خطوات المرحلة الأولى من خطة الانسحابات وإعادة الانتشار»، مشيرةً إلى أن النقاش ركز على تثبيت وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لتسهيل خروج ومرور مواد الإغاثة الإنسانية المخزنة بمطاحن البحر الأحمر، ونقلها إلى صنعاء وبقية المدن لتوزيعها على المستحقين. وبحسب مصدر في الفريق الحكومي، فإن لجنة إعادة الانتشار ناقشت مقترح الجنرال لوليسجارد بنشر قوات دولية في منطقة معزولة بين مناطق انتشار القوات الحكومية والميليشيات والتي سيتم إعادة نشرها في المدينة بعد انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة، وقال المصدر إن «الفريق الحكومي أبدى مرونة في التعاطي مع مقترح الجنرال لوليسجارد وذلك حرصاً من الحكومة على إنجاح اتفاق ستوكهولم وتنفيذ كافة بنود الانسحابات من مدينة وموانئ محافظة الحديدة وإعادة الانتشار». ميدانياً، واصلت ميليشيات الحوثي، أمس، خروقها النارية لوقف إطلاق النار، وقامت باستحداث مواقع عسكرية جديدة بالحديدة في انتهاك صارخ لاتفاق السويد، وذكرت قيادة قوات المقاومة المشتركة، أن ميليشيات الحوثي استحدثت مواقع عسكرية جديدة شرق مدينة الحديدة، موضحة أن الميليشيات «قامت باستحداث مواقع عسكرية جديدة في مناطق تقع على خط النار شرق مدينة الحديدة، وعززت هذه المواقع بالمقاتلين وبالأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وأضافت «كان من المفترض أن تقوم الميليشيات الحوثية بالانسحاب من هذه المناطق، وتفتح الطرقات والممرات الآمنة للسماح بمرور قوافل الإغاثة الأممية من وإلى الحديدة»، وقصفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون مواقع تابعة لألوية العمالقة غرب مديرية الدريهمي، وفي منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، واستهدفت بشكل عشوائي تجمعات سكنية في مديريات الدريهمي والتحيتا وحيس. وفي سياق آخر، اختطفت الميليشيات الإرهابية العشرات من النازحين الموجودين في العاصمة صنعاء واقتادتهم إلى أحد معسكراتها التدريبية تمهيداً للزوج بهم في جبهات القتال في الحديدة وحجة.
مشاركة :