أرجأت نيجيريا لأسبوع انتخاباتها العامة، الرئاسية والتشريعية، التي كانت مقررة أمس بسبب مشاكل لوجستية تحدثت عنها المفوّضية الوطنية للانتخابات في اللحظة الأخيرة، ما أثار مزيجاً من الغضب وخيبة الأمل حتى لدى الرئيس محمد بخاري الذي دعا إلى الهدوء. وقال بخاري في بيان: «أشعر بخيبة أمل عميقة لأن المفوضية الوطنية المستقلة أرجأت الانتخابات الرئاسية والتشريعية»، بعدما أكدت أنها «باتت جاهزة تماماً» لها. ودعا بخاري «كل النيجيريين إلى الامتناع عن أي فوضى والبقاء سلميين ووطنيين وموحدين من أجل العمل على ألا تعرقل أي قوة أو مؤامرة تطورنا الديموقراطي». وأصبح موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوم السبت المقبل في 23 الجاري، بحسب المفوضية التي تحدثت عن مشاكل لوجستية بعد اجتماع طارىء ليلاً. وفي بور هاركور بجنوب شرق البلاد، توجه الناخبون الذين لم يتبلغوا النبأ، إلى مراكز التصويت صباحاً. وقال شيدي نواكونا (51 سنة) المقتنع بأنها مناورة من الحكومة «لتزوير الانتخابات»، إنه «غاضب، فلماذا لم يعلنوا هذا التأجيل من قبل؟ ولماذا أعلنوا ذلك في الليل»؟ أما بيلوفد أوجيكي (25 سنة) وهو عامل، فعبر عن «خيبة أمل كبيرة ليس فقط للنيجيريين بل وللأسرة الدولية». ورأى أن مفوضية الانتخابات «سببت فوضى بإعلانها وهذا عار». وكان يتوقع مشاركة أكثر من 84 مليون نيجيري في الاقتراع في نحو 120 ألف مركز لانتخاب رئيس جديد للدولة وأعضاء مجلس النواب الـ360 وأعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 109. واجتمعت المفوضية ليل الجمعة السبت قبل ساعات من الموعد المقرّر لفتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين، وتركت هذا البلد الذي تسكنه 190 مليون نسمة، في حال ترقب وسط شائعات تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي ختام اجتماعها الطارئ في أبوجا، قال رئيس اللجنة محمود يعقوب: «من أجل ضمان إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وذات صدقية، لم يعد ممكناً تنظيم الاقتراع كما كان مقرّراً». وفور صدور هذا الإعلان، دان الحزبان الرئيسيان في نيجيريا بشدّة قرار المفوضية. وطالب حزب «مؤتمر التقدميّين» الحاكم المفوّضية بالتزام «الحياد»، معرباً عن «خيبة أمله العميقة» ازاء قرارها، بينما ندّد مرشح المعارضة أبو بكر عتيق بالقرار «الاستفزازي»، داعياً أنصاره إلى التزام الهدوء. ولم يذكر يعقوب تفاصيل عن المشاكل اللوجستية، لكن معدات من مراكز المفوضية أحرقت في البلاد وتدين المعارضة غياب بطاقات الاقتراع عن عدد كبير من الولايات. ويشكل تنظيم هذه الانتخابات تحدياً أمنياً ولوجستياً هائلاً بين المخاوف من أعمال عنف جديدة، بعد مواجهات بين أنصار مرشحين خلال مهرجان انتخابي سقط فيه قتلى خلال الحملة وشراء أصوات وغش في صناديق الاقتراع. وقرّرت المفوّضية أيضاً إرجاء انتخابات حكام الولايات التي كانت مقرّرة في 2 آذار (مارس) المقبل، أسبوعاً أيضاً، وبات موعدها الجديد في 9 آذار. وتشهد الحملة الانتخابية منافسة حامية بين الرئيس الحالي الأوفر حظاً محمد بخاري الذي يسعى إلى ولاية ثانية من أربع سنوات في مواجهة نائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر. إلى ذلك، أعلن مسؤول في مجموعة مسلحة قريبة من الحكومة مقتل 8 أشخاص في هجوم شنته جماعة «بوكو حرام» على مدينة مايدوغوري في شمال شرق نيجيريا. وقال المسؤول في القوة المشتركة للدفاع المدني حرام ابا أجي-كالي، التي تساند قوات الأمن النيجيرية، لوكالة «فرانس برس»: «جمعنا جثث 8 من السكان قتلتهم بوكو حرام». ووقع الهجوم مساء أول من أمس، قبل ساعات من الوقت المحدد لفتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي أرجأتها المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات.
مشاركة :