حكاية أقدم مفتاح للكعبة.. صنع من النحاس المكفت بالفضة.. وصاحبه كان محبا للعلم والعلماء

  • 2/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من منا لا يمني نفسه بزيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج، ليمتع نظره برؤية الكعبة المشرفة، والتي توافد علي خدمتها منذ القدم سدنة كانت مهمتهم تبدأ بحمل مفتاح الكعبة.وسدانة الكعبة مهنة قديمة تعني العناية بالكعبة المشرفة والقيام بشئونها، من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت، واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك.ويمتلك المتحف الإسلامي بالقاهرة إحدى القطع الأثرية المهمة والقيمة، وهي مفتاح الكعبة من النحاس المكفت بالفضة، ويرجع تاريخه إلي مصر - العصر المملوكي"القرن 8هـ/14م".وكشف لنا حكايته الدكتور ممدوح عثمان مدير عام المتحف الإسلامي، حيث قال إنه يُعد الحج من أهم الشعائر الدينية التي ساهمت في امتزاج واتحاد السمات الفنية الإسلامية, فكان بمثابة موسم لتبادل الأفكار والعادات والفنون بين جميع مسلمي العالم.وتابع: ويُنسب هذا المفتاح للسلطان المملوكي الأشرف شعبان، لذلك يُعد أقدم نموذج باقي من مفاتيح الكعبة حتى الآن، وقد نُقش عليه آيات قرآنية من سورة الفتح بخط النسخ، كما سُجل عليه اسم وألقاب السلطان الأشرف شعبان, ويحمل تاريخ صنعه، وهو عام 765هـ / 1363- 1364م.وتاريخيا فقد جرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنًا، ويسمى السادن الأول، وعند فتح الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف، ليتمكنوا من الحضور جميعًا إن أمكن ذلك أو بعضهم ليقوموا بغسلها.أما صاحب المفتاح في المتحف الإسلامي، هو السلطان شعبان الملك الأشرف زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون، الذي تولي حكم مصر سنة 764هـ/1363م، بعد قضائه علي الأتابك يلبغا العمري.وفي عصره راج سوق العلم والعلماء، وبسبب تآمر الأمراء عليه اغتيل في عام 778هـ، ودفن في قبة مدرسة أم السلطان شعبان بمنطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة، ومن المأثور عنه أنه طلب من الأشراف في مصر والشام تمييز عمائمهم بعلامة خضراء تعظيما لقدرهم.

مشاركة :