شيماء المرزوقي تجاوز متحف المرأة في دبي عامة السادس، وهو يقدم تاريخ المرأة الإماراتية، حيث أخذ على عاتقه الرصد والتسجيل والمحافظة على إرث النساء اللاتي لعبن أدواراً مشرقة وجميلة ومبدعة في الحياة الاجتماعية في مجتمع الإمارات، حيث يرى الزائر المرأة الإماراتية بصورة أعظم وأكبر من تلك الصورة المتراكمة في بعض العقول، فقد رصد ودوّن وحفظ وقدم المرأة المؤثرة في تفاصيل المجتمع كونها سيدة الأعمال والتي تمتلك معرفة بالاقتصاد والتجارة والثقافة وأيضاً بالطب ونحوها من المجالات، وأيضاً الأم. ودون أدنى شك أن هذا المتحف يقدم خدمة جليلة وعظيمة للأجيال التالية من الأبناء والبنات، ويضع بين أيديهم تاريخاً حافلاً عن أمهاتهم وجداتهم ممن أثرن الحياة في أوقات صعبة وقاسية، ورغم هذا أبدعوا وأنجزوا وتغلبوا على الصعوبات والعقبات. تقف خلف فكرة هذا الصرح الحضاري التاريخي الدكتورة رفيعة غباش، التي أسسته وتقوم بإدارته والإشراف عليه، وهذا يوضح أن المتحف كفكرة وتنفيذ وتدشين حتى نما وكبر، تم بجهود ذاتية ووفق مبادرة خاصة، لكنها مبادرة أثرت المجتمع، ويكفي أن الزائر يجد المعرفة والمعلومات المدهشة. وقد أرادت الدكتورة رفيعة أن يتجاوز هذا المشروع فكرة المتحف التقليدي الذي يهتم بجمع المقتنيات وحسب إلى احتوائه على القصص وكأن الزائر يجد في أركانه وزواياه عبير الماضي الفواح فيعيش اللحظة بكل تفاصيلها. تقول الدكتورة رفيعة غباش، في تصريح صحفي: «قصة المرأة الإماراتية وتمكينها ومساهمتها في مجتمع الإمارات قديمة قدم الإنسان في هذه المنطقة، ولم يقتصر دورها على الصورة النمطية للمرأة في المنزل تربي وتعلم، بل هو شاهد من خلال التوثيق في المتحف وموسوعة المرأة الإماراتية التي أصدرها المتحف على دورها الممتد». لقد نجحت الدكتورة غباش في جعل هذا المتحف نابضاً وحيوياً وليس جامداً، حيث تعقد فيه لقاءات وجلسات حوارية ونقاشات معرفية متنوعة، ويشارك في مختلف الأنشطة المجتمعية، والأجمل أن المتحف يفتح أبوابه لسماع قصص الأبناء عن أمهاتهم وجداتهم. تقول الدكتورة رفيعة: «لقد أدرك أفراد الأسرة الإماراتية أدوار النساء في عائلاتهم متمثلة في جداتهم وخالاتهم وجاراتهم، إذ يتجلى هذا التأثير عندما يردني اتصال من أحدهم يخبرني بقصة إحدى قريباته من النساء في قصة جديدة وكأنها تأتي من ذلك الزمن لتعود معنا إلى هذه اللحظة». تواصل هذه السيدة المبدعة جهودها في خدمة تاريخ المرأة الإماراتية ودعم حضورها، من خلال مبادرات أخرى سأتناولها لاحقاً. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :