الشارقة :«الخليج» يشكل «الشارقة لعلوم الفضاء والفلك» الذي أنشئ في العام 2015، أحد أهم المراكز المتخصصة في مجال علوم الفضاء والفلك، باعتراف عالمي منحه عضوية الاتحاد الفلكي الدولي، ليضاف إنجازاً إماراتياً مهماً يتوافق مع توجه الدولة نحو الفضاء، ويحاكي خطى الشارقة العلمية والمعرفية. والمركز الذي تمكن من كشف غموض عالم الفضاء الكوني، بكواكبه ومجراته ومدلولاته، يسرد حياة الكون بتفاصيلها من خلال اكتشافاته المتعددة وأصبح معلماً ومصدراً ومرجعاً أساسياً للدراسات والأبحاث في مجال الفضاء والفلك واستشراف المستقبل، وسطر المركز منذ افتتاحه العديد من الإنجازات التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الإمارات، والوطن العربي. أكد د.حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، أن المركز يعمل على العديد من الخطط التطويرية لتوسيع البرامج والأبحاث الفلكية والفضائية، إلى جانب تنظيم المؤتمرات العلمية ذات المستوى العالمي بالتعاون مع الاتحاد الفلكي الدولي والمؤسسات الفضائية العالمية. وأشار إلى تعزيز حضور المركز كمؤسسة بحثية وأكاديمية مختصة بعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في الإمارات، بصفة خاصة، والعالم الإسلامي بصفة عامة، ليكون المركز مرجعاً أساسياً لعلماء الفلك والفضاء العرب والمسلمين. وقال مدير جامعة الشارقة: يسعى المركز خلال العام الجاري إلى تنظيم ورش وملتقيات فلكية وفضائية لرواد فضاء المستقبل لتعريفهم بأسس علوم الفضاء والفلك التي ستمكنهم من فهم رحلات الفضاء والبيئة الفضائية والمبادئ الفلكية التي تساعدهم في أداء مهمتهم العلمية داخل المركبات الفضائية، خاصة عن الأرصاد الفلكية التي يجريها رواد الفضاء من داخل المركبة الفضائية. وأوضح أن المركز يتميز بدراسة الكون ومحتواه من مختلف الأجرام السماوية، بما في ذلك رصد الشهب والنيازك والأجرام الأخرى راديوياً وبصرياً، إضافة إلى تحليل البيانات عن الطقس الفضائي والأيونوسفير، وبناء الأقمار الصناعية الصغيرة المكعبة «الكيوبسات»، ودراسة كوكب المريخ ومحيطه، ورصد الأهلّة، وغير ذلك من الأنشطة الفلكية مثل عروض القبة الفلكية والمعارض العلمية الموجودة في المركز. ويركز مختبر علم الفلك الراديوي على دراسة الجانب غير المرئي من الكون، من خلال نطاق الأمواج الراديوية التي تصدرها الأجرام السماوية، ووفقاً لمحمد ريحان، مساعد باحث في مختبر علم الفلك الراديوي، فإن فريق العمل في المختبر قام بإنشاء منظومة من الأطباق الهوائية التي تعمل ضمن نطاق الموجات الراديوية المترية لاستقبال أمواج الراديو المترية المنبعثة من العواصف الشمسية، وكوكب المشتري، ومركز مجرة درب التبانة. ويختص مركز النيازك بتنفيذ وتشغيل مجموعة من المشروعات، بينها شبكة الإمارات لرصد النيازك التي تتكون من ثلاثة أبراج، تتوزع على مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، واليحر في مدينة العين، وليوا جنوب مدينة أبوظبي. وأفادت عائشة العويس، مساعد باحث في مختبر النيازك، بأن الهدف من تدشين هذه الأبراج هو مراقبة السماء في حال دخول حجر نيزكي، أو حطام فضائي، كبقايا الأقمار الصناعية، لافتة إلى أن كل برج يحتوي على سبعة عشر كاميرا تغطي السماء في الاتجاهات كافة. وأشار محمد طلافحة مساعد باحث وراصد فلكي، إلى أن المرصد منذ افتتاحه يعمل على تعليم طلاب الجامعات والمدارس والجمهور العام كيفية استخدام التلسكوب، ورصد الأهداف المهمة مثل الكسوف والخسوف. وأوضح أن المرصد الفلكي يحتوي على 3 تلسكوبات، والتلسكوب الأكبر هو إلى الآن الأكبر في الإمارات، حيث يبلغ قطره 43 سنتيمتراً، والثاني 18 سنتيمتراً ويستخدم لرصد الكواكب والشمس، والثالث هو الأصغر ويبلغ حجمه 10 سنتيمترات، وهو مجهز ومخصص لرصد الشمس مباشرة. ويحتوي المركز على عدد من المختبرات المهمة، التي تهدف إلى دعم البحوث التي تعمل عليها جامعة الشارقة ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ويعمل مختبر الأقمار الصناعية في مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، بالتعاون مع جامعة إسطنبول التقنية، على صناعة 3 أقمار صناعية مصغرة (Cube sat) لتصوير أشعة إكس القادمة من الشمس والنجوم، ومراقبة الأرض. وتعد القبة الفلكية أكبر قبة فلكية في الشرق الأوسط، إذ تتولى بأجهزتها المتقدمة جداً عملية عرض النجوم والأفلام والمحاكاة العلمية للعلوم الفضائية والفلكية للزائرين. وقال محمد هاني، المشرف في القبة الفلكية والمعارض إنها تستقبل طلبة المدارس والجمهور العام، ويتم تطبيق مبدأ «المس وتعلم»، الذي يتيح فرصة التعلم الذاتي. وأشار محمد هاني إلى أن المركز ينظم المحاضرات العلمية على مدار السنة، بكل تخصصات وفروع علم الفضاء والفلك بهدف التوعية والتثقيف في هذا المجال الواسع، كما يستقطب المركز علماء من كل الجامعات العالمية ورواد الفضاء لإلقاء تلك المحاضرات، الأمر الذي يسهم في تعزيز مكانة مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك على الخريطة العالمية، وإبراز أهميته كمؤسسة أكاديمية بحثية تخدم في هذا المجال وتسعى لتطويره. مخيمات طلابية ينظم المركز مخيمات فلكية وفضائية للطلبة تتوافق مع عطلات المدارس، وتكون عادة في الشتاء والصيف والربيع. وتهدف هذه المخيمات إلى تعزيز ثقافة الفلك والفضاء لدى طلاب المدارس، وتشجيعهم على اكتشاف هذا العلم بعين العالِم المستقبلي. ويدرس الطلبة التحديات التي تواجه رواد الفضاء، وسبل حلها للتأقلم مع ارتياد ناجح وآمن للفضاء، إضافة إلى التعرف إلى بعض المفاهيم الفلكية والفيزيائية المتعلقة بالأرض والكواكب والشمس والنجوم والمجرات، وكذلك الجغرافيا الفلكية، ويكون كل ذلك مدعماً بأعمال يقوم بها الطلبة من خلال الورشات العملية، وعرض الأفلام وعروض القبة الفلكية.
مشاركة :