ذكر موقع «بلومبيرج» الإخباري الأميركي أن المصارف العالمية لم تعد تأبه بالحصار المفروض على قطر. وأوضح الموقع أن الدوحة تتمتع بالعديد من الفرص الواعدة، وفي المقابل فإن المستثمرين الأجانب يبتعدون الآن عن السعودية في ضوء تضرر سمعتها وسلوك ولي العهد في السياسة الخارجية، وفشل العديد من خطط الإصلاح المزعومة. وأضاف «بلومبيرج» أن مديرين تنفيذيين من مجموعات «جولدمان ساكس» و«أتش أس بي سي» المصرفية العالمية يكثّفون جهودهم لإصلاح العلاقات مع وزارة المالية القطرية؛ لافتاً إلى أن بعض المصرفيين ندموا على تحويل انتباههم عن الدوحة عقب الحصار، خاصة أن السعودية أغرتهم ببيع حصة من شركة «أرامكو» وهو ما لم يتحقق.ونقل الموقع عن أيهم كمال -من مؤسسة «يوراشيا جروب» للاستشارات- قوله إن المصارف ليست مغرمة بالاصطفاف إلى جانب واحد، مشيراً إلى أن تراجع حدة التوتر يعطي الفرصة للمديرين التنفيذيين في البنوك لاستكشاف مدى تطبيع أنشطتهم مجدداً. وأكد المحلل أن الأزمة الخليجية باتت بعيدة عن مسار التصعيد. وتابع الموقع أن مصرفي المؤسسات العالمية حريصون أشد الحرص حالياً على استعادة ثقة المسؤولين القطريين. واعتبر أن زيارة عدد من المديرين التنفيذيين العاصمة القطرية الدوحة، في ديسمبر الماضي للمشاركة في فعاليات مؤتمر يورومني، تعدّ تغييراً كبيراً في موقف المصارف التي لم تحضر النسخة السابقة للمؤتمر لعام 2017، إبان اشتداد وطأة الحصار السعودي الإماراتي. من جانبه، يرى البروفيسور جريجوري جاوز -أستاذ العلاقات الدولية وخبير الشأن السعودي في جامعة تكساس أيه أند أم- أن ابن سلمان غيّر قواعد اللعبة على الصعيدين السياسي والمحلي؛ لافتاً إلى أن القواعد الجديدة تفتقر الوضوح والمنطق. وأكد جاوز أن سلوك ولي العهد في الداخل ومغامراته على الساحة الإقليمية تخيف الاستثمارات الأجنبية وستثبط عزيمة المستثمرين وتزيد من شكوكهم. من ناحية أخرى، أشار البروفيسور الأميركي أن قطر تتمتع بفرص واعدة لا يمكن للمستثمرين أن يفوتوها. وذكر «بلومبيرج» أن تهديد دول الحصار للمصارف العالمية نجح بعض الشيء، لكن تلك المصارف استمرت في عملها مع قطر من خلال مكاتب لندن ونيويورك وليس من دبي، مقرها الإقليمي. وأكد الموقع أن بعض كبرى المصارف ومرتبي القروض واصلوا تعاملاتهم مع الدوحة أثناء الحصار، ومن ذلك بنك «ستاندرد تشارترد» الذي قام لترتيب بيع سندات قيمتها 12 مليار دولار عام 2018؛ متوفقاً بذلك على بنك «أتش تي بي سي» للمرة الأولى في منطقة الخليج. وأضاف الموقع أن علاقات المصارف العالمية مع الدوحة بدأت تأخذ منحى جديداً لصالح قطر، بفعل فشل السعودية في طرح حصة من شركة «أرامكو» للبيع، إضافة إلى تأخر خطط الخصخصة التي نوى ابن سلمان تنفيذها ولم تحدث أيضاً. ولفت «بلومبيرج» إلى أن الأنظار بدأت تتجه لقطر بقوة بعد تنظيمها عدداً من المؤتمرات الاستثمارية التي استقطبت عدداً كبيراً من مديري الشركات العالمية، التي نأت بنفسها عن السعودية ومؤتمرها الأخير بعد تضرر سمعتها جراء قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي. وأشار الموقع إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الصفقات التي تعقدها قطر مع مؤسسات عالمية، خاصة مع إنفاق الدوحة 25 مليار دولار هذا العام على البنية التحتية لكأس العالم 2022.;
مشاركة :