تقرير : الإكرامية أوالبقشيش بين بريستيج الزبون وتحريم الدين

  • 2/24/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

وصف-هند عصام البقشيش إتاوة يفرضها برستيج الزبون و الابتسامة هي الطريق الوحيد لدفع الزبون إلى منح البقشيش ، بابتسامة عريضة وجمل معسولة وترحيب مبالغ فيه يحاول صبحي، عامل بأحد مقاهي لفت أنظار الزبائن من مرتادي المقهي.. فحين يشعر الزبون بالراحة والاهتمام كشخص مميز، حتماً سيعطيه (البقشيش) لحسن اهتمامه. ولا يرى العامل حرجاً في قبول البقشيش الذي يأخذه من الزبون باعتباره حقاً مكتسباً، فهو يتحصل على راتب زهيد لا يكفيه في ظل غلاء المعيشة، مؤكداً أنه يعرف بعض العمال والموظفين يرفضون تأدية الخدمة إلا بعد دفع البقشيش. وهناك من لا يستطيع طلب البقشيش من الزبون ، وإنما يلفت نظره بالاهتمام الذي يستشعره الآخر، موضحاً أن بعض الزبائن يدفعونه بشكل ثابت، ومعظمهم متحضرون ولديهم (برستيج). شاب رغم حصوله على مؤهل خدمة اجتماعية، إلا أنه فشل مثل كثيرين في الحصول على وظيفة تتناسب مع تخصصه، فقرر العمل في محطة وقود..ولا يبالي الشاب في توزيع الابتسامات على الزبائن، لأنه كما يقول (لزوم الشغل)، فالابتسامة هي الطريق الوحيد الذي يدفع الزبون إلى منحه البقشيش. ويعتمد سيد على مهنته هذه التي تعتمد على البقشيش أكثر من الراتب الأصلي في تخفيف العبء عن كاهل أسرته التي يتولي الإنفاق عليها بعد وفاة والديه. وبطرافة يؤكد سيد أن البقشيش درجات، حيث كان يتحصل من عمله بإحدى محطات الوقود في إحدى المناطق الراقية على بقشيش عال، مقارنة بعمله الحالي في المنطقة الشعبية. الفئات التى تعتمد على البقشيش ومن بين الفئات الرئيسية التي تعتمد على البقشيش كمصدر دخل لها، حراس البنايات الذين يضعون اتفاقاً مسبقاً مع أصحاب العقارات قبل تسلم مهام عملهم، حيث يتم منحهم حجرة صغيرة في مدخل العقار، على أن يعتمد في دخله الشهري على البقشيش الذي يتحصل عليه من السكان. والبقشيش هو مصدر الدخل الوحيد للبوابين، حيث يقوم بأداء الخدمات للسكان مقابل بقشيش متفق عليه، بالإضافة إلي الراتب الشهري، وعادة يتحدد مبلغ البقشيش بالظروف الاقتصادية لأصحاب الشقق. ويتم الحصول على البقشيش عن طريقة بعض العبارات منها (كل سنة وأنت طيب)، أو (تحت أمرك يا باشا)، و(أي خدمة يا أفندم)، وغيرها من العبارات التي تخترق آذان الزبون لتؤذن له بالدفع. وانتشار ظاهرة البقشيش جزء من ثقافة الفقر في بعض البلاد العربية وخصوصا المجتمع المصري الذي اعتاد فيه الفقراء استجداء القادرين على أن يدفعوا لهم، حتى وإن لم يكن ذلك مقابل خدمة أو مهمة. غالبية العمال باتوا يطمحون للحصول على بقشيش دون عمل أي شيء، بدءاً من عمال النظافة في الشوارع وحراس العقارات، انتهاءً بمن يقفون في الشوارع بلا أي عمل ويتظاهرون بمساعدتك للحصول على مكان تضع فيه سيارتك ولا يظهرون إلا بعد انتهائك من الحصول على مكان. ويصطلح على أن البقشيش عبارة عن مبلغ من المال يدفعه البعض دون مبرر، يحب البعض أن يطلق عليه (الإتاوة)، والتي تفرض على المترددين كزبائن على جهات تقدم خدمات مقابل أسعار محددة. ويوضح أن هذا السلوك الاجتماعي خطأ يسأل عنه المواطن، لأنه يتعامل معه وكأنه وجاهة اجتماعية لا بد أن يقوم بها، فيقوم بالتذرع لدفع نقود (عمال على بطال)، بل والتباهي في دفع أموال لا طائل لكثيرين بها. ولمحاربة هذا السلوك السيئ، لا بد أن يشارك الجميع في القضاء عليه، وإذا أراد البعض أن يدفع فلا مانع، عندما لا يكون ذلك تحت إلحاح، أو دون وجه حق، أو بلا مبرر. وعلى الجميع أن يتذكر أن البقشيش عبء تتحمله البيوت دون حاجة لذلك، خاصة أننا نستطيع أن ندفع الكثير لمن يحتاجون إلى هذه الأموال، حتى لا يتحول هذا السلوك كما هو موجود الآن ويمارسه البعض في شكل (إتاوة). حكم دفع البقشيش فى الدين . ويؤكد د. عبد الله سمك، أستاذ الأديان بكلية الدعوة جامعة الأزهر، أن البقشيش لا يجوز شرعاً ولا قانوناً، لأن من يعتمد عليه يكون دخله الشهري غير محدد، وقد لا يتوافر في شهر ما رغم أنه أدى عملاً، مما يهدد حياته الأسرية، وصاحب العمل سيكون آثماً إذا أصر على ذلك مستغلاً حاجة الناس إلى العمل، لأنه بذلك يتحايل على الشرع والقانون معاً. ويضيف: إن الإسلام حرم الرشوة، فقد ثبت في البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلاً من بني أسد يقال له ابن اللتبية على صدقة فلما قدم، قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك، وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة تبعر)، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه: (ألا هل بلغت) ثلاثاً. زعماء العالم يرفضون دفع البقشيش . أظهرت دراسة أن واحداً من كل ثلاثة بريطانيين أصبح بخيلاً جداً، ومستعداً للانحدار إلى أي مستوى لتجنب الإنفاق سواء أكان رجلاً أو إمرأة. ووجدت دراسة جديدة نشرتها صحيفة ديلي اكسبريس، أمس، أن من بين الحيل التي يمارسها البريطانيون الآن لتجنب الإنفاق، تهريب المشروبات إلى المقاهي، والتهرب من دفع الأموال التي اقترضوها من الأصدقاء، واعادة الملابس التي اشتروها بعد ارتدائها لاستعادة أموالهم. وقالت إن الكثير من البريطانيين يرفضون دفع البقشيش الآن بعد تناول وجبة في المطاعم، ويتعمدون تدفئة غرفة واحدة في منازلهم لقطع الإنفاق. وأضافت الدراسة أن 20% من البريطانيين اعترفوا بأنهم سيلتقطون أي قطعة معدنية حتى ولو كانت بنساً واحداً، حين يعثرون عليها في الشوارع. وأشارت إلى أن واحداً من كل أربعة بريطانيين من الجنسين أقرّ بأنه غالباً ما يتعرض لانتقادات من قبل أفراد أسرته وأصدقائه بسبب البخل. أثرياء العالم لا يدفعون بقشيش . بيل جيتس الذي يُعدُّ من أثرياء العالم لا يدفع بقشيشًا، ويرى أنه ما دام دفع ثمن الخدمة فلا داعي على الإطلاق لدفع زيادة إضافية، والتي نطلق عليها البقشيش، وهو ترجمة لـالإكرامية، والتي أصبحت فرض عين على كل من يستهلك خدمة أو سلعة.. أكره ثقافة البقشيش والتي ترغمني على دفع أموال إضافية بأريحية مفتعلة.. لقد تنبَّهت لذلك منذ زمن طويل وتحديدًا منذ فترة الخطوبة التي أرغمتني فيها خطيبتي زوجتي حاليًا على الطواف على المطاعم والنوادي أثناء فترة الخطوبة، لذلك قررت ألا أدفع بقشيشًا ومع ذلك تتهمني زوجتي بأنني بخيل.

مشاركة :