غالية بنعلي تستعيد روائع «أم كلثوم» في «دبي أوبرا»

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الفنانة التونسية غالية بنعلي، أن مخزون التراث الإماراتي، بألوانه وإيقاعاته ومقاماته ولهجاته، يمثل كنزاً موسيقياً مهماً يعكس إشراقات الثقافة الإماراتية حيث يمكن إحياؤه واستثمار روح الهوية والأصالة في تأليف موسيقى عالمية عابرة للثقافات قادرة أن تغزو وجدان الشعوب، من خلال تأليف محتوى جديد يزاوج الحداثة بالتراث حتى يتناغم مع مزاجية الجيل الحالي، واعتبرت غالية أن التحدي الوحيد الذي يحول من دون وصول أي منتج موسيقي إلى منابر الثقافة العالمية، هو الوقوع في فخ الاقتباس الخاطئ وتقليد نماذج ناجحة بهوية جديدة، مثمنة الفن في الإمارات، في ظل النهضة الثقافية والفنية التي تعيشها في المجالات كافة. وكانت غالية، قد أحيت مساء أمس الأول حفلاً غنائياً على مسرح دبي أوبرا، احتفاءً بذكرى كوكب الشرق أم كلثوم، وأعربت عن سعادتها بهذا الحفل، كونها تغني للمرة الأولى في دبي، وعلى مدى أكثر من ساعتين، قدمت روائع الأغنيات من تراث أم كلثوم، برفقة فرقة موسيقية تتكون من شباب عرب وأجانب، حيث عاش جمهور دبي بصحبة غالية أجواء طربية بنفحات الأصالة وأنغام الزمن الجميل، واستطاعت بأناقة حضورها المسرحي وفخامة أدائها الأوبرالي أن تسلب القلوب بأغنيات كلثومية مزجت فيها عراقة الروح الشرقية مع نكهات النغم الغربي، ناثرة خلطة موسيقية ملهمة، شكلت بهجة بصرية وحسية من الإبهار الذي ألهب الأذواق والأمزجة. بين دبي ولندن وعبرت غالية التي اعتلت العديد من مسارح العالم، أن الغناء على صرح دبي أوبرا له خصوصية وقيمة فنية مختلفة، وأضافت: كنت أعتقد أن هناك فرقاً شاسعاً بين المسارح الأوروبية والعربية، لكن هذا الاعتقاد ذاب عند صعودي على خشبة دبي أوبرا، فقد وجدت قاسماً جوهرياً بين جمهور دبي وجمهور مسارح لندن، فهما يحتضنان جنسيات مختلفة ومتذوقين من دول مختلفة، وأشارت إلى أن الإمارات تعد صاحبة تجربة ريادية في بناء منابر حضارية وثقافية، ومنارة إشعاع تصدر الإلهام والجمال لكل الأجناس والأعراق في مشارق الأرض ومغاربها. حكايات الحب والفرح وقالت غالية إنها تصف فنها بالـ«حكاءة»، كونها تتعامل مع النص والديكور والرقص والفلكلور، لتروي حكايات الحب والفرح، معتبرة أن جمهورها ليس نخبويا وفق لانطباعات ملموسة لمتابعيها ومحبيها على منصاتها بالسوشيال ميديا، وغالبيتهم ينتمون لفئة الشباب، حيث تشهد حفلاتها متذوقين من أعمار مختلفة يرددون أغنياتها بصوت واحد. ولفتت إلى أنها تحرص دائماً على تقديم موسيقى عصرية وتنتقي نصوصا ألفها شباب هواة لكي تواكب إيقاع الجيل الجديد. رسالة عتاب وأكدت غالية، أن كلمة السرّ في شهرتها ونجاحها أوروبياً، أنها ملتزمة بهويتها الموسيقية العربية، فهي تراهن دائماً على تجويد العراقة والأصالة عبر هيبة الأداء وفخامة المحتوى، كما انتصرت للغة العربية من خلال صوتها الذهبي في كل المنابر والمسارح العالمية، من دون أن يفوتها توجيه رسالة عتاب رقيقة للموسيقيين الجدد بضرورة العودة إلى الموروث كمرجع للهوية واستكشاف كنوز الكلمة واللحن وروائع الموشحات والمقامات، من أجل صياغة محتوى فني ذي قيمة ثقافية رفيعة مستوحى من روح الثقافة العربية الغنية بإشراقاتها وتجلياتها. وأكدت غالية بنعلي أهمية الفن النقي والراقي، كونه يشكل وعاء للقيم، ورسالة نبيلة تنقل التراث والثقافة خارج الحدود، مشيرة إلى أن المعرفة الحقيقية يمكن تجربتها بالفن، الذي يخاطب الوجدان الإنساني ويتوثب نحو المستقبل، ويبقى أثره عالقاً في ذاكرة الأجيال المقبلة، رافضة موجة الفن الهابط التي تغلغلت في وجدان الشباب عبر محتوى خادش يهدف إلى تسطيح الوعي وإفساد الذائقة الفنية.

مشاركة :