الغارف البرتغالية.. شواطئ ساحرة ومناظر طبيعية بديعة

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقع منطقة الغارف في أقصى جنوب البرتغال وتمتاز بكثير من الشواطئ الخلّابة والمناظر الطبيعية البديعة ودروب التجول، التي تحيط بها أشجار الأوكالبتوس ذات الظلال الوارفة، ويمكّن للسياح من عشاق التجول الاستمتاع بجولات رائعة في هذه البقعة الساحرة من البرتغال. ويزداد انحدار مسار التجول بين قرية مونشيك الجبلية وبيكو دا فويا، والتي تعتبر أعلى نقطة في مسار سيرا دي مونشيك؛ حيث تبلغ نسبة الانحدار 12% في بعض الأحيان، حتى إن المرشد السياحي ماركو جومز يتعين عليه الضغط على الدواسات بقوة للتغلب على المنحدر، ومن خلفه تكافح المجموعة السياحية المصاحبة له، ويعتبر هذا المسار من أكثر مسارات الدراجات الجبلية صعوبة في منطقة الغارف، إلا أن المغامرة تستحق هذا الجهد. إطلالة بانورامية رائعة وبعد الوصول إلى القمة على ارتفاع 902 م، ينعم السياح بإطلالة بانورامية رائعة على التلال، ويمتدّ المشهد في الأفق أيضًا ليصل إلى الساحل الغربي للبرتغال، كما تكثر في منطقة الغارف المنحدرات والخلجان الرائعة، وهناك كثير من البدائع الطبيعية، التي يمكن مشاهدتها هنا، إلا أن المرشد السياحي ماركو جومز أوضح قائلًا: "للأسف هناك قلة من السياح يعرفون مدى جمال المناطق النائية في الغارف". ويقع مسار التجول سيرا دي مونشيك على مسافة 30 كلم تقريبًا من المعقل السياحي بورتيماو، ويختلف الوضع هنا في الجبال عن الساحل؛ حيث يسود الصخب والضجيج بسبب الأفواج السياحية الكبيرة. وتنتشر القرى الجبلية ذات المباني المطلية باللون الأبيض على قمة الجبال، كما يتجلّى ذلك بوضوح في منطقة كالداس دي مونشيك، التي تشتهر بينابيعها الساخنة، وفي هذه المحمية الطبيعية تعيش الحيوانات المختلفة مثل الثعالب والقطط البرية والوشق الإيبيرية المهددة بالانقراض، كما يمكن لعشاق التجول هنا الاستمتاع بشبكة كبيرة من مسارات المشي وركوب الدراجات، وعادة ما تمر مسارات ودورب التجول عبر غابات البلوط الفليني الكثيفة، التي لم تعبث بها يد الإنسان. وينجذب السياح من عشاق التجول بالدراجات عبر الدروب الجبلية لمنطقة فيا الجارفيانا؛ حيث تتعرج بهم الدروب والمسارات لمسافة 300 كلم بمحاذاة الساحل، ويظهر المزارعون في حقول البرتقال والتين والزيتون والليمون واللوز والكروم، وتستغرق الجولة السياحية حوالي أسبوعين لقطع المسار من الكوتيم على الحدود الإسبانية إلى كابو دي ساو فيسينتي بالقرب من منطقة ساجريس، والتي تعتبر أقصى نقطة في جنوب غرب اليابسة الأوروبية. وعلى غرار الكوتيم يوجد عديد من المواقع في منطقة فيا الجارفيانا، والتي تفخر بماضيها العريق؛ حيث استقرّ هنا الفينيقيون والقرطاجيون والرومان والقوط، فضلًا عن استقرار العرب المسلمين في هذه المنطقة لمدة 800 عام. وخلال فصل الربيع، يمكن للسياح الذين يتجولون في منطقة فيا الجارفيانا، السير بمحاذاة الجدران الحجرية القديمة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة لحقول الزهور الملونة وبساتين البرتقال والليمون المثمرة، وتمر الرحلة بعديد من القرى الهادئة، والتي تخلو من المتاجر ولا تتوفر بها شبكة اتصالات هاتفية جوالة. الرأس الشهيرة وتظهر الغابات بالقرب من سيرا دي مونشيك، وبعد ذلك يتجه مسار التجول إلى الجنوب الغربي نحو ساجريس؛ حيث يشعر السياح بالاقتراب من المحيط الأطلنطي من خلال استنشاق الهواء المالح وظهور شجيرات الصنوبر، وتمرّ الرحلة في الكيلومترات الأخيرة في محمية كابو دي ساو فيسنتي وصولًا إلى الرأس الشهيرة على مستوى العالم، والتي تنحدر عندها الصخور لمسافة 70م في المحيط الأطلنطي. وبالنسبة للسياح، الذين يرغبون في التجول لمسافات طويلة مع الاستمتاع بمنظر البحر في نفس الوقت، فيمكنهم تحقيق هذه الرغبة في منطقة الغارف البرتغالية؛ حيث يوجد في أقصى الغرب مسار تجول بطول 19 كلم في المحمية الطبيعية كوستا فيسينتينا، والذي يمر حول قرية كاراباتييرا، كما توجد المحمية الطبيعية ريا فورموزا في أقصى الشرق لمنطقة الغارف، والتي تستقطب عشاق التجول وقائدي الدراجات وهواة قوارب الكاياك، الذين ينعمون خلال جولات التجديف بمشاهدة مجموعة متنوعة من الطيور مثل الفلامنجو واللقالق البيضاء. وتزخر منطقة الغارف بكثير من الشواطئ الرائعة لعشاق الاستجمام، علاوة على وجود كثير من مسارات التجول بين الشواطئ المختلفة، وإذا قام السياح بالتجول على الطريق الساحلي بين ساليما ولاجوس والممتد لمسافة 20 كلم، فإنهم يصلون إلى الخلجان والشواطئ الرائعة مثل بوكا دي ريو. وبدءًا من منطقة بونتا دا بيدادي تنتهي العزلة؛ حيث يكثر السياح على الساحل الصخري في منطقة الغارف، وكثيرًا ما يلتقط السياح الصور التذكارية. وأشارت يولاندا تاي إلى أن المنظر يكون أكثر روعة عندما يتم تصوير الصخور من البحر، وتشارك المواطنة البرتغالية، المنحدرة من مدينة لشبونة، في جولة بقوارب الكاياك عبر الكهوف والأنفاق، وأكدت أن الصخور تبدو هنا مثل الجبن السويسري، علاوة على وجود خليج للراحة والاستجمام لا يمكن الوصول إليه إلا من البحر، وينعم السياح هنا بالأجواء الهادئة والمياه الصافية الرقراقة.

مشاركة :