في مقابلة خاصة أجراها مع "يورونيوز"، قال خوان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، إنه مستعد للموت لإسقاط خصمه السياسي، نيكولاس مادورو. وتمرّ فنزويلا في أزمة سياسية حادّة منذ أعلنت الجمعية الوطنية (البرلمان) بطلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي تمّت خلال الشهر الماضي والتي فاز بها نيكولاس مادورو. وأعلن غوايدو عن تنصيب نفسه رئيساً للبلاد، وحاز على تأييد دول غربية منها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وغيرها من الدول المجاورة لفنزويلا، ولكنه فشل في كسب تأييد جنرالات الجيش الأقوياء. وفي مقابلة خاصة أجرتها معه الزميلة أنيليسيه بورجيس من يورونيوز قال غوايدو "لست قلقاً إذا كانت حياتي أو حريتي هما ثمن ذلك. (لست قلقاً) إذا أعطيت حياتي لخدمة الشعب. نعرف الخطر الذي نواجهه. خوفنا الأكبر أن يصبح ما يجري في فنزويلا أمراً عادياً". بيد أن غوايدو ذكّر بأن النزال السياسي الحالي مسألة وقت، مؤكداً أن مادورو صار "معزولاً" ووجوده في السلطة لن يدوم. وقال غوايدو "الأخبار الجيد هي أن مستقبل فنزويلاً صار مضموناً اليوم، وأن مادورو يصير في عزلة أكثر وأكثر".غوايدو: ما قمنا به ليس انقلاباً ونحاول إقناع الصين وروسيا في المقابلة التي أجرتها معه "يورونيوز" تحدّث غوايدو عن عدّة نقاط أخرى، نافياً أن ما قام به انقلاب على السلطة، ومعلناً أن التحرك الذي يقوده تمّ تشكيله من متطوعين مسالمين. كذلك أصرّ غوايدو على أن المواجهة السياسية الدائرة مع مادورو اليوم لن تنتهي بحرب أهلية لأن الفنزويليين لن يخاطروا بحياتهم من أجل حاكم لم يجلب لهم شيئاً إلا البؤس. دولياً، قال غوايدو أنه يحاول إقناع الصينيين والروس إنه من مصلحتهم الاقتصادية التوقف عن دعم مادورو. ففيما حصل غوايدو على دعم عدّة بلاد الغربية، وأيضاً جيران في أميركا اللاتينية، رفضت كل من روسيا والصين اللتان تتمتعان بعلاقات اقتصادية جيدة مع حكومة مادورو، الانتقال إلى دعم غوايدو. وفي ردّ على سؤال حول التواصل مع موسكو وبكين، قال غوايدو إنه عمل ما بوسعه لإيصال رسالة مفادها أن الوضع الاقتصادي الفنزويلي المنهار في عهد مادورو يجب أن ينتهي.مادورو يخشى اجتياحاً عسكرياً ويتهم ترامب بإجبار الاتحاد الأوروبي على خوض سياسة أضرت بفنزويلا وحول هذه النقطة قال "من ناحية عملية، منطقية، اقتصادية ومالية ... هل من الجيد لروسيا أن ينتقل إنتاج أحد شركائها فيما يخص البترول من ثلاثة ملايين برميل إلى مليون برميل؟ أعتقد أن الإجابة واضحة. وهل من الجيد للصين أن تكون 90 بالمئة من استثماراتها في قطاع البناء في فنزويلا مجمّدة؟ أظن أن الإجابة واضحة. وفي كلامه عن وضع المستشفيات في فنزويلا قال غوايدو إن أطفالاً يموتون في المستشفيات بسبب قلة الغذاء، مضيفاً أن المواد الطبية الأساسية تنقص. ولكنه رفض الإجابة حول إذا ما كان يريد الترشح للانتخابات الرئاسية عندما يحين موعدها.قافلة المساعدات الأميركية في المنازلة السياسية الحالية، ليست السلطة هي جوهر النقاش الوحيد بين مادورو وغوايدو. كل شيء في فنزويلا بإمكانه التحول إلى أزمة سياسية. فالجيش الفنزويلي على سبيل المثال أوقف شاحنة من المساعدات الأميركية التي أرسلت إلى فنزويلا عبر الحدود. ويقول غوايدو إنه يجب قبول المساعدات والسماح للقوافل بالدخول قبل السبت، أما خصمه السياسي مادورو فيقول "إن لا حاجة لتلقي المساعدات وإن قبولها ذل".فنزويلا تمنع أعضاء بالبرلمان الأوروبي من دخول أراضيها وأشار غوايدو لـ "يورونيوز" أن المساعدات قد تسهم في احتواء حالة الطوارئ، مضيفاً أن ما يجري على الحدود يشكل اختباراً للقوات المسلحة. ففي أي جهة يقفون؟ هل هم مع المواطنين، الدستور، أو مع مغتصب للسلطة يترك القوات المسلحة في حالة من الجوع؟"رئيسان؟ قال غوايدو إن مؤيديه يرفضون عبارة "أعلن نفسه رئيساً" مضيفاً أنه، بحسب الدستور، الرئيس الشرعي والوحيد لفنزويلا إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وفي السياق قال غوايدو "لا رئيسين في فنزويلا، هناك ديكتاتور قاس، قاس جداً، ونحن نتابع عملنا ليكون هناك انتخابات حرة، هذا ما فوّضني به الدستور".أمريكا تطلب من الاتحاد الأوروبي الاعتراف بغوايدو رئيسا لفنزويلا أما فيما يتعلق بإمكانية ترشحه لمنصب رئيس البلاد في حال تمت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية، قال غوايدو إن حلفاءه السياسيين سيقدّمون اسم مرشّحهم للرئاسة عندما تتم الدعوة للانتخابات.
مشاركة :