مركز الدوحة ينظم حلقة نقاشية حول دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الرياضي

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نظم مركز الدوحة لحرية الإعلام اليوم حلقة نقاشية بعنوان "دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الرياضي"، وذلك بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث. وقد تحدث في هذا اللقاء نخبة من الإعلاميين والمحللين الرياضيين وبعض لاعبي المنتخب القطري لكرة القدم، لمناقشة ظاهرة التعصب الرياضي ومظاهرها والعوامل التي تقف وراء تصاعدها، والحلول المقترحة التي تحد من آثارها على المجتمع. وتناولت الحلقة النقاشية عددا من المحاور، من بينها ظاهرة التعصب الرياضي ودور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والهجمات الإعلامية لدول الحصار خلال بطولة آسيا، وظاهرة التعصب في التحليل الرياضي، وأيضا تأثير ظاهرة التعصب على الأداء وأخلاقيات الرياضة. وقال السيد عبدالرحمن بن ناصر العبيدان، عضو اللجنة التنفيذية والمدير العام لمركز الدوحة لحرية الإعلام في كلمة له خلال الحلقة، إن ظاهرة التعصب الرياضي تمثل بمختلف مستوياتها وتجلياتها تهديدا حقيقيا للأفراد والدول، وتعديا على المبادئ المجتمعية التي تجسد قيم التسامح والإخاء، وتحقق سمو الروح الرياضية على مختلف التجاذبات. واعتبر أن وسائل الإعلام تبقى أحد أكبر المؤثرين في مجال الرياضة، ومحركا رئيسيا لمشاعرهم ولتوجهات المجتمع، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بات الإعلام أكثر قربا من الناس، وأكثر قدرة على التأثير في عواطفهم وانفعالاتهم، ومن هنا برزت ظواهر سلبية لا تمت إلى عالم الرياضة بصلة، من قبيل التسييس والشحن العاطفي واستعداء الخصم والنيل من سمعته. بدوره، تحدث الإعلامي خالد الجاسم عن ظاهرة التعصب الرياضي ودور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مواجهتها، وقال إن "البطولة الآسيوية التي توج بها منتخبنا القطري كشفت عن جملة من الممارسات غير الرياضية والأخلاقية بسبب ما تخللها من عمليات تسييس ممنهجة، كان الغرض منها التشويش على مشاركة قطر في البطولة واستغلالها لتصفية الحسابات السياسية والتأثير على معنويات اللاعبين". وأضاف أن البطولة الآسيوية الأخيرة كرست لدى المنتخب القطري الاهتمام بالبطولة الكروية فقط ، دون الانجرار إلى أي مساحات أخرى سياسية كانت أو إعلامية، لكن الطرف الآخر ممثلا في وسائل إعلامه وجماهيره كشف للعالم كما هائلا من الممارسات غير المسؤولة الناتجة عن التسييس بشكل رئيسي. من جهتها، تحدثت السيد حنان اليافعي، مديرة إدارة المحتوى بمركز الدوحة لحرية الإعلام، عن الانتهاكات المستمرة منذ فرض الحصار على قطر، وما تخلل هذه الفترة من تصعيد خطير في خطابات الكراهية والتحريض والإساءات الإعلامية، وهذه الانتهاكات تم رصدها وتوثيقها من قبل مركز الدوحة وإفادة المنظمات الحقوقية والإعلامية بها محليا ودوليا. وذكرت اليافعي أن جل وسائل الإعلام الدولي تابعت أطوار نهائيات كأس آسيا التي احتضنتها الإمارات، وما عاشه منتخبنا القطري من ظروف لعب صعبة وتحديات كبيرة وضغوط رسمية وجماهيرية، وقد كان للخطاب الإعلامي لبعض الدول الخليجية دور كبير في تأجيجها وتصعيدها، من خلال ممارسات خطيرة لا تنتمي إلى مهنة الإعلام، ولا تعكس القيم الخليجية أو العربية الأصيلة. وحذرت اليافعي من أن وسائل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في نشر خطاب الكراهية، وقد وظفت للتأثير على مشاركة المنتخب القطري في البطولة الآسيوية سواء من الناحية الإدارية أو الفنية أو الإعلامية. وفي مداخلته، تحدث المحلل الرياضي ماجد الخليفي عن الأداء الذي يجب أن يتمتع به المحلل الرياضي، من خلال التوازن في التحليل وقراءة المباراة من جوانبها الفنية المختلفة.. معتبرا أن المحلل الرياضي له دور مهم في التصدي لمشاعر التعصب والتحريض أو إشعالها. وقال إن الاتحاد الدولي لكرة القدم حاول في السابق مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي، وتصدى لها بعدد من الإجراءات والعقوبات، لكن هذه الظاهرة مستمرة في التطور، بل إن بعض المواجهات الرياضية السابقة، كادت تؤدي إلى حروب بين دول، ومنها ما أدى إلى عمليات اغتيال راح ضحيتها أبطال في كرة القدم جراء التعصب والتحريض، ومنها ما تسبب في أزمات دبلوماسية بين دول عربية. أما لاعب المنتخب القطري عبدالكريم حسن، فأشار إلى جملة من الضغوط والاكراهات التي صاحبت مشاركة الفريق العنابي خلال البطولة الآسيوية، وقال إننا تابعنا بعضا مما كان ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من إساءات، لكن هذا لم يحد من حماسنا في تحقيق النصر ونيل البطولة. واعتبر أن الفريق القطري واصل البطولة دون مكون نقص أو ضغوط نفسية، بل إن التشويش الذي مورس على المنتخب كان عامل تحفيز وإصرار لتحقيق الفوز بالبطولة. كذلك تحدث اللاعب بسام الراوي عن بعض ما واجهه المنتخب القطري خلال البطولة الآسيوية، منتقدا الإساءة إلى بعض لاعبي المنتخب والنيل منهم من قبل بعض وسائل الإعلام الرياضي. أما اللاعب المعز علي فتحدث عن البطولة الآسيوية وما تخللها من بعض التحديات التي لم تكن سببا في تثبيط العزيمة على تحقيق النصر وإهداء منتخب قطر وجمهورها لقب البطولة الآسيوية.. لافتا إلى أن هذا النصر كان مشفوعا بعدد من الانجازات الأخرى فنيا ومعنويا. واعتبر أن المنتخب القطري لديه اليوم تجربة تؤهله للبطولات الكبرى، ويستحق أن ينافس عليها بكل قوة ومعنويات عالية، ولا أهمية للالتفات إلى اشياء أخرى ليس مجالها الرياضة. وانصبت جل المناقشات التي أعقبت مداخلات المشاركين خلال الحلقة النقاشية، على ضرورة استغلال مناسبة تتويج المنتخب العنابي لدعم الجهود التربوية والإعلامية التي تساهم في نبذ خطاب التعصب، وتطوير آليات التسويق في هذا الصدد، وضرورة انكباب وسائل الإعلام في دولة قطر على وضع استراتيجية واضحة من أجل أداء إعلامي ناجح متشبث بالقيم المهنية ويحترم القوانين ويؤدي رسالته الإعلامية والمجتمعية على أكمل وجه.;

مشاركة :