إن التحدي مع النفس هي من السمات التي غالبا ما تقترن بالأشخاص الذين يعشقون الخوض في هذا النوع من التجارب ومع كل ما تحمله لهم من صعوبات ومشقة، ويعتبرون ذلك بالنسبة لهم بمثابة النقطة الفاصلة بين مرحلة الفشل والنجاح، فلنجعل اصرارنا على أن نكون دائما في الطليعة ونتميز بما نقدمه من أعمال وإنجازات نسعى لتحقيقها في حياتنا العلمية والعملية، وبذلك نستطيع رسم معالم مستقبل الوطن بكل إخلاص وعزيمة، فهذا الدور بالطبع يتطلب منا بذل المزيد من الجهد والعطاء المستمر، ونخوض عدة تجارب نكتسب من خلالها الخبرة الكافية التي تجعل منا أشخاصا فاعلين ومؤثرين على كل الأصعدة والمستويات، ومن دون ذلك سوف لن نستطيع تحقيق القدر الأكبر من طموحاتنا وأحلامنا وتحويلها إلى حقيقة نلمسها ونعيش فصولها. فالإنسان الذي يمتلك في داخله روح العطاء المتدفق والمفعم بالتميز تجده دائما ما يكون حاضرا في أصعب المواقف، متحفزا للانتقال لمرحلة التجديد والتطوير المستمرة في حياته، ولا يتوقف عن احلامه التي تكون مرهونة بمستوى من التفاؤل بمستقبل واعد يضيف المزيد من المكتسبات للوطن إن شاء الله، وهذا يتوقف على مدى القدرة المتوفرة لدينا على صنع الإنجاز الذي يزرع في داخلنا المعنى الحقيقي الذي يجعلنا نتواجد بالصفوف الأمامية، ولا يساورنا الشك يوما بأن في استطاعتنا المنافسة والظفر بتحقيق النتائج المرجوة، فإن شباب هذا الوطن يمتلكون في داخلهم مخزونا وافرا من التميز والإبداع، ويحتاجون فقط أن نقدم لهم الدعم والمساندة من أجل تمكينهم من المشاركة في صنع مستقبل هذا الوطن. لذا يتوجب علينا من الآن وصاعدا البحث عن لغة جديدة نتحدث بها وننتهجها في أسلوب طرحنا وتناولنا للمواضيع الحساسة التي تعنى بالشأن الرياضي، ولنحدد توجهاتنا للمرحلة القادمة بما يمكننا من تقديم النقد البناء الهادف الذي نفتح من خلاله الملفات العالقة بكل شفافية، ونطرق الأبواب المغلقة سعيا منا للبحث بجدية عن كل الممارسات الخاطئة التي تتعلق بالأداء الإداري الذي لا يحقق الطموحات المنشودة ولا ينسجم مع الرؤية المستقبلية، ولنعمل معا على خلق منظومة جديدة تكون أكثر تأثيرا وفاعلية نعزز من خلالها مفهوم المصلحة العامة أولا وقبل كل شيء، وذلك باعتبارها احد أهم الروافد التي تقودنا في بناء مستقبل رياضي واعد مقترن بالمشاركة الحقيقية في صنع القرار، والذي يرتكز على عدة ثوابت تفرض واقعا جديدا يسهم في النهوض بكافة القطاعات الرياضية من دون استثناء، ونبحث كذلك عن لغة مشتركة تجمعنا على تحقيق اهداف موحدة نستطيع من خلالها طرح بعض الأفكار المبتكرة التي تخدم عملية التطوير والتحديث. ونؤكد على ضرورة إيجاد حوار إيجابي يوفر لنا قنوات من التواصل تسهل علينا ايصال وجهة نظرنا بكل أمانه وصدق الى المعنيين بالشأن الرياضي وطرق مسامع أصحاب القرار، فالمجال ما عاد يتسع باستيعاب من يفتقدون لأبسط أسس العمل الإداري والذين لا يمتلكون القدر المطلوب من التفكير المتطور والمنفتح على الآخرين، ومع ذلك تجدهم ما يزالون يتباهون بما استطاعوا تحقيقه من فشل على كافة الأصعدة والميادين، وهذا الاعتقاد بالتالي يضعهم في دائرة من الوهم الذي يصاحبهم لفترة طويلة من الزمن. إننا لعلى يقين تام بأن أصحاب القرار والقائمين على القطاع الرياضي في المملكة وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد، لديهم الرغبة والإصرار على ضرورة إحداث نقلة نوعية في الكيفية والقدر المطلوب والمتمثل في حرصهم الدائم على تعزيز مفهوم التغيير باعتباره احد أهم المنطلقات التي ترتكز عليها كافة الخطط التطوير المستدامة، وتعميم هذه الثقافة أصبحت الآن من الأولويات الملحة من أجل الارتقاء لمستوى التحدي وتحقيق التطور المطلوب وفق الخطط والاستراتيجيات الموضوعة للنهوض بالقطاع الرياضي، وهذا يتطلب منا جميعا العمل على تجسيد كل هذه التوجهات إلى أفعال وإنجازات ملموسة على أرض الواقع.
مشاركة :