قوات سوريا الديموقراطية: لا خيار أمام داعش غير الاستسلام

  • 2/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تؤكد قوات سوريا الديموقراطية أنه لم يعد أمام تنظيم داعش المحاصر في نصف كيلومتر مربع في شرق سوريا إلا "الاستسلام"، في وقت يحضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيهم المعتقلين لدى الأكراد.وطالبت الإدارة الذاتية الكردية الاثنين الدول الأوروبية بعدم التخلي عنها، مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من إعلان انتهاء "الخلافة"، بعد سنوات أثار فيها التنظيم المتطرف الرعب بقوانينه المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم. وزار الجنرال جوزف فوتيل قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط والذي يقوم بجولة في المنطقة، سوريا الإثنين لوقت قصير حيث التقى مسؤولين أكرادا. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت أن قواتها تتحرك "بحذر" في بلدة الباغوز لوجود مدنيين محتجزين "كدروع بشرية" تزامناً مع تأكيدها أن "الخلافة" ستنتهي في غضون أيام.وقال مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لوكالة فرانس برس الاثنين إنه خلال اليومين الأخيرين "لم تحصل أي تغييرات جدية في المعطيات على الأرض... ما زلنا نعمل على ايجاد طريقة ما لاخراج المدنيين". وعلى بعد مئات الأمتار عن خط الجبهة داخل الباغوز، شاهدت مراسلة فرانس برس الإثنين خيماً بيضاء يتحرك قربها رجال ملثمون وسيدة ترتدي الأسود. وأشار أحد المقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية بيده إلى صهريج مياه متوقف. وقال "أنظروا، هناك أشخاص يتحركون وليس معروفاً ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين". وكان يمكن رؤية رجل بثياب سوداء ودراجة نارية تمر مسرعة. ولم يعد لمقاتلي التنظيم أي منفذ.وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس الاثنين "لا يمتلك داعش خيارات ليتفاوض عليها لأنه محاصر في منطقة جغرافية ضيقة جداً وليس أمامه سوى الاستسلام"، مؤكداً عدم وجود أي مفاوضات مباشرة مع التنظيم. وطلب التنظيم، وفق ما قال مصدر ميداني مطلع على سير المعارك لفرانس برس الاثنين، رافضاً الكشف عن اسمه، ممراً آمناً للخروج من الباغوز، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان. ولم يتسن لفرانس برس الحصول على تأكيد رسمي من مسؤولين أكراد. وأفاد المصدر "يطلب الدواعش المحاصرون فتح ممر لهم إلى إدلب (شمال غرب)، على أن يأخذوا المدنيين المتبقين معهم كدروع بشرية" لضمان عدم استهدافهم "لكن الأمر غير قابل للنقاش بالنسبة إلى قوات سوريا الديموقراطية". وقوبل هذا الطلب بالرفض وفق المصدر. وبدأت قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف، في أيلول/سبتمبر الماضي عملية عسكرية واسعة ضد آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا، دفعت نحو أربعين ألف شخص إلى الفرار، بينهم نحو 3800 مشتبه بانتمائهم الى التنظيم، وتم توقيفهم بحسب المرصد. وانتقدت دول أوروبية عدة في الساعات الأخيرة مطالبتها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة "أكثر من 800 مقاتل" معتقلين في سوريا لمحاكمتهم، وتلويحه بأن "البديل لن يكون جيداَ لأننا سنضطر للإفراج عنهم". وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الإثنين "يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى العدالة حين يصبح ذلك ممكناً، يحب إتمام الأمر في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم". وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأحد إن إعادتهم في الظروف الحالية أمر "بالغ الصعوبة"، في حين طالب وزير العدل البلجيكي كين غينس بـ"حل أوروبي" داعياً إلى "التفكير بهدوء والنظر في ما ينطوي على مخاطر أمنية أقل". ورأى وزير الدولة الفرنسي للداخلية لوران نونيز في تصريح تلفزيوني أنه "في كل الأحوال إذا عاد هؤلاء الأشخاص الى التراب الوطني، فسيخضعون لاجراءات قضائية جارية وسيتم تطبيق القانون بحقهم وحبسهم". وأعلنت فرنسا في وقت سابق أنها تدرس ترحيل نحو 130 شخصاً محتجزين لدى الأكراد، غالبيتهم من الأطفال.وتبدي العائلات والجهات الحقوقية قلقها من احتمال نقل الحهاديين من سوريا إلى العراق المجاور، الذي حكم على مئات الأشخاص بالإعدام أو السجن المؤبد لانضمامهم إلى التنظيم المتطرف. ويشكل ملف المتطرفين الأجانب عبئاً على الأكراد، خصوصاً بعد اعلان ترامب في كانون الأول/ديسمبر 2018 قراره بسحب القوات الأميركية والمقدرة بألفي جندي من سوريا.

مشاركة :