أصغر المشاركين بمسابقة الملك سلمان: حفظ القرآن الكريم التجارة الرابحة مع الله

  • 2/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"أنصح أقراني والشباب والجميع بأن يتمسكوا بتلاوة وحفظ القرآن الكريم؛ فهي التجارة الرابحة مع الله، وهو المشروع الناجح الذي لا يعرف الفشل والخسارة مطلقًا؛ فهو مركب النجاة والفوز، وطريق البركة والخير والرزق".. بهذه الكلمات استهل محمد جمعان الغامدي (12 عامًا)، الذي يعد أصغر المشاركين في التصفيات النهائية لمسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المحلية لتلاوة القرآن وحفظه وتجويده في دورتها الحادية والعشرين، حديثه لـ"سبق". وأشار إلى أن حفظه القرآن ساعده كثيرًا على التفوق والتميز في دراسته، ومنحه الجرأة في الحديث والفصاحة والخطابة، مشددًا على دور والديه في حفظ القرآن؛ إذ بذلا الكثير من الجهد والتعب؛ فهما الأصل والأساس في حفظه؛ فجزاهما الله عنه خير الجزاء. وعبَّر الحافظ الصغير المشارك في الفرع الرابع عن مشاعر السعادة والفخر والاعتزاز بالمشاركة فـي التصفيات النهائية لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ المحلية لتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده للبنين والبنات في دورتها الـ "21"، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية، وذلك بمقر انعقاد المسابقة في مدينة الرياض مستعيدًا بداياته في حفظ كتاب الله بقوله: "بدأت في حفظي بالقاعدة النورانية، ثم بدأت بحفظ جزء عم إلى أن أكملت حفظه كاملاً -ولله الحمد- خلال خمس سنوات". ونفى الحافظ محمد أي تعارض بين الدراسة وحفظ القرآن، بل إن الحفظ يزيد الطالب تفوقًا وتميزًا، ويطرح عليه البركة في وقته ودراسته. واستغرب الناشئ في رحاب القرآن تفضيل البعض اللهو واللعب على الإقبال على حفظ كتاب الله والعناية به. وأشار إلى أن لديه وِردًا يوميًّا من القرآن الكريم بقراءة جزء كامل بعد صلاة العشاء حفظًا ومراجعة وتسميعًا، ولا يستغرق منه ذلك وقتًا سوى ساعة من الزمن تقريبًا. ولفت إلى أنه قبلها يقوم باستذكار دروسه خلال الفترة من صلاة المغرب إلى بعد صلاة العشاء مؤكدًا أنه يمارس حياته وفق جدول يومي منظم ومرتب. وأشار إلى أن حفظه القرآن الكريم ساعده كثيرًا في تفوقه الدراسي، وتميزه السلوكي، وهدوئه وطمأنينته وراحته واستقراره النفسي.. وقال: قد حلت عليّ البركة في جميع حياتي وأوقاتي، وجعلتني سبّاقًا للخير، ولدي ميولي لمواد الرياضيات، وقمت بخوض التصفيات على مستوى المنطقة ثلاث مرات، والحمد لله ترشحت هذه السنة إضافة إلى مشاركاتي في مسابقات وزارة التعليم. من جانبه، أكد جمعان سعيد الغامدي، معلم الرياضيات والد المتسابق محمد المشارك بالفرع الرابع، أن الأسرة والوالدين هم الركيزة الأساسية لتشجيع ودعم الأبناء على حفظ القرآن الكريم مع حلقات التحفيظ والمدارس. مبينًا أن اثنين من أبنائه "محمد والوليد" يحفظان كامل القرآن، وهما مشروع حياته الوحيد والأهم. وأردف: ولم أبحث عن استثمار مادي أو عقاري، وكان تركيزي على تنشئتهم على حب القرآن والإقبال. مشيرًا إلى أن ولدَيْه حفظا القرآن خلال 5 سنوات في المرحلة الابتدائية، وأن حفظهما القرآن لم يتعارض مطلقًا مع الدراسة، بل العكس صحيح؛ فهو يزيد الطالب تميزًا وتفوقًا في الدراسة؛ فمن النادر جدًّا أن تجد طالبًا حافظًا لكتاب الله ومستواه الدراسي ضعيف؛ فهما من الأوائل على دفعاتهما في المدارس والجامعات، ويلتزمان ببرنامج يومي منظم؛ فكتاب الله تلاوة وحفظًا يفتح مدارك الإنسان. وذكر في هذا الصدد أن مستوى ابنه "محمد" الذي يدرس في الصف الأول المتوسط ممتاز، وبلغت نسبته 99.5٪ في الفصل الدراسي الأول، وهذا ببركة القرآن الكريم. ودعا إلى تعويد الأبناء على تنظيم الوقت بين حفظ القرآن الكريم وممارسة هواياتهم وألعابهم وترفيههم، ولاسيما إذا كانوا صغارًا في السن؛ فلا ينبغي حرمانهم. وأشار الغامدي إلى أن برنامج ابنه محمد اليومي مع القرآن الكريم الذي أتم حفظه كاملاً منذ سنة تقريبًا يتمثل في حفظ وتلاوة جزء كامل يوميًّا، وعادة بعد صلاة العصر أو المغرب أو الفجر. وذكر أنه استعدادًا لهذه المسابقة كان يراجع يوميًّا 5 أجزاء في جلسة واحدة، وختم حدود 10 ختمات خلال أسبوعين حفظًا ومراجعة وتلاوة. وعن تأثير حفظ القرآن على شخصية ولده محمد أكد أن القرآن الكريم حافظ للإنسان، ويهذب السلوك والأخلاق والقيم. أما عن تأثير حفظ ولديه الوليد ومحمد القرآن الكريم فقد أكد المعلم جمعان الغامدي أن "القرآن بركة تحل على جميع أفراد الأسرة، وبفضل الله لم أدعُ بشيء إلا يستجيب الله لي والتوفيق في الأبناء في صلاحهم ودراستهم وهدايتهم.. والبركة في المال وقلة المشاكل الأسرية والزوجية". داعيًا الجميع للاهتمام بالكتاب والسنة.. فإذا أردتم الرزق فعليكم بالقرآن، وإذا أردتم الهدوء والسكينة والتوفيق فعليكم بالقرآن. واستشهد بقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن». ويشارك 122 متسابقًا ومتسابقة في التصفيات النهائية لجائزة الملك سلمان المحلية لتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده للبنين والبنات التي انطلقت السبت في دورتها الـ21 بتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وذلك بمدينة الرياض. وبلغ عدد المتسابقين من البنين 61، ومثلهم من البنات، يتنافسون في حفظ القرآن الكريم عبر خمسة أفرع في المسابقة. ففي الفرع الأول تنافس 11 متسابقًا، و10 متسابقات. وفي الفرع الثاني 15 متسابقًا و14 متسابقة، أما في الفرع الثالث فـ10 متسابقين و12 متسابقة، وفي الفرع الرابع 12 متسابقًا و12 متسابقة، وفي الفرع الخامس 13 متسابقًا و13 متسابقة.

مشاركة :