أكد نيك باتلر -خبير الطاقة ورئيس معهد السياسات بكلية الملك في لندن- أن دولة قطر المحاصَرة من قِبل جيرانها تحدّت مجدداً منطق حجمها ووضعها الجغرافي عندما توصلت إلى شراكة عالمية مع شركة «إكسون موبيل» الأميركية، من شأنها أن تعزز مكانة الدولة من الناحيتين الجغرافية والتجارية، وتضمن لها الحصول على دعم واهتمام الإدارة الأميركية. وأوضح الكاتب، في مقال بصحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أن الإعلان هذا الشهر عن شراكة بين «قطر للبترول» و«إكسون موبيل» -وهي أكبر شركة خاصة في قطاع الطاقة- لبناء منشأة جديدة للغاز الطبيعي المسال بتكلفة 10 مليارات دولار في جولدن باس في تكساس، يوضح الطبيعة التنافسية لسوق الغاز العالمي؛ مشيراً إلى أن المورّدين الرئيسيين للغاز سيشكلان معاً قوة كافية لتأمين الأسواق حول العالم.وأوضح الكاتب أنه في قطاع الغاز الطبيعي المسال، تلعب المسافات دوراً مهماً في تحديد التكاليف، مما يعطي ميزة أخرى للشراكة بين الموردين اللذين يمكنهما شحن المؤن من مواقع مختلفة؛ فمن الخليج العربي وخليج المكسيك يمكن أن تصل إمداداتهما إلى الأسواق في آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا. هيمنة على الأسواق وتابع: «بالعمل معاً، قد تهيمن (قطر للبترول) و(إكسون موبيل) على أسواق النمو في العالم خلال العقدين القادمين. وقد أشارت الوكالة الدولية للطاقة، في مذكرة موجزة صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أنه بحلول عام 2025 سيأتي واحد من كل أربعة أمتار مكعبة من الغاز المنتَج في جميع أنحاء العالم من الولايات المتحدة، في حين أن قطر لديها القدرة على الاستفادة من منشآتها منخفضة التكلفة الحالية في راس لفان». %50 من السوق وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وقطر يمكنهما معاً أن تورّدا أكثر من 50% من تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية بحلول منتصف العقد المقبل، موضحاً أن انخفاض تكلفة إمداداتهما يجعلهما في وضع جيد خاصة مع توقعات استمرار نمو معدلات الطلب. وأوضح الكاتب أن ميزة الشراكة لـ «إكسون موبيل» تأتي من خلال جذب استثمار كبير من شريك مستعد لتمويل 70% من الـ 10 مليارات دولار اللازمة لبناء «جولدن باس»، كما تحسّن مكانة الشركة الأميركية في قطاع من صناعة تهيمن عليها شركة شل حالياً، فضلاً عن أن الوجود الحالي لـ «إكسون» في قطر يفتح إمكانيات لتحالف استراتيجي على المدى الطويل. مكاسب وأكد الكاتب أن مكاسب الشراكة أكبر بالنسبة لقطر، فمن خلال استثمارها رأس المال في الولايات المتحدة، ستحظى الدولة باهتمام ودعم إدارة ترمب، التي رحّبت بحرارة بالشراكة الأسبوع الماضي؛ لافتاً إلى أن هذه الصفقة تدعم التحالف القديم مع أميركا؛ حيث تستضيف قطر قاعدة عسكرية أميركية وهي حليف أساسي في مكافحة الإرهاب. وضع جديد وختم الكاتب بالقول: «إن الطاقة والسياسة لا تنفصلان، وبالنظر إلى وضع قطر الجديد باعتبارها مستثمراً في أميركا وخالقاً للوظائف الأميركية، فلن يكون بإمكان واشنطن أن تتغاضى -تحت أي رئيس- عن مواقف السعودية المعادية لقطر».;
مشاركة :