المملكة تتعرض لحملات إعلامية مغرضة وشرسة، كانت في السابق تقودها إيران النشطة والمستثمرة في الإعلام الخارجي من خلال مكاتب ثقافية وإعلامية ودينية في كل بقاع العالم ونجد لها أذرع إعلامية من مراكز بحثية وقنوات تلفزيونية، مستغلة الأقليات المذهبية في تلك الدول، بل إنها نشطة في دول أميركا الجنوبية، نحن العرب للأسف لدينا ضعف واضح في هذا الجانب، بل قتل بعض الأنشطة الإعلامية والثقافية في الخارج، على سبيل المثال بعد القمة العربية – اللاتينية التي احتضنتها الرياض لم نشهد تفعيلاً لمقررات تلك القمة، وللمعلومية تلك الدول مفتوحة لمن أراد أن يعمل وينشر ثقافته ويبني صورة نمطية لدولته، فقط نريد الفكر والاستراتيجية طويلة المدى لا تتأثر بالقضايا الآنية، خاصة في المجال السياسي الذي قد يشهد تجاذبات ومتغيرات قد تدمر الجهود الإعلامية والثقافية التي نقوم بها. المملكة الآن تعيش نهضة جبارة في كل المجالات يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومع ذلك نشهد الهجمات الشرسة هذه المرة من الإعلام الغربي، خاصة الأميركي والأوربي، وهذه كتل قارية مهمة على الساحة الدولية ولها علاقات تاريخية واقتصادية مع بلادنا، وعلى رغم ذلك نجد هذا الهجوم غير المبرر والظالم ضد وطننا. فلنأخذ على سبيل المثال قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج المملكة في مسألة قضايا غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والذي كل ما سمعنا به من الجانب الرسمي هو الأسف على هذه الخطوة، في حين أن الإعلام هناك وفي منطقتنا طار بالخبر وخلطه بقضايا أخرى للأسف، كم كنت أتمنى أن أشاهد الصوت السعودي الوطني حاضرٌ ومفندٌ في القنوات التلفزيونية وفي الصحف العالمية لتوضيح موقف المملكة من الإرهاب وتمويله وما قدمته من أموال ودماء للتصدي لهذا الداء الخطر. هناك غياب لنا في تلك الساحة المهمة مع أن لدينا الأدوات البشرية والمالية، ولكن هناك ضعفا وغيابا من قبل الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في التصدي لهذه الحملات وتأسيس رؤية واضحة وطويلة الأمد لتأسيس منظومة إعلامية سعودية في الخارج تقوم على عمل مؤسساتي محترف، لا شك أن هذا ليس بالعمل والمهمة السهلة، ولكن ترك الوضع على ما هو عليه يضر بنا على الصعد كافة. كانت لدينا مكاتب إعلامية قبل سنوات، ولو أنها كانت قليلة ومع أن أداءها وضعفها وسوء تجربتها أدى إلى إغلاقها وإسناد العمل الإعلامي إلى وزارة الخارجية إلا أن الحال لم يكن أحسن حالاً، لو تم تقييم أداء تلك المكاتب ومعرفة الخلل والصعوبات التي واجهتها ومعالجة القصور في أدائها لكنا على الأقل نملك صوتاً يرد على تلك الحملات الجائرة. يفترض بوزارتي الإعلام والثقافة في ظل هذه الظروف أن تفكر بشكل جدي بأن تعمل خطط وإعادة تفكير بافتتاح مراكز إعلامية وثقافية في العواصم العالمية ذات الثقل السياسي على المسرح الدولي، لا نريد مكاتب إعلامية تعمل لخدمة هذا الوزير أو ذاك، نريد أن تكون كوادرها مدربة على الاتصال بلغات تلك الشعوب والمملكة غنية بشبانها وشاباتها، وأن تعطي مساحة للتحرك هناك وألا نتخوف من الخطأ، كم يحزنني أن أشاهد تقارير في المحطات الإعلامية الغربية في تعاطيها لملفات تخصنا وتذكر تلك المحطات أنه لم يتسن لهم تعليق من الجانب السعودي، كم نخسر في هذا الغياب الإعلامي على الساحة الدولية. @akalalakal
مشاركة :