استنكر تقرير خبراء أعدته لجنة «مناهضة التعذيب» التابعة لمجلس أوروبا، الظروف غير الإنسانية في مخيمات اللاجئين اليونانية؛ حيث يعيش آلاف من السوريين والعراقيين من العرب والأكراد وغيرهم، فيما بدأت المعسكرات شديدة القذارة، وتم حشر الناس فيها في أماكن ضيقة. ومنذ أن دخل الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن إعادة المهاجرين إلى أوطانهم حيز التنفيذ في مارس 2016، ارتفع عدد اللاجئين في المخيمات اليونانية بشكل كبير، ويعيش على سبيل المثال أكثر من 20000 شخص في مخيمات شرق بحر إيجه، رغم أن المساحة لا تستوعب أكثر من 6338 شخصًا. ونقلت مجلة «دير شبيجل» الألمانية أجزاءً عدة من التقرير، الذي أكد أن الظروف في بعض مخيمات اللاجئين اليونانية المتاخمة للحدود التركية مثيرة للقلق، وذلك على خلفية سوء معاملة الشرطة واتسام الملاجئ بعد النظافة. ووجه التقرير انتقدت إلى اليونان بسبب معاملتها غير الإنسانية للمهاجرين واللاجئين، خاصة في ظل النقص الحاد في الأطباء ومستلزمات الرعاية الطبية، ناهيك عن أن القاصرين والقاصرات غير محميين بالقدر الكافي لا جسديًّا ولا نفسيًّا. ويشير التقرير إلى استيعاب ما يصل إلى 95 مهاجرًا في غرفة واحدة. ومن ثم لا تتسع حظوظ كل فرد لأكثر من متر مربع من الفضاء. ومن بين القابعين في المعسكرات اليونانية أيضًا أطفال ونساء حوامل. فيما سيضطر الناس إلى البقاء في المخيم أسابيع أو شهورًا، وربما سنوات للبت في أمرهم إما للعبور إلى أوروبا أو العودة إلى تركيا. وبالإضافة إلى ذلك يتم احتجاز الأشخاص الأشقياء أو المتهمين بالإخلال بالنظام أو ارتكاب أي جريمة في مراكز الشرطة أو حراسة الحدود لفترة طويلة في ظروف غير لائقة وبيئات «قذرة». ودعا الخبراء السلطات اليونانية إلى تزويد كل محتجز بالغذاء الكافي، والمراتب، والفراش اللائق، فضلًا عن منتجات العناية الشخصية. كما طالبوا بتجنب الازدحام وعدم السماح أبدًا للأطفال والنساء بالعيش مع الرجال العزاب في ظل مسلسل الاعتداءات والتحرشات الجنسية، ناهيك عن تفشي ظاهرة إدمان المخدرات. كما أفاد التقرير بأن المهاجرين قد أبلغوا عن سوء معاملة الشرطة في أماكن مختلفة؛ حيث يتعرضون إلى الضرب والركل والاعتداء بقبضة اليد والعصا.
مشاركة :