ترسم أنامل الحرفيين ملامح من تراث الدول التي تعبر عنها، وتقدم جانباً من تاريخ الوطن. وتعد المهن التقليدية والحرف الشعبية في السعودية جزءا من المكون الثقافي والحضاري، وتشكل أحد الفنون الجميلة من تراثنا العربي القديم، وهي ذات حيوية عملية لا تقتصر فوائدها على التمتع بجمالها فقط، بل تتعدى ذلك لاستخداماتها العملية المقترنة ببهائها الجمالي، ومن ثم تنافس فنانيها وتباري محترفيها في البراعة والإتقان. ولعل من أهم فوائد الحرف الشعبية في الوقت الراهن التبادل الحضاري بين الدول، وتجسير الهوة الثقافية، فمن خلالها يستطيع شعب التعرف على شعب آخر، والتعريف بالتراث الوطني. ومثال على ذلك، معرض الاستثمار من المنزل والأسر المنتجة (منتجون) الذي تنظمه غرفة الرياض ممثلة في مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وحظي باهتمام دولي لافت وخاصة من وسائل الإعلام الأجنبية. حيث حرصت قنوات أجنبية من بينها التلفزيون الصيني على تغطية المعرض وإجراء لقاءات مع المشاركات فيه، وتوثيق منتجات المستثمرات من المنزل التي تميزت بالجودة والسعر المناسب، وكان لتنوع أصناف المنتجات دور في تكثيف التقارير الإعلامية من وسائل الإعلام الأجنبية، حيث تم التركيز على قدرة المرأة من منزلها على إنتاج وتسويق وبيع منتجاتها وتوصيلها للمشترين بواسطة متجرها الإلكتروني في موقع "منتجون" الذي أنشأته غرفة الرياض الذي يحتوي على العديد من الأقسام سواء المأكولات والأعمال اليدوية والحرفية والإكسسوارات والأزياء والملابس والتصوير، إضافة إلى الأعمال الفنية المختلفة. وشهد جناح غرفة الرياض في معرض "منتجون" إقبالا كبيرا من سيدات يرغبن في المشاركة والحصول على جناح مجاني في معرض "منتجون"، في حين اعتذر مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة عن قبول طلباتهن لبلوغ عدد الأجنحة الطاقة القصوى لمساحة المعرض مسجلا رقما قياسيا كأكبر معرض في تاريخ السعودية من حيث عدد الأجنحة ويفوق معارض شهيرة في أنشطة مختلفة تجارية وثقافية. كما توافدت أعداد كبيرة من السيدات الراغبات في تمديد فترة انتهاء المعرض، فيما ذكر منصور الشثري في تصريح لـ"الاقتصادية" أنه إذا كان هناك إقبال كبير على تمديد المعرض، فليس لدينا مانع في ذلك حيث إن وجود المعرض هو دعم للمرأة السعودية.