أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر تريد استثمار عشرة مليارات يورو إضافية في ألمانيا خلال السنوات الخمس القادمة، مشيرا إلى أنها ستصبح أكبر مستثمر عربي في ألمانيا بإجمالي استثمارات قيمتها 35 مليار يورو. وقال سعادته في حوار مع صحيفة "هندلسبلات" الألمانية نشرته اليوم، إن "ألمانيا دولة ذات اقتصاد مهم ومستقرّ، ونحن نرى العديد من إمكانيات الاستثمار هنا ونحن بصدد مناقشة بعض المشروعات، كما أنّنا طبّقنا جزءا من وعودنا الاستثمارية وضخّ رؤوس أموال في بعض الصفقات". وردا على سؤال بشأن الصفقات المقصودة، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قائلا: "مازال من غير الممكن الحديث عنها بشكل علنيّ الآن". ونوه سعادته في هذا الصدد إلى أن دولة قطر ليست المستثمر صاحب الحصة الأكبر في المصرف الألماني "دويتشي بنك" مضيفا "لكننا ما زلنا نرى في (دويتشي بنك) إمكانية جيّدة للاستثمار، وهذا ينطبق أيضاً على الاستثمارات في شركات أخرى". وحول مدى رضا دولة قطر عن استثماراتها في ألمانيا، لفت سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى "أن جهاز قطر للاستثمار هو مؤسسة ذات استراتيجية استثمارية طويلة المدى، وعندما نستثمر في أيّ مكان، فإنّنا لا نبحث عن الربح السريع". وأكد سعادته سعي دولة قطر لأن تصبح مستثمراً استراتيجياً وإلى بناء شراكات حقيقية، مشيرا إلى أن التقلبات الاقتصادية لاتؤثر بشكل مباشر على قراراتها الاستثمارية. وعما إذا كانت أحداث مثل أزمة الديزل الخاصّة بشركة "فولكسفاجن"، وتراجع أسهم "دويتشي بنك"، وإفلاس شركة "سولار وورلد" تثير قلق دولة قطر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "كما ذكرت سابقا، فكل هذه تقلبات، ولكنّ "فولكسفاجن" و"دويتشي بنك" وغيرهما من الشركات جميعها مؤسسات جيِّدة.. لا شكّ أنّه من الوارد أن تحدث من آن لآخر بعض المشكلات ولكن الشراكة تعني أنّنا نخوض معاً في أوقات الرخاء وكذلك في أوقات الشدّة." وفيما يتعلق بجاهزية مشاريع كأس العالم لكرة القدم 2022، أكد سعادته أن دولة قطر ستنتهي من مشروعات البنية التحتية المتعلّقة باستضافة كأس العالم 2022 في المواعيد المقرّرة لها بل ربّما حتّى في مواعيد أسرع وأن كلّ شيء سيكون جاهزاً قبل عام من موعد انطلاق البطولة. وأضاف في هذا الصدد "لقد تغلّبنا على العوائق التي نشأت بسبب الحصار منذ فترة طويلة، ونحصل على جميع ما نحتاج إليه من مواد". ورأى سعادته أن بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة يلتقي من خلالها العالم، ويمكن أيضاً من خلالها أن تقدّم قطر نفسها وتثبت للعالم أن دولة آسيوية صغيرة يمكنها استضافة أحداث عالمية كبيرة. وردا على سؤال حول الانتقادات الموجهة لدولة قطر بشأن العمالة، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "إننا تقبّلنا النقد وقمنا بإجراء تعديلات كبيرة في قوانين العمل"، مشددا على أن "دولة قطر لا تتقبل أية انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقوم بتغيير ظروف العمل". وتابع قائلا "إنّنا نعامل العمّال الذين يقومون ببناء الاستادات والبنية التحتية بإنصاف.. لقد كانت هناك مشاكل كبيرة، ولكنّنا استمعنا إلى النقد بإنصات وتعاملنا معه، وقمنا بتحسين ظروف وقوانين العمل الخاصّة بالعمالة الوافدة". وأضاف سعادته "إنّنا مؤمنون بكون الاعتراف بالأخطاء وإجراء الإصلاحات هو الطريق الصحيح. وهذا هو الطريق الذي تسير فيه قطر".;
مشاركة :