دبي: محمد إبراهيم في سيمفونية جديدة تعكس تفاعل الميدان التربوي بمختلف فئاته مع «عام التسامح»، وما يحمله من رسائل نبيلة، لنشر ثقافة المودة والمحبة والأخوة، وتعزيز سبل التعايش السلمي بين الشعوب، جسد ما يقرب من 1860 طالباً وطالبة في أربع مراحل دراسية، مفاهيم التسامح في أربع لوحات «جدارية»، إذ تضمنت رسومات فنية حول السلام وعدم التمييز، وسبل التعايش مع الآخر، وبلغ طول اللوحة الجدارية الواحدة حوالي 120 مترا.جاء ذلك خلال فعالية «art attack» التي نظمتها إدارة مدرسة الاتحاد الخاصة بالممزر، بمشاركة عدد من طلبة مركز الشارقة للتوحد، ونخبة من الفنانين التشكيليين، وحضور عدد من التربويين والمعلمين، ومجموعة من أولياء أمور. وطن التسامح وفي لقائها مع «الخليج»، أكدت نور أيمن العلمي مسؤول الأنشطة في المدرسة، أن الإمارات وطن التسامح الذي أرسى مفاهيم السلام وثقافته بين أفراد المجتمع بمختلف جنسياتهم، موضحة أن إدارة المدرسة حرصت على أن تكون جزءاً أصيلاً ضمن فعاليات «عام التسامح» الذي وجه به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، من خلال حدث كبير يشارك فيه جميع طلبة المدرسة، إضافة إلى الهيئات التدريسية والإدارية والفنية في المدرسة. وأفادت أن الحدث قسم طلبة المدرسة إلى 4 مجموعات، تشكل كل واحدة مرحلة دراسية معينة، بدءًا من الروضة، مروراً بالابتدائية والإعدادية وصولاً إلى طلبة الصفوف العليا «المرحلة الثانوية»، حيث تم إسناد مهام الرسم على اللوحات الجدارية، لتلك المجموعات بحسب المراحل العمرية، للتعبير عن المفاهيم المختلفة للتسامح، والتعايش السلمي بين الشعوب، وقبول الآخر، ونبذ الكراهية والعنف والتمييز والتفرقة العنصرية في المجتمعات. وأوضحت أن المدرسة تركز على تعريف الطلاب بمفاهيم وقيم التسامح، ودمجهم في فعاليات وبرامج ومبادرات مختلفة بهدف غرس مبادئ التسامح في عقولهم ونفوسهم على مدار العام الدراسي، بهدف تأسيس أجيالنا على قيم أسلوب حياة أما أسيل صبح، رئيس قسم التربية الفنية في المدرسة، فترى أن التسامح أسلوب حياة في الإمارات، لاسيما أن القيادة الرشيدة للدولة حرصت على غرس مفاهيمه وثقافته في نفوس المجتمع بمختلف فئاته، وباختلاف جنسياته ودياناته، ليصبح المجتمع الإماراتي مزيجا مجتمعيا واحدا، يسبح في فلك التسامح والسلام والتعايش مع الآخر. وأكدت أن الفنون باتت أحد أهم عناصر المكون التعليمي، التي يتم الاستناد إليها لبناء أجيال تواكب المستجدات، واحتياجات المستقبل، وتعد وسيلة فاعلة تسهم في دمج الطلبة مع مختلف المسارات العلمية والحياتية، لاسيما أن معظم المواد الدراسية تستند إلى الفنون في تعليم الطلبة، حيث يركز دورها على الارتقاء بالمواهب الطلابية، وصقل شخصياتهم، وتحدد بوصلة اتجاهاتهم الفكرية.وقالت إن «art attack»، أطلقت العنان للطلبة، للتعبير عن مشاعرهم ومفاهيمهم حول التسامح بالرسم. مهارات إيجابية وفي وقفه معه أكد معلم التربية الفنية إبراهيم أبو سلامة، أن الفنون تسهم في إكساب الطفل مهارات إيجابية عدة، تساعده على تشكيل شخصية قيادية، مثل: القدرة على مواجهة الجمهور، وعدم الرهبة من التجمعات، وحب العمل الجماعي، وعدم الانطوائية والخجل، والقدرة على حل المشكلات، ووضع حلول بديلة من خلال الأناشيد المعبرة عن البيئة، وتعميق الحس الوطني والانتماء للوطن، والألعاب الشعبية وما يصاحبها من ألحان وخطوات رشيقة تعبر عن جمال الماضي وعظمة الأجداد، والفرح بنزول الأمطار. الارتقاء بالقدرات وأكد عدد من الطلبة المشاركين في رسم اللوحات الجدارية، أن التربية الفنية أسهمت في الارتقاء بقدراتهم على التعبير عن مفاهيم التسامح، وفق ما تعلموه في المدرسة، ومواقفهم الحياتية خارج المدرسة، معتبرين أن المجتمع الإماراتي منصة للتسامح والسلام والتعايش مع الآخر، لاسيما أن مكوناته تضم أكثر من 200 جنسية، من مختلف الثقافات والبلدان. صورة واقعية من جانبهم أشاد عدد من أولياء الأمور بفكرة الفعالية، التي أتاحت الفرصة لجميع طلبة المدرسة بالمشاركة، تعبيرا عن مفاهيم التسامح ومساراته، وآثاره على المجتمع بمختلف فئاته، معتبرين أن الفنون تسهم في الارتقاء بمدارك الطلبة، وتعميق أفكارهم، لتكوين صورة واقعية حول التسامح الذي يشكل أهم مرتكزات الإنسانية والوسطية والاعتدال، والتعايش السلمي مع الآخر.
مشاركة :