شدد المسؤول البارز في شركة «هواوي»، الصينية، العملاقة لتكنولوجيا الاتصالات، رين تشينج، على وجود «دوافع سياسية» وراء اعتقال ابنته المديرة المالية للشركة (مينج وان تشو)، مؤكدًا- خلال مقابلة مع شبكة «بي بي سي»- اعتراضه على ما قامت به واشنطن. وقال: «إن هذا النوع من التصرفات ذات الدوافع السياسية، غير مقبول»، وذلك بعد اعتقال كندا «مينج» مطلع ديسمبر الماضي، بطلب من واشنطن، قبل اتهامها بالتحايل البنكي والإلكتروني، فيما يتعلق بانتهاك عقوبات فرضتها واشنطن على إيران، قبل أن تصدر واشنطن (29 يناير الماضي)، عبر وزارة العدل الأمريكية، لائحة اتهامات ضد الشركة نفسها. وتؤكد واشنطن، أن الشركة الصينية تستغل تكنولوجيتها (أكبر منتج في العالم لإلكترونيات أبراج الهواتف الخلوية وغيرها من معدات الاتصالات، وتعاقدت على بناء شبكات الجيل الخامس في 30 دولة) في عمليات اختراق. وفيما منعت الولايات المتحدة دخول الشركة سوق شبكات الاتصالات الأمريكية، بسبب مخاوف أمنية، فقد حثت دولًا أخرى مثل بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج؛ للمضي في نفس الاتجاه، وتتهم وزارة العدل الأمريكية الشركة بلائحة تضم 13 تهمة بالاحتيال والتآمر. وتصدّر ملف الشركة مناقشات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال زيارته الأخيرة لأوروبا؛ حيث تطرق للمخاوف إزاء الوجود المتزايد لعملاق التكنولوجيا الصيني «هواوي» في المجر، وحثّ قادة دول وسط أوروبا على «الاهتمام بالتحذيرات» من العمل بشكل وثيق مع الصين، خلال زيارته المنطقة في الأسبوع المقبل. وحذَّر مسؤولون أمريكيون- لفترة طويلة-، من أنَّ الحكومة الصينية ربما تكون قادرة على الوصول إلى معدات الاتصال الخاصة بهواوي، بما يسمح لها بمراقبة الاتصالات الهاتفية وغيرها من الاتصالات. يأتي هذا، فيما أعلنت واشنطن اعتزامها التقدم بطلب إلى كندا؛ لتسليم المديرة المالية في شركة «هواوي». ونقلت وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، عن المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية مارك رايموندي، قوله: «سوف نستمر بالسعي لتسلّم المتهمة السيدة مينج وانتشو، وسوف نحترم جميع المُهل بموجب معاهدة تبادل المطلوبين بين كندا والولايات المتحدة». واعتقلت مينج- ابنة مؤسس هواوي- في مطار فانكوفر في الأول، وأُطلق سراحها بكفالة بلغت 10 ملايين دولار كندي، وأدّى اعتقال مينج إلى حدوث تصعيد دبلوماسي بين أوتاوا وبكين، التي ردّت بعد ذلك باعتقال كنديين بتهمة تهديد أمنها القومي. يأتي هذا، فيما نفى رئيس الفرع الألماني لشركة معدات الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي»، أن تكون تكنولوجيا شبكات الهاتف المحمول التي تنتجها الشركة الصينية، تمثل أي خطر على الأمن الدولي أو الأمن القومي للدول، التي تستخدم هذه الشبكات. وقال «دينيس تسو»، في تصريحات صحفية،: «إن منتجات هواوي تُشبه الأحجار في بناء المنازل، ومن ثم لا يمكن القول إن تأمين المنزل يتوقف على هذه الأحجار فقط».
مشاركة :