تل أبيب: «الشرق الأوسط» اعترف الجيش الإسرائيلي بأن شخصين تسللا من الأردن إلى إسرائيل، فجر السبت الماضي، من دون أن يلحظهما أحد، لا في إسرائيل ولا في الأردن. وفي أعقاب هذا الاعتراف، أعربت جهات أمنية في تل أبيب، أمس، عن قلقها من خطر تحول الحدود الأردنية الطويلة مع إسرائيل، إلى معبر تسلل جديد يستخدمه الفلسطينيون كبديل عن الأنفاق التي دمرتها القوات المصرية على الحدود بين سيناء وقطاع غزة. وقالت هذه المصادر إن «طول الحدود بين إسرائيل والأردن يبلغ نحو 500 كيلومتر، وهي حدود غير آمنة بشكل كامل. ففي غالبية المناطق يوجد سياج بسيط أو مياه طبيعية (نهر الأردن أو البحر الميت). والمشروع الذي أقرته حكومة بنيامين نتنياهو لبناء جدار آمن، لم يتقدم خطوة واحدة من الناحية العملية. والتقديرات بأن التنظيمات الفلسطينية المسلحة وقوى الإرهاب، وحتى قوى التهريب العادية، ستسعى لاستخدام هذه الحدود، هو مثار قلق مشترك للسلطات الإسرائيلية والأردنية». وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، صباح أمس، أن دورية عسكرية إسرائيلية، لاحظت في يوم السبت الماضي، وجود آثار تدل على عملية تسلل من الأردن إلى داخل إسرائيل. وتعرف قصاصو الأثر في قوات حرس الحدود الإسرائيلية على آثار المتسللين في منطقة البحر الميت، وأنها تقود باتجاه شارع بين بلدتي «يوطفاتا» و«غروفيت» في منطقة النقب الشرقي، جنوبي البلاد. وفي نهاية عملية البحث، قرر قصاصو الأثر أن شخصين تسللا وركبا سيارة يبدو أنها كانت بانتظارهما. ويجري الجيش الإسرائيلي والمخابرات تحقيقا في الموضوع، تتم خلاله عملية تعقب لاقتفاء آثار المتسللين ومعرفة غرضهم، وهل اتجهوا نحو قطاع غزة أو الضفة الغربية أو إسرائيل. ووصف ضابط ما حدث بأنه «خطأ خطير»، مشيرا إلى أنه في غالب الأحيان، تكون الحدود مع الأردن آمنة. رغم ذلك فإن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية أشارت، في الماضي، إلى احتمال حدوث عمليات تسلل كهذه في أعقاب غلق الحدود بين إسرائيل ومصر. وجاءت هذه العملية مترافقة مع قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد النشاط لمنع انفجار انتفاضة جديدة. وفي أعقاب عملية الطعن بسكين، التي نفذها شاب فلسطيني في القدس، أول من أمس، وأصيب فيها شاب يهودي (27 عاما)، بجراح متوسطة، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يعلون، بـ«محاربة العمليات الفردية للفلسطينيين بيد من حديد». وقال يعلون: «مواجهة الإرهاب تتطلب التصميم والصلابة والوقوف بقوة في وجه محاولات المساس بنا في أي مكان من أجل دفعنا إلى التخلي عن ممتلكاتنا». وأضاف: «العمليات الفردية هي مدماك آخر في محاولات الفلسطينيين تشويش مجرى حياتنا. نحن سنحاربهم بيد من حديد وبفتور أعصاب كما فعلنا حتى اليوم، وليس عن طريق التنازلات والطرق المختصرة».
مشاركة :