روائية عراقية: تجديد الفكر الديني صياغة للوعي العربي في مواجهة مخططات الإرهاب

  • 2/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الشاعرة العراقية الدكتورة وفاء عبد الرزاق، رئيس رابطة الإبداع من أجل السلام الدولية، أهمية تجديد الفكر الديني وتطوير "تفسير النص الشرعي" لمعالجة القضايا المعاصرة دون المساس بالثوابت، وفتح المجال في هذا الشأن أمام الأجيال القادمة من أجل النهوض بالوعي العربي ومواكبة التقدم العالمي. وقالت وفاء عبد الرزاق - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن العالم العربى ليس بحاجة إلى ثورة سياسية بقدر احتياجه إلى ثورة ثقافية لترسيخ ثقافة الوعي من أجل الحفاظ على ما يمتلكه من حضارة وتاريخ يعمل الغرب على تحطيمها والقضاء عليها من خلال التنظيمات الإرهابية التي يحتضنها ويحميها. وعن استخدام الثقافة كقوة ناعمة، قالت عبدالرزاق، إن الثقافة دائمًا ما تتبع الوضع السياسي؛ ولكن قلما نجد دولة مثل مصر تعتمد على الركيزة الثقافية في استخدامها كقوة ناعمة، داعية في الوقت ذاته العالم العربي إلى الإتحاد من أجل التغلب على المواجهات الفكرية والمؤامرات الخارجية التي تحاك للمنطقة، مشيرة إلى أهمية قيام كل فرد في المجتمع بدوره التطوعي لإحياء مشروع ثقافة الوعي؛ كما طالبت في الوقت ذاته مسئولي الثقافة بمساندة المثقفين في هذا المشروع الحيوي.ودعت، رئيس رابطة الإبداع من أجل السلام الدولية، وزارة الثقافة المصرية إلى دراسة الاقتراح الخاص بأن تكون فترة معرض القاهرة الدولي للكتاب شهرًا كاملًا حتى يصبح بحجم مصر وريادتها وامكاناتها الثقافية باعتبارها أم الثقافة العربية والأفريقية.وشددت، على أن مكانة مصر الدولية إلى جانب الانفتاح المصري من جديد على القارة الأفريقية وأهمية دورها الحيوي في التقريب بين العالم العربي وأفريقيا، وحجم المشاركة الجماهيرية ودور النشر والمبيعات في معرض القاهرة الدولي للكتاب تستلزم ضرورة التفكير جيدا.. بل اتخاذ قرار باستمرار إقامة المعرض لمدة شهر لما تتمتع به مصر من امتيازات ثقافية وفكرية وحضور جماهيري يسعى للتزود بمختلف أنواع المعرفة وما زال يؤمن بأهمية الكتاب والقراءة والتنوير.وأوضحت الأديبة العراقية، أن "رابطة الإبداع من أجل السلام" التي تنتشر في العالم من خلال 36 فرعًا وترأس مجلس إدارتها تعمل على إحياء ثقافة الوعي العربي لكي نعرف من نحن، وكيف نتواصل مع الشباب الذي يمتلك الجاهزية للانطلاق نحو الثقافة والوعي الثقافي.وقالت الروائية العراقية، والتي تم مناقشة أعمالها من خلال 35 بحثا ورسالة علمية جامعية ما بين ماجستير و دكتوراه حول رواياتها وقصائدها الشعرية، إن رواية "السماء تعود إلى أهلها" ـ التي تعد إحدى 9 روايات و 11 قصة قصيرة و4 دواوين شعرية من أعمالها ـ والتي صدرت عام 2005، حظيت بمناقشات على المستوى الأدبي والجامعي، وأن أول رسالة علمية عنها كانت في المملكة المغربية، مشيرة إلى أن الرواية تتحدث عن سجن النساء في زمن ما في بلد ما، كما أوضحت إلى أن أحد دواوين الشعر التي نسجتها كان بعنوان "عندما يكون المفتاح أعمى" وهو عبارة عن رسائل سياسية ثقافية".وعن أزمة المهاجرين في البلاد الغربية وهل تمكنوا من الاندماج في المجتمعات الجديدة، قالت عبدالرزاق، إن العرب المهاجرين لم يستفيدوا من تجارب الآخرين في كيفية التعايش والاندماج في المجتمعات الغربية التي توجهوا لها بسبب غياب الوعي الثقافي، موضحة أن المجتمع الغربي لا يقبل إلا الشخص الناضج فكريًا والمنفتح عالميًا والأكثرية من المهاجرين العرب لا يريدون ولا يمتلكون ذلك.وحول أسباب نجاح التنظيمات الإرهابية في استقطاب عناصر أجنبية وغربية، قالت عبدالرزاق، إنها أول روائية عربية كتبت عن داعش، مؤكدة أنها لم تخف من التنظيم، معللة ذلك بأن المبدع لا يخشى أحدا ما دام أنه صاحب فكرة، وأضافت قائلة: إن عناصر داعش في بريطانيا من أصحاب السوابق الجنائية ومدمني المخدرات وأطفال الشوارع والشباب الضائع.وأضافت أن التنظيم الإرهابي وغيره من الجماعات المتطرفة لجأوا إلى شريحة معدومة في بعض دول العالم وقاموا باغرائهم بالمال والمخدرات والنساء اللاتي كانوا يأخذونهم سبايا من مدينة كوبالي العراقية حتى صاروا تربة لينة في أيديهم مما أمكن تلك التنظيمات من السيطرة عليهم وتوجيههم للتفجير هنا أو هناك دون وعي ، وتابعت: استطاعت التنظيمات الإرهابية تجنيد أصحاب الفكر الرخوي وليس المثقفين".وتابعت عبد الرزاق قائلة: لقد استطاعت تلك التنظيمات اختيار أفسد أنواع البشر، منوهة بأنها عالجت هذه القضية من خلال رواية "أقصى الجنون.. الفراغ يهدي"، والتي تم ترجمتها إلى الإنجليزية ثم قامت باحثة كردية بترجمتها إلى اللغة الكردية، وأيضًا تم ترجمتها إلى الفارسية حيث تسلط الرواية الضوء على تنظيم داعش الارهابي ومن قام بتأسيسه ويتولى حمايته والإنفاق عليه.وقالت الروائية العراقية، إن رواية "رقصة الجديلة والنهر"، والتي صدرت عام 2015، كانت هي الأساس في الإنطلاق نحو مهاجمة تنظيم داعش الإرهابي وأيضًا السبب وراء إنشاء "رابطة الإبداع من أجل السلام"، وذلك تطبيقًا لقاعدة بـ"الجمال نتحدى القبح.. وبالابداع نتحدى الإرهاب".. حيث تأسست الرواية على ثورة فكرية عربية من أجل الوصول للآخر ونقول له من نحن، وأن العرب لم يأتوا من فراغ بل لديهم ركيزة ثقافية وحضارية كبيرة وقوية، وأضافت أننا نريد أن نصل إلى الشعوب الغربية، والتي يجب أن نعترف أننا لم ننجح في التواصل معها حتى يأتوا بحكام لا يريدون السيطرة على ثرواتنا.وأوضحت عبد الرزاق، أن رواية "دولة شين" تسرد هذا الحدث جيدًا، وتفضح المخططات الخارجية وأدواتهم التي يبعثون بها إلى الدول العربية للقضاء على الحضارات الموجودة في المنطقة سواء في مصر أو العراق، ولفتت إلى أن الرواية تسلط الضوء على ما حدث من أعمال نهب سرقة حدثت في فترة الحرب الأمريكية على العراق والذي كان توجهها المباشر إلى الموصل وحرق مكتبة المخطوطات الموجودة فيها والسطو على الإرث الثقافي والحضاري العراقي وقتل العلماء وسلب ونهب السبائك الذهبية المنقوشة التي ترجع للعصر البابلي.. وتابعت: إنهم يستهدفون ثقافتنا وإرثنا الحضاري والتاريخي.وأضافت عبد الرزاق قائلة: إنهم يسعون من خلال الاستيلاء على أي بلد إلى تدمير حضارته وثقافته والطعن في رموزه من خلال عناصر يزجون بهم للقيام بهذه المهمة عن طريق التشكيك في المؤسسات والرموز الوطنية، وأشارت إلى أن رواية "آن" و رواية "حاموت" تعتمد كل منهما على فضح الأدوات الغربية في المنطقة واعتماد الغرب على عملائه والإرهابيين لتنفيذ أجندتهم عن طريق إحداث الفرقة بين أبناء المجتمع.وفي ردها على ما يردده الغرب عن محاربته للإرهاب في الوقت الذي يحتضن فيه الجماعات الإرهابية، قالت: إن الغرب يعد المتهم الرئيسي في تمويل الإرهاب، لافتة إلى أن الغرب كان يخطط منذ أكثر من 20 عامًا مضت قبل ظهور داعش لإنشاء وتشكيل تنظيم إرهابي يقوم بتنفيذ مشروعاتهم التخريبية لتقسيم دول المنطقة والقضاء على حضارتها ووقف عجلة التنمية فيها.

مشاركة :