أقام المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل “يرحمه الله” محاضرة بعنوان (التفكير النقدي ومقاومة التضليل الاعلامي) قدمها سعادة الدكتور سالم بن علي عريجة رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى مساء اليوم الثلاثاء 14 جماد الثاني 1440هـ بقاعة المنتدى بمكة المكرمة وبحضور عدد كبير من نخب المجتمع المكي. حيث بدا اللقاء بكلمة رئيس مجلس إدارة المنتدى الشاعر الدكتور عبد الله بن محمد باشراحيل رحب فيه بالضيف الدكتور سالم بن علي عريجة وذكر أهمية الإعلام في عصرنا الحاضر وأنه يمثل مرتكز مهم في حياة الشعوب ثم تطرق الى حساسية العمل الاعلامي الصحفي، وأن الصحافة هي من تحرك القلوب والعقول ومجرد الاستغناء عن الصحافة نعود الى العصور الحجرية المتأخرة وأن الإعلام السعودي لا يزال بخير مادامت هذه الجهود العلمية والثقافية قائمة.. بعد ذلك استهل الدكتور سالم محاضرته بطرح تساؤلات عن التفكير النقدي والفرق بين عصر الاعلام الحالي والسابق وانه كان من السهل السيطرة على نوع وشكل المحتوى الإعلامي الموجه للجمهور لكن في العصر الحالي ومع وجود قنوات التواصل الاجتماعي تلاشت تدريجيا النظرية التي تسمى بحارس البوابة فأصبح للإعلام زخماً كبيراً متعدد المصادر طغى فيه المحتوى الخبري الفردي على المحتوى المؤسسي وأصبح من الصعب السيطرة عليه ، ثم تطرق الى الهجمات الإعلامية الدعائية التي تستهدف المملكة العربية السعودية وكيف للتفكير النقدي أن يوفر حصانة ذاتية للفرد يكون فيه الجميع حراس لعقولهم وعقول أبنائهم من أي محاولة دعائية باطلة تستهدف الدين والوطن، وأن الدور المنوط بالنخب السياسية والثقافية اليوم في التوعية والمشاركة في تفنيد تلك الادعاءات والحملات كبير ومهم في طريق التصدي لها. وأضاف سعادته أن هذه المشاركة تمثل تفعيلا لرؤية معالي وزير التعليم في تقييم الجامعات بناء على الأثر المضاف للمجتمع وهذا بدأت فيه جامعة أم القرى من فترة طويلة وأن دور النخب الأكاديمية في الجامعات يجب أن يتجاوز أسوار الجامعات. وتحدث عريجة عن عدد من الاحصائيات العالمية والتي تبين أن الثقة في المحتويات الخبرية المؤسسية تراجعت كثيرا في بدايات ظهور الإعلام الجديد ولكن مع مرور الزمن بدأت الثقة تعود لوسائل الإعلام الرسمية نظرا لتفسي الشائعات والأخبار الكاذبة في الإعلام الجديد وهي فرصة مهمة لوسائل الإعلام للعودة كصانع للرأي العام متى ما استوعبت التجربة وفرضت نفسها في ساحات الإعلام الجديد. وأضاف أن لكليات وأقسام الإعلام في المملكة مهمة كبيرة في صناعة جيل إعلامي ناضج بإمكانه أن يقود دفة الإعلام السعودي بما يتوازى مع حجم وأهمية وثقل المملكة العربية السعودية.. وعرض الدكتور عريجة عدد من الأمثلة الخبرية التي شهدها الإلام المحلي والعالمي مؤخرا مثل ادعاء السناتور الأمريكي رون وايدن بأن تطبيق أبشر صمم للرقابة وقمع الحريات وفند فيه تلك الادعاءات واستعرض كيفية التعرف على الأخبار الصحيحة والمزيفة والدعائية عبر طرح سلسلة من التساؤلات والإجراءات البسيطة والتي تساعد المتلقي العادي على التمييز بينهما. وفي نهاية المحاضرة تم فتح مجال المداخلات والاسئلة والتي شارك بها عدد من اعضاء هيئة التدريس بجامعة ام القرى والنخب المكية أفرزت حوارا ونقاشا مهما في عدد المواضيع الإعلامية على الساحة.
مشاركة :