فر مئات الطلاب من قرى إقليم بابوا الاندونيسي، كما أعلنت منظمة محلية غير حكومية، وهي معلومات غير مؤكدة تتحدث عن أعمال انتقامية عنيفة للجيش بعد مجزرة أعلن متمردون مسؤوليتهم عنها. ويقع إقليم بابوا الإندونيسي في غرب جزيرة غينيا الجديدة التي تشكل نصفها الآخر بابوا غينيا الجديدة. وقد شهد الإقليم تصعيدا لأعمال العنف في بداية كانون الأول/ ديسمبر عندما اعدم انفصاليون 16 عاملا إندونيسيا على الاقل يعملون في شركة عامة بورشة للبنى التحتية في منطقة ندوغا الجبلية. وأعلنت مجموعة مسلحة هي جيش التحرير الوطني لغرب بابوا مسؤوليتها عن الهجوم. واتهمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الجيش الإندونيسي بتجاوزات خطيرة ضد مجموعات الميلانيزيين. وحملت مواجهات السلطات في إقليم ندوغا على إجلاء أكثر من 400 طالب إلى وامينا، كبرى مدن إقليم جاياويجايا المجاور، كما ذكر مسؤولون محليون، خصوصا منظمة متطوعون إنسانيون لندوغا غير الحكومية. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال إينسي جيوجغ، أحد منسقي المنظمة غير الحكومية، إن «بعض الطلاب يعانون من الصدمة». وأضاف «عندما وصل العسكريون إلى المدرسة، هرب بعض الطلبة راكضين». وهرب عشرات السكان الآخرين إلى أقاليم أخرى أو إلى الغابات، فيما يتهم السكان العسكريين بالقتل ومضايقات ضد المدنيين. ورفض الكولونيل محمد عايدي، المتحدث باسم الجيش في بابوا، الاتهامات بأن الجنود أطلقوا النار على المدنيين. وقال لوكالة «فرانس برس» «إذا توافرت تأكيدات عن ضحايا مدنيين، فإنهم ليسوا مدنيين عاديين. إنهم ينتمون إلى الانفصاليين الذين يهاجمون الجيش. ويعود النزاع في الإقليم الغني بالموارد الطبيعية إلى نهاية الاستعمار الهولندي في بداية الستينات، وتفاقم كلما ازداد تهميش السكان وسوء معاملتهم. وفيما حصلت إندونيسيا على استقلالها في 1949، احتفظت هولندا بالسيطرة على بابوا حتى 1962. وبضغط من الإدارة الأميركية التي كانت تتخوف من تفشي الشيوعية في المنطقة، وضعت بابوا تحت الإدارة الموقتة للأمم المتحدة في 1962، ثم تنازلت عنها لإندونيسيا مع وعد بإجراء استفتاء لتقرير المصير.
مشاركة :