قالت دار الإفتاء، إن الادِّعاء بأن إيواء الإرهابيين إعانة على «الجهاد في سبيل الله» فذلك كذب وتدليس على الشرع الشريف، هو من أكبر صور المشاركة في جريمة الإرهاب والإرجاف.وأضافت الإفتاء عير صفحته على «فيسبوك» أن الجهاد في سبيل الله» مفهوم إسلامي نبيل له دلالته الواسعة في الإسلام، فهو يطلق على مجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على قتال العدو الذي يُراد به دفعُ العدوان وردعُ الطغيان.ولفتت إلى ان مدلول الجهاد في الإسلام مُنطبقٌ على عدَّة معانٍ يدور أغلبها على المفهوم اللغوي الذي يستفرغ الإنسان فيه وسعه وطاقته. وتابعت: أن الجهاد يطلق على مجاهدة النفس، ويطلَق على الحجِّ، ويطلَق على قول الحقِّ في موضعه، ويطلَق على مقاتلة العدوِّ المعتدي لرفع العدوان ودفع الطغيان، وليس المقصود من تشريع الجهاد هذا الأخير الذي هو بمعنى القتال وحسب، بل يشمل جميع ما سبق، إلا أنّه في الأخير مشروط بعدم الاعتداء، بل إن مشروعيته ليتمكن المسلم من عمارة الأرض والسعي في الخير ونشر الرحمة. واستشهدت الدار بقول الله تعالى في وَصْفِ الجهاد والمجاهدين: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» [العنكبوت: 69]، حتى إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سَمَّى القتالَ "جهادًا أصغر"، وجعل مجاهدة الهوى والنفس هو "الجهاد الأكبر" كما في حديث جابرٍ رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غَزاةٍ له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَدِمتم خَيرَ مَقدَمٍ، وقَدِمتم مِنَ الجِهادِ الأَصغَرِ إلَى الجِهادِ الأَكبَرِ»، قالوا: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال: «مُجاهَدةُ العَبدِ هَواهُ» رواه البيهقي في "الزهد" والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".
مشاركة :