لا يتوقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن دعم حلفائه في تنظيم داعش بسوريا، لضمان ولائهم وعدم فضح دعمه السابق لهم بالمال والسلاح، وكذلك لتحقيق المزيد من المكاسب جراء وجودهم في منطقة خاضعة لنفوذه.خطة أردوغان التي يسعى من خلالها إلى إعادة تقسيم النفوذ داخل سوريا بالتعاون مع داعش، تشمل توفير ملاذ آمن للدواعش الأوروبيين، يحمي أوروبا من مخاطر استعادتهم، وكذلك يخرجهم من المنطقة الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية، داخل النطاق الكردي، ونقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال سوريا.المراقبون يشيرون إلى أن أردوغان، يخطط إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من وراء إنشاء بؤرة إرهابية جديدة في شمال سوريا، أهمها ضمان وجود ما يتفاوض به مع المجتمع الدولي، بشأن مصير الأكراد، بعد هدوء الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى الحفاظ على نفوذه لدى الدواعش، باعتباره سيكون المسؤول عن توفير ملاذ آمن لهم، وحفظ حياتهم مما قد يتعرضون له من تنكيل إذا تحركوا خارج سوريا.ويرى المراقبون أن تحول داعش إلى قوة يحركها أردوغان، قد يسمح له بالضغط على أوروبا، حتى تقبل انضمامه لعضوية الاتحاد الأوروبي، مقابل مهادنة داعش، وعدم تنفيذ عمليات إرهابية من عناصره على أراض أوروبية. التحركات التركية في سوريا، قد تنتهي بخروج الأمور عن السيطرة، إذ وجد تنظيم داعش الإرهابي فرصة جديدة لاستعادة القوة، الأمر الذي ينذر باشتعال الأحداث في المنطقة من جديد، بين لحظة وأخرى، بسبب أطماع أردوغان ورغبته المحمومة في بسط نفوذه على المحيط الإقليمي له، بحسب رؤية المراقبين.
مشاركة :