ابراج الكويت معلم يعكس تراث الماضي وازدهار الحاضر وتطلعات المستقبل

  • 2/24/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر (ابراج الكويت) منذ افتتاحها رسميا في الاول من مارس عام 1979 من اهم المعالم السياحية في دولة الكويت وهي تحكي قصة عن تراث الماضي وازدهار الحاضر وتطلعات مستقبل البلاد لكونها تمثل معلما يعكس حضارتها ونهضتها العمرانية والاقتصادية والثقافية. وهذا المعلم الحضاري الذي يقع على ساحل الخليج العربي في مدينة الكويت في منطقة تسمى رأس عجوزة وتبلغ المساحة المقام عليها 38 الف متر مربع يتكون من ثلاثة ابراج اتخذت بنيتها المعمارية اشكالا ترمز الى (المبخر) و(المرش) و(المكحلة) وهي ادوات لها ارتباط بالطابع الثقافي التراثي الكويتي الممتد حتى وقتنا الحاضر والذي يحكي عن تاريخ البلاد وما تميز به اهلها من كرم وحفاوة الضيافة. ويبلغ ارتفاع البرج الرئيسي والاكبر فيها الذي يرمز الى (المبخر) 187 مترا عن سطح البحر ويبلغ قطر قاعدته 20 مترا ويحتوي على خزان يتسع لمليون غالون مكعب من المياه. ويضم البرج مبنيين كرويين بواجهات زجاجية استغل الاعلى بتركيب قاعدة ارضية داخله تدور دورة كاملة حول نفسها كل نصف ساعة وتسمح باستكشاف العاصمة من جميع اتجاهاتها في حين استغل المبنى الادنى كمطعم وقاعة احتفالات وجهز بمصعدين لنقل الزوار من الارض الى الكرة الكاشفة على ارتفاع 133 مترا في 35 ثانية. اما البرج الاوسط الذي يرمز الى (المرش) فيبلغ ارتفاعه 147 مترا وقطر قاعدته 18 مترا وهو عبارة عن خزان للمياه يتسع لمليون غالون مكعب. وصمم البرج الاصغر الذي يرمز الى (المكحلة) ويبلغ ارتفاعه 113 مترا و قطر قاعدته 12 مترا لغرض التحكم بتوصيل الكهرباء للمنطقة المحيطة وضواحيها بالاضافة الى انارة البرجين الاخرين من الخارج من خلال 100 كشاف ثبتت عليه. وتعود فكرة انشاء الابراج الى الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه عندما ارادت وزارة الكهرباء و الماء بناء خزانات مياه ضخمة بديلة عن الخزانات القديمة في عام 1963 لتنشأ فكرة ابراج الكويت حيث كان الهدف من الفكرة استخدام برجين كخزانات للمياه فيما يقوم البرج الاصغر بدور مصدر الطاقة الكهربائية. وتم تصميم الابراج من قبل مكتب (ليندستورم )الهندسي في السويد ونفذ من قبل شركة (انيرجوبروجيكت) اليوغسلافية وتميز تصميمها بالابداع الهندسي لتحصد (جائزة الاغا خان للعمارة الاسلامية) عام 1980 كونها دمجت التقنيات الحديثة والقيم الجمالية والاحتياجات الوظيفية والخدمات الاجتماعية في منشأة واحدة. وفي عام 2012 اغلقت ابراج الكويت لاجراء اعمال الصيانة الفنية والتخصصية اللازمة و تطوير وتحديث الديكورات الداخلية والواجهات الزجاجية والتكييف من قبل وزارة الكهرباء والماء وشركة المشروعات السياحية. وتقرر ان يتم اعادة افتتاح الابراج في ال25 من فبراير الجاري تزامنا مع احتفالات الكويت بالاعياد الوطنية. وكانت الابراج قد تعرضت خلال الغزو العراقي على دولة الكويت في عام 1990 لاضرار جسيمة حيث بلغت نسبة الدمار فيها 70 في المئة وشمل اتلاف الاجهزة الفنية والمعدات واحراق بعض الادوار وقطع الكيبلات الكهربائية وقدرت الخسائر بمليوني دينار كويتي. وشكلت لجنة من قبل شركة المشروعات السياحية بعد التحرير لتقييم الاضرار التي طالت الابراج الثلاثة والعمل على اعادة المرافق الى سابق عهدها حيث تم اصلاح و صيانة المحطات الكهربائية وشبكة المياه واجراء عمليات ترميم واعادة تأثيث المرافق وزراعة الحدائق الخارجية وقد استغرقت عملية الاصلاح قرابة العامين. وقام وزير المالية ووزير التخطيط الاسبق ناصر عبدالله الروضان باعادة افتتاح ابراج الكويت في 26 ديسمبر عام 1992 لتعود كما كانت رمزا شامخا وعلامة مضيئة ومعلما من معالم البلد. وكان الوكيل المساعد لتشغيل وصيانة المياه بوزارة الكهرباء والماء المهندس محمد بوشهري اعلن في سبتمبر الماضي قيام الوزارة بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بتجهيز ملف لتسجيل الابراج في القائمة التمهيدية للتراث العالمي التي تعدها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لتحقيق هذا الانجاز الذي يصب في مصلحة الكويت.

مشاركة :