أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، تطبيق حظر للطائرات بدون طيار ضمن مسافة 5 كيلومترات من المطارات بدءًا من شهر مارس المقبل، وذلك بعد أن تسبَّبت عمليات تحليق غامضة لطائرات مسيرة اضطرابًا كبيرًا في حركة النقل في مطاري هيثرو وجاتويك. وقالت وزارة النقل، في بيانٍ أوردته وكالة الأنباء الفرنسية: «المنطقة الموسعة ستحمي بشكل أفضل مطارات المملكة المتحدة من أولئك الذين يسيئون استخدام طائرات مسيرة وسيبدأ تطبيقها في 13 مارس». وأكّدت الوزارة تعاونها مع سلسلة متاجر الإلكترونيات جيسوبس، لزيادة الوعي لدى العامة، مشيرةً إلى أنّ الحكومة تقوم بصياغة قانون يمنح ضباط الشرطة صلاحيات تسمح لهم بتوقيف وتفتيش أشخاص يشتبه في استخدامهم طائرات مسيرة بشكل مؤذٍ. وأضافت الوزارة أنّ التشريع سيتيح للشرطة الوصول إلى بيانات إلكترونية مخزنة على طائرات مسيرة من دون الحصول على إذن. ويحظر القانون تحليق الطائرات المسيرة في نطاق كيلومتر من حدود المطارات في بريطانيا، ويعاقب القانون البريطاني على تعريض طائرة للخطر بتلك الطائرات المسيرة بالسجن لمدة قد تصل إلى خمس سنوات. وكثيرًا ما ترصد المطارات حول العالم حركة غير عادية لطائرات مسيرة؛ وهو ما دعا إلى المطالبة بتعزيز أنظمة دفاعية، كما جرَى في العاصمة لندن مطلع يناير الماضي؛ حيث طلبت سلطات مطاري «جاتويك» و«هيثرو» أنظمة دفاعية عسكرية مضادة لهذا النوع من الطائرات. وجاءت هذه الخطوة التي تكلف ملايين الجنيهات الإسترلينية، بعد فوضى عارمة كانت قد استمرّت ثلاثة أيام بمطار جاتويك، ثاني أكثر مطارات بريطانيا ازدحامًا، في شهر ديسمبر الماضي. وكشفت هذه الواقعة عن وجود ثغرات تفحصها قوات الأمن ومشغلو المطارات في أنحاء العالم، وتمَّ استدعاء الجيش لنشر معدات متخصصة، فيما تمكِّن المعدات الجديدة السلطات من ضمان السلامة في المطار أثناء عمليات إقلاع وهبوط الطائرات. والطائرة «المسيّرة» تُعْرَف أيضًا بالطائرة دون طيار أو الزنانة، ويتم توجيهها عن بُعد أو تتم برمجتها مسبقًا لطريق تسلكه، وفي الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف. والاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم، لكنّ استخدامها في الأعمال المدنية، مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب. وتستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية والتي يجب أن تتزوَّد بالعديد من احتياجات الطيار مثل المقصورة، أدوات التحكم في الطائرة، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين. وأدّى التخلص من كل هذه الاحتياجات إلى تخفيف وزن الطائرة وتكلفتها، كما غيّرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكِّم في الطائرة غير معرَّض لأي خطر حقيقي.
مشاركة :