هل تنجح القمة العربية ـ الأوروبية التي ستعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين بشرم الشيخ المصرية في إقناع أوروبا بالتخلي عن إيران؟ وهل تساعد على وقف شركاتها في الاستمرار في التعامل مع طهران، وتعطيل العقوبات التي تنفذها الولايات المتحدة على بلد يكرس كل جهوده لتصدير الإرهاب؟ سؤال عريض يطرحه الكثيرون قبل يومين فقط من القمة المنتظرة التي يعد البعض عقدها في هذا التوقيت انتصارا للقادة العرب، وتأكيدا على دورهم الفاعل في التأثير على السياسة الدولية والأحداث العالمية. ومع اقتراب موعد انعقاد القمة، يمكن أن تبرز تساؤلات عدة بشأن المشاركين في هذا الاجتماع، فضلا عن القضايا الساخنة المحتملة. محاصرة الإرهاب استبق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية القمة العربية الأوروبية، بالتأكيد على أنها تمثل نقلة نوعية في اتفاق الرؤى الدولية حول المواجهة المشتركة لتمدد جماعات وعناصر الإرهاب. وأضاف في بيان أصدره أن هذه القمة التاريخية المرتقبة تكشف مدى التقارب العربي الأوروبي حول التحديات والتطلعات المشتركة في المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، والإفادة من الروابط التاريخية والثقافية العميقة، فضلا عن الجوار الجغرافي بين الدول العربية والأوروبية. وقال المرصد: إن التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التي يخلقها الإرهاب الدولي والتطرف ويواجهها العالم العربي وأوروبا تجعل وقوف الطرفين متحدين ضد الإرهاب أمرا ضروريا، مشيرا إلى أن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ملتزمان بإعلان حرب عالمية على الإرهاب من خلال عملهما المشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد داعش، وتدشين حوار استراتيجي متبادل، وتشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة. تدخل طهران السافر وأفادت الخارجية المصرية بأن القمة التي ستعقد برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، تقام تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار» ستركز على: «كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب موضوعات الهجرة غير الشرعية، وتدفقات اللاجئين إلى داخل أوروبا». ولفت وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي إلى أن القمة ستركز على «تسوية الملفات السياسية المعقدة في اليمن وليبيا وسوريا، فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ومحاولة تشكيل جبهة عربية - أوروبية مشتركة لمواجهة إعادة تمركز العناصر الإرهابية الفارة عبر ليبيا، الأمر الذي يمثل تهديدا لطرفي القمة على حد سواء». وبدورها، تحدثت مصادر دبلوماسية عربية على أهمية أن يكون هناك تواجد عربي قوي لإقناع الأوربيين بالخطر الذي تشكله إيران على المنطقة وتدخلها السافر في شؤون بعض الدول، الأمر الذي يساهم في نشر الإرهاب وتصديره إلى أوروبا نفسها التي شهدت في الآونة الأخيرة حوادث كان وراءها إيرانيون. من يحضر القمة؟ طرحت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها أمس سؤالا مهما: من سيحضر القمة؟، مشيرة إلى أنه تم تأكيد مشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فضلا عن تصريحات لمسؤولين بريطانيين بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستشارك، وقد تستغل الفعالية لعقد لقاءات مع قادة من دول الاتحاد الأوروبي لدعم موقف بلادها في مفاوضات الخروج من الاتحاد، ولم تتأكد بعد مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قام بزيارة لمصر أواخر يناير الماضي وركز فيها كثيرا على ملف حقوق الإنسان في مصر. وعلى الجانب العربي، من المتوقع أن تكون المشاركة واسعة ورفيعة المستوى، حيث أشارت مصادر دبلوماسية عربية «حسب الألمانية» إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيتقدم المشاركين، إضافة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس السوداني عمر البشير، وعدد من القادة والمسؤولين العرب. نقاط خلاف محتملة ومن المتوقع أن تركز الجامعة العربية التي تضم في عضويتها 22 دولة على جهود مكافحة الإرهاب، في ظل القلق المستمر من قدوم جهاديين متطرفين إلى المنطقة من أوروبا، وكذلك الانهيار العسكري لتنظيم داعش في سوريا، قد يدفع أعضاء التنظيم إلى الانتقام من خلال شن هجمات في أوروبا والشرق الأوسط. وعندما اجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في أوائل فبراير الحالي، لم يتمكنوا من التوصل إلى بيان مشترك، ولذلك لا يوجد أي مشروع إعلان للقمة، ومع ذلك، أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني- التي ضغطت بقوة لعقد القمة- بعد تلك المحادثات الحاجة المهمة إلى مزيد من التعاون، وقالت «كل ما يحدث في العالم العربي يؤثر على الأوروبيين، وكل ما يحدث في أوروبا يؤثر على العالم العربي»، مضيفة أن الجانبين «في نفس القارب». أبرز القضايا المطروحة على قمة شرم الشيخ: كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة مخاطر الإرهاب عملية السلام في الشرق الأوسط موضوعات الهجرة غير الشرعية
مشاركة :