صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرباً كلامية مع الولايات المتحدة، معلناً أن بلاده مستعدة عسكرياً لأزمة مشابهة لأزمة الصواريخ الكوبية، ومعتبراً أن لموسكو الآن الأفضلية في شأن المبادرة بتنفيذ ضربة نووية. ونشبت أزمة الصواريخ الكوبية التي دفعت العالم إلى شفا حرب نووية عام 1962، بعدما ردّت موسكو على نشر واشنطن صواريخ في تركيا، بإرسال صواريخ باليستية إلى كوبا. ولوّح بوتين الأربعاء باستهداف الولايات المتحدة، إذا نشرت صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، وحضّها على التخلّي عن «وهم التفوّق العسكري»، مستعرضاً أنواعاً جديدة من الصواريخ أسرع من الصوت، تطاول القارة الأميركية. جاء ذلك تعليقاً على انسحاب واشنطن من معاهدة حظر الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، المبرمة عام 1987، متهمة موسكو بانتهاكها. وردّت الأخيرة باتخاذ قرار مشابه. لكن ناطقة باسم الخارجية الأميركية أدرجت تصريحات بوتين في إطار «جهود دعائية لروسيا للتهرّب من المسؤولية عن أفعالها التي تنتهك المعاهدة». وكشف بوتين تفاصيل إنذاره لواشنطن، قائلاً إن روسيا قد تنشر صواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت 5 مرات أو أكثر، على سفن وغواصات يمكنها البقاء خارج المياه الإقليمية للولايات المتحدة، إذا سعت الأخيرة إلى نشر أسلحة نووية متوسطة المدى في أوروبا. وأضاف: «(نتحدث عن) مركبات نقل بحرية: غواصات أو سفن. ويمكننا وضعها في مياه محايدة. نظراً إلى سرعة (صواريخنا) ومداها. كما أنها ليست ثابتة، بل تتحرّك وسيكون عليهم العثور عليها». وخاطب صحافيين قائلاً: «احسبوا أنتم الأمر. (سرعة الصواريخ) 9 ماخات (أسرع من الصوت 9 مرات) و(مداها) أكثر من ألف كيلومتر». واعتبر بوتين أن رده البحري على احتمال نشر واشنطن صواريخ جديدة في أوروبا يعني تمكن روسيا من توجيه ضربة للولايات المتحدة، على نحو أسرع من قدرة الصواريخ الأميركية على ضرب موسكو، لأن مدة تحليق الصواريخ ستكون أقصر. وتابع في إشارة إلى الأميركيين: «(الحسابات) ليست في مصلحتهم، على الأقل وفقاً لما هو عليه الحال الآن». وأقرّ بتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، مستدركاً أن ذلك ليس مشابهاً لذاك الذي نجم من أزمة الصواريخ الكوبية، وزاد: «(التوتر) ليس سبباً لتصعيد المواجهة إلى مستويات أزمة الصواريخ الكوبية في ستينات (القرن العشرين). ونحن لا نريد ذلك على أي حال». إلى ذلك، سخرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من قول ناطق باسم الحلف الأطلسي إن تهديدات بوتين بـ «استهداف الحلفاء غير مقبولة». وكتبت على «فيسبوك» أن «الشركاء الغربيين أعلنوا قبل سنة أن لا داعي للخوف من أفلام الكرتون الروسية عن الأسلحة الجديدة، لأن كل ذلك خدعة من الكرملين». وأضافت: «أما الآن فقد أدركوا أنهم مستهدفون! وهل اعتقدوا بأننا في صدد التقاط صورة سيلفي معهم، بعد توسّع الأطلسي وخروج الولايات المتحدة من معاهدة حظر الصواريخ (متوسطة المدى) وزيادة القوات الأميركية في أوروبا وتدخل الغرب في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة»؟
مشاركة :