تواصل وسائل الإعلام الأميركية انتقاد التصرفات المثيرة للتناقضات التي يتميز بها نظام الحمدين في قطر، وخاصة فيما يتعلق بتمويل وتوفير ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين ورعايتهم. وفي هذا الإطار، أكدت صحيفة «ديلي واير» الأميركية أن التعاون مع النظام القطري الحالي من الأمور المنافية للأخلاقيات والتصرفات الديموقراطية ودعما لقيم غير أميركية، خاصة أن النظام في قطر رسخ قيما صارخة تناقض قيم الحريات واحترام حقوق الإنسان، مطالبة كل من يتعامل مع النظام القطري أن يضع في أولوياته القيم الأميركية، والتفكير جيدا فيما إذا كان على استعداد للتضحية بالقيم الإنسانية الأساسية المتمثلة في المساواة والاحترام، أو ما إذا كان سيدين القيادة القطرية الفظة ويتنكر لها ويبتعد عن التعامل معها. وأشارت إلى أن بطولة كأس العالم «مونديال 2022 » المزمع إقامتها في قطر قد شابها جدل كبير بالفعل، بسبب ما يتعرض له الآلاف من العمال الذين يعملون في أجواء صعبة، ويتعرضون لسوء المعاملة بشكل صارخ وغالبا ما لا يحصلون على الأجور المناسبة للعمل الذي يقومون به. وتتعرض العمالة الوافدة إلى قطر إلى ظروف غير انسانية تحدثت الكثير من التقارير عنها، وخاصة أن ساعات عمل عمال الإنشاءات فى قطر تزيد بواقع 90 ساعة في كل شهر عن الحد القانوني الذي يفترض أن يلتزم به أرباب العمال القطريون، بجانب إجبار كثير من العمال الأجانب الموجودين في قطر، على العمل لمدد تصل إلى 148 يوما من دون الحصول على راحة ولو ليوم واحد. وقالت الصحيفة «ورغم عدم وجود حصيلة رسمية للوفيات التي حدثت وتحدث بين العمال المشاركين في تأهيل قطر لتنظيم الحدث الكروي الأبرز في العالم، فإن هذا لا يعني ألا نضع في الحسبان ما ورد بوضوح في تقارير دولية، صدر أحدها عام 2015، وأشار إلى أن أكثر من 1200 عامل مهاجر لقوا حتفهم، منذ أن بدأ النظام القطري التحضير لاستضافة البطولة الكروية الكبرى». وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف القطرية من أن يتم سحب شرف تنظيم المونديال منها جعلها تلجأ للشخصيات اليهودية على أمل ضمان الاستضافة، مشيرة إلى أن الحاخام اليهودي مارك شناير، الذي كان يعمل سابقا في كنيس هامبتون بالولايات المتحدة، مشغول حاليا بالترويج لمساعدة القطريين في استضافة المونديال، وجعل الدوحة مكانا جذابا لحضور اليهود والإسرائيليين فعاليات المونديال المشبوه القادم، لافتة إلى أنه يقوم حاليا بجلب «الكوشير» وهي أكلة يهودية معروفة، بجانب «الهوت دوج» والملفوف وغيرها من الأكلات اليهودية إلى قطر من أجل «الآلاف» من الإسرائيليين واليهود الذين يتوقع أن يسافروا إلى واحدة من أكثر دول العالم انتهاكا لحقوق الإنسان ومناهضة للديمقراطية. وأضافت أن شناير يقوم بالتنسيق مع رئيس اللجنة العليا للإرث في قطر المسؤولة عن تنظيم كأس العالم، حسن الذوادي، ومعهما شقيق أمير قطر محمد بن حمد، الذي لديه ماض أخلاقي مضطرب وتجنب السجن بصعوبة بسبب عمليات تزوير، وتمت مقاضاته مؤخرا من قبل جامع الأموال الجمهوري إليوت برويدي بسبب شنه عمليات قرصنة ضد إيميلاته الشخصية. وأشارت «ديلي واير» إلى أن أمير قطر السابق، حمد آل ثاني، تبنى سياسات مؤيدة للإرهاب والتي لا تزال سارية في عهد الأمير الحالي تميم، في مقدمتها استضافة المئات من الإرهابيين، فضلاً عن توجيه مليارات الدولارات إلى حماس، فيما يتبرع أعضاء آخرون من آل ثاني بالملايين إلى إرهابيي القاعدة، وتوفير منازل آمنة لهم وإصدار جوازات السفر إلى إرهابيين آخرين مختلفين. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله شناير من أنه سيتم إلغاء سياسة منع الإسرائيليين من دخول قطر خلال فترة كأس العالم، موضحة أن هذا سيخدم القطريين في إحداث انتعاش سياحي في البلاد عبر السياحة الإسرائيلية.
مشاركة :