تعهَّدت إندونيسيا، اليوم الجمعة، باتخاذ الإجراء المناسب، بعد مطالبة خبراء حقوقيين الأممَ المتحدة بالتحقيق في استخدام ضباط شرطة «ثعبانًا» لانتزاع اعترافات من لص مشتبه به في إقليم بابوا المضطرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية آرماناثا نصير: «تُجري الشرطة تحقيقًا في الحادث، وسيتم اتخاذ إجراء تأديبي بحق الأفراد وفقًا للقواعد»، فيما يزعم خبراء بالأمم المتحدة أن هذه الأساليب تستخدم ضد سكان يدافعون عن حقوق الإنسان في بابوا. وقال خبراء من المنظمة الدولية، أمس الخميس، إن حادثة الثعبان أظهرت «نموذجًا واسع الانتشار من العنف» وعمليات الإساءة الأخرى التي تمارسها عناصر في الشرطة الإندونيسية في إقليم بابوا، بالتزامن مع اضطرابات يعيشها الإقليم، حسب «د ب أ». وأظهر مقطع فيديو انتشر على شبكة الإنترنت في وقت سابق الشهر الجاري، ضباط شرطة في منطقة «جاياويجايا» وهم يضعون ثعبانًا حول رقبة مشتبه به أثناء استجوابه. وتضمن المقطع صوت ضابط يسأل المتهم الذي انحنى في ذعر وهو يصرخ: «كم مرة سرقت أجهزة هاتف محمول؟». وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت شرطة منطقة جاياويجايا، وهي تلف ثعبانًا حول عنق المشتبه به فيما كانت تحقق معه؛ ما أثار انتقادات لجهاز الشرطة التي اعتذرت عما حدث، مؤكدةً أن المحققين استخدموا ثعبانًا للحصول على اعترافات من لص للهواتف المحمولة. ويمكن في مقطع الفيديو سماع شرطي وهو يسأل المشتبه: «كم مرة سرقت هاتفًا محمولًا؟». وبدا الرجل خائفًا وأخذ يصرخ من الخوف. وقال المتحدث باسم شرطة إقليم بابوا: «اعتذرنا بعدما استخدم المحققون ثعبانًا أثناء محاولتهم الحصول على اعترافات من المشتبه به». ودافعت الشرطة المحلية عن استخدام الثعبان، وقالت إنه نوع من الدعابة قُصد بها دفع المشتبه به إلى الاعتراف بسرقة أجهزة موبايل، فيما تواجه سلطات اتهامات بارتكاب انتهاكات حقوقية في مواجهة محاولة انفصالية في إقليم بابوا منذ ستينيات القرن الماضي. وقال المتحدث باسم شرطة بابوا (سوريادي دياز)، حينها: «لقد رأى الكثير من الناس تصرُّفه، لكنه لم يعترف، وهو ما جعل ضابط الشرطة غاضبًا»، موضحًا أن «الطريقة خاطئة، وقد اعتذرنا عنها»، مضيفًا أن ضابطًا قد خضع للتأديب. وقال سوريادي إن الثعبان كان مروضًا، ويتم الاحتفاظ به في مركز شرطة جاياويجايا منذ بعض الوقت كحيوان أليف، لتخويف السكارى الذين يتسببون في مشكلات بالحي (...) وعادةً ما يفرون بعد رؤية الثعبان». لكن محامية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في بابوا تدعى فيرونيكا كومان؛ قالت إن الشرطة عادةً ما تستخدم الثعابين أثناء استجواب المواطنين في بابوا، ومنهم هؤلاء الذين يتم اعتقالهم بسبب قيامهم بأنشطة انفصالية مشتبهٍ بها.
مشاركة :