المنافسة الشرسة «تغربل» سوق الهواتف الذكية في الإمارات

  • 2/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: حمدي سعد ساهمت المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية في الدولة في «غربلة» السوق وخروج العديد من العلامات التي لم تتعاطَ مع آليات السوق المحلي، من حيث ضبط المعادلة التي تقتضي المواءمة بين الأسعار الأفضل والتقنيات الأعلى، فضلاً عن التصميم وخدمات ما بعد البيع. ومن المتوقع أن يشهد العام 2019 مزيداً من المنافسة القوية بين العلامات الكبرى أمثال «آيفون» و«هواوي» و«سامسونج»، كونها من اللاعبين الكبار في السوق المحلي، بالإضافة إلى علامات أخرى عادت من جديد لساحة المنافسة مثل «بلاك بيري» و«نوكيا» و«الكاتيل»، وهي العلامات التي تعتمد على سمعتها التاريخية في سوق الهواتف الذكية. باتت العلامات الصينية وعلى رأسها «هواوي» و«هونر» و«أوبو» و«موتورولا» التي استحوذت عليها «لينوفو» الصينية قبل فترة، و«شاومي» خياراً مفضلاً لشريحة كبيرة من مستخدمي الهواتف الذكية متوسطة السعر في الدولة، نظراً لتركيز هذه العلامات على شريحة سعرية تبدأ من 250 درهما ولا تتجاوز سقف ال 800 درهم، ما جعل هذه العلامات مناسبة لشريحة سكانية عريضة في الدولة، الأمر الذي ألقى بعبء كبير على علامتي «آيفون» و«سامسونج» لمواجهة زحف العلامات الصينية. تراجع علامات شهد سوق الهواتف الذكية في الدولة خلال العام 2018 تراجع علامات مثل «سوني» و«إل جي» من دائرة المنافسة، فيما تراجعت الحصص السوقية بشدة لعلامات من بينها «اتش تي سي» و«أسوس» في الوقت الذي تبحث فيه علامات أخرى عن موضع قدم في أسواق الدولة مثل «فيفو» الصينية و «ون بلاس» وهواتف شركة «جوجل» التي لم تنجح بعد في التواجد بقوة في السوق المحلي. في السياق تتواجد علامات هواتف ذكية مغمورة مصنعة في الهند والصين وهونج كونج تسعى لتلبية احتياجات شريحة من المستخدمين والتي تتراوح أسعارها بين 150 وأقل من 400 درهم منها: علامات «نوفوس» و«آيبريت» و«كايزن» و«آيريس» و«لافا». ووفقاً لمؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية «جارتنر»: ساهمت علامتا «هواوي» و«شاومي» التجاريتان الصينيتان في زيادة المبيعات العالمية للهواتف الذكية خلال الربع الثالث من العام 2018، فيما ارتفعت المبيعات الكلية للهواتف الذكية بنسبة ‏‎1.4 % خلال الربع الثالث من العام 2018 لتصل إلى 389 مليون وحدة، مقارنة ب 374 مليون وحدة بالربع الثاني من 2018. ‏‏ الأسواق الناشئة قال أنشول جوبتا، مدير الأبحاث في «جارتنر»: في حال استثنينا كلاً من «هواوي» و«شاومي» من قائمة الشركات العالمية المصنعة للهواتف الذكية، ستنخفض مبيعات الهواتف الذكية للمستخدم النهائي بنسبة 5.2 %، وبفضل الأسعار المنخفضة للهواتف الذكية، والمميزات المحسنة للكاميرا والجودة والدقة العالية للعرض، ساهمت أبرز الشركات الصينية المصنعة للهواتف المتحركة في تعزيز المبيعات في الأسواق الناشئة خلال الربع الثالث من العام 2018. «هواوي» على الرغم من انخفاض مبيعات الهواتف الذكية لمعظم الشركات المصنعة للهواتف المتحركة، إلا أن شركة هواوي شهدت ارتفاع الطلب على هواتفها بنسبة 43% خلال الربع الثالث من العام 2018. وأضاف جوبتا، تبقى «هواوي» صاحبة المرتبة الأولى المتخصصة بصناعة الهواتف الذكية في منطقة الصين، وضمن المراتب الثلاث الأولى في العديد من الأسواق الأوروبية. وتابع: واصلت الفجوة الموجودة بين «سامسونج» و«هواوي» التقلص والانحسار مع توسع «هواوي» واستثمارها في الترويج لعلامتها التجارية وأساليب التوزيع في الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط، ودول آسيا والمحيط الهادي وإفريقيا. الربع الثالث رصد تقرير «جارتنر» عدد الوحدات المبيعة خلال الربع الثالث من 2018، حيث باعت «سامسونج» 73.3 مليون هاتف تليها «هواوي» ب 52.2 مليون هاتف وجاءت هواتف «آيفون» بالمرتبة الثالثة ب 45.7 مليون هاتف تلتها «شاومي» ب 33.2 مليون هاتف و«أوبو» ب 30.5 مليون هاتف تلتها العلامات الأخرى. وشهد أداء شركة «أبل» ثباتاً خلال الربع الثالث من العام 2018 (نمو بنسبة 0.7 %). وقال جوبتا: تواجه أجهزة آيفون تحديات متمثلة بتشبع السوق بالأجهزة ذات الجودة العالية، وتباطؤ معدلات النمو، مع ازدياد المنافسة من الشركات الصينية. وستلعب هواتف «أبل» الذكية الجديدة التي تم الإعلان عنها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي دوراً أساسياً في تحديد مبيعات الوحدات الكلية لشركة «أبل» في عام 2018. «هواوي» وسوق الإمارات قال ديفيد وانج، مدير مجموعة «هواوي» لأعمال المستهلكين في الإمارات: تمثل دولة الإمارات إحدى دول النمو الرئيسية على مستوى العالم بالنسبة ل«هواوي»، مشيراً إلى مواصلة الاستثمار وتعزيز حضور العلامة في سوق الإمارات الذي يمتاز بانفتاحه على فكرة التغيير وتجربة كل ما هو جديد. وأضاف وانج: يعد سوق الإمارات أحد المكونات الأساسية التي ترتكز عليها استراتيجية «هواوي» للتوسع في مجال مبيعات التجزئة ووصولها إلى هدف الريادة عالميًا في هذا المجال، عبر افتتاح متاجر في «مول الإمارات» و«مردف سيتي سنتر» وإعادة افتتاح متجر تجربة «هواوي» في «دبي مول»، كما تعتزم الشركة الوصول بعدد متاجرها في الإمارات إلى 9 متاجر خلال 2019. مبيعات «سامسونج» قال طارق صباغ، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والأجهزة المتحركة في شركة سامسونج الخليج للإلكترونيات: إن مبيعات الشركة من الهواتف المتحركة في الإمارات تمثل 50% من مبيعات الشركة بدول الخليج مجتمعة باستثناء السعودية. وتوقع صباغ أن تحقق مبيعات «سامسونج» نمواً مضاعفاً العام 2018، مقارنة ب 2017، مدعومة بطرح هواتف ذكية جديدة أبرزها «نوت 9» و«جالكسي 9» وهواتف فئة «أ 9 و8 و6»، مشيراً إلى أن حصة الشركة من سوق الهواتف الذكية في الإمارات بلغت بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي 39%، وذلك قبل طرح «نوت 9» وهاتفي «أ 8 و9». هواتف «نوكيا» قال سانميت سينج كوشار، المدير العام الإقليمي لشركة «اتش ام دي» العالمية المطورة لهواتف «نوكيا»: إن سوق الهواتف الذكية في الإمارات سيشهد منافسة قوية بين أشهر العلامات العالمية، فيما ستزداد حدة المنافسة بفعل دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس العام المقبل إلى هذه الصناعة. وأكد كوشار أن سوق الهواتف الذكية في الإمارات يعد السوق الثاني بعد السوق السعودي بسبب العدد السكاني في المملكة، مشيراً إلى أن «نوكيا» تسعى للعودة إلى السوق عبر التركيز على الهواتف متوسطة السعر وذات التقنيات المتطورة في نفس الوقت والتي تلبي متطلبات شريحة كبيرة من سكان الإمارات. علامة «بلاك بيري» قال محمد المفلح، المدير الإقليمي لشركة «بلاك بيري موبايل» في الشرق الأوسط التابعة لشركة «تي سي إل كومينيكيشن تكنولوجي» العالمية: إن علامة «بلاك بيري» عادت للمنافسة من جديد في سوق الهواتف الذكية عبر إنتاج هواتف مدعومة ببرامج تشغيل «بلاك بيري» المعروفة بتقنياتها العالية وتمتعها بعتاد متطور جداً لحماية خصوصية المستخدمين ونظام تشغيل «أندرويد» الأحدث، مشيراً إلى أن الشركة بات لديها محفظة واسعة من الهواتف الذكية، فيما صنفت الشركة من قبل مؤسسة «آي دي سي» بأنها واحدة من أفضل 10 شركات لصناعة الهواتف الذكية عالمياً. وأضاف المفلح أن هواتف «بلاك بيري» بنظام «أندوريد» الأحدث والذي تجاوز عدده 5 هواتف حاليا، ستعيد الشركة للمنافسة في السوق والتي تعتمد على 3 نقاط رئيسية هي: الإنتاجية والاعتمادية والخصوصية وأمن بيانات مستخدمي الجهاز من الأفراد والشركات. وأكد المفلح أن «بلاك بيري» باتت توفر هواتفها في أكثر من 50 دولة حول العالم حاليا وتعتزم زيادة حصتها السوقية في الإمارات ودول الخليج والمنطقة، عبر طرح هواتف جديدة مدعومة بالعديد من التعديلات الجوهرية والتقنيات المتطورة والتصاميم الراقية، فضلاً على التحديثات المستمرة لبرامج التشغيل الخاصة بالشركة ونظام «أندرويد» كذلك. تقنيات الجيل الخامس قالت روبيرتا كوزا، مديرة الأبحاث في «جارتنر»: «في حين أن عام 2019 سيمثل عاماً هاماً للمزيد من الأبحاث والتطوير والاختبارات والتجارب لتقنيات الجيل الخامس 5G المختلفة، فمن غير المرجح أن تستخدم تقنيات 5G في الأجهزة المحمولة بشكل كبير قبل عام 2020 ونتوقع أن يصل إجمالي مبيعات الهواتف المحمولة العاملة بتقنية الجيل الخامس 5G إلى 65 مليون وحدة بحلول العام 2020». وأضافت كوزا، «ومن المتوقع أن يطلق العديد من الشركات المصنعة لأجهزة الهواتف الذكية مثل «سامسونج» و«هواوي»، و«إل جي»، تصاميم جديدة قابلة للطي خلال العام 2019 وبعيداً عن الاهتمام الأولي الذي يمكن أن تشهده هذه الأجهزة، إلا أنها ستكون باهظة الثمن، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتتمكن الشركات المصنعة لمثل هذه الأجهزة من تطوير أنظمة تقنية متكاملة من البرامج، وتمكن مطوّري البرامج من ابتكار تجارب جذابة ومبتكرة للهواتف الذكية القابلة للطي لجذب اهتمام المستخدمين». هواتف بتقنيات الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يشهد العام 2019 منافسة شرسة بين علامات الهواتف الذكية الكبرى لإصدار هواتف معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وبمستويات تقنية أعلى في الكاميرات، بالإضافة إلى طرح هواتف بشاشات وسعات تخزين أكبر وتصاميم وألوان جديدة بهدف استقطاب الشباب والفتيات من الشرائح العمرية التي تتراوح بين 20 و30 عاماً. وتقول «جارتنر»: مع التباطؤ الكبير في مبيعات الهواتف الذكية على مستوى العالم، بات اهتمام الشركات المصنعة للهواتف المتحركة ينتقل إلى تقنيات جديدة مثل الجيل الخامس 5G وعامل الشكل القابل للطي لتحقيق التميز والاختلاف في تجربة استخدام الهواتف الذكية، وتحقيق قيمة وتجربة استخدام جديدة. 200 مليون وحدة قال ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لمجموعة هواوي لأعمال المستهلكين: تخطت شحنات هواتف «هواوي» الذكية حاجز ال 200 مليون وحدة لعام 2018، وذلك بفضل الدعم الشديد من المستهلكين والشركاء حول العالم فضلاً على القوة والأداء الفائق اللذين تتمتع بهما هذه الأجهزة، بما في ذلك هواتف «بي 20» وسلسلة «مايت 20 و برو» وهواتف «هونر 10». وأضاف يو: سوف ترتكز جهود «هواوي» في المستقبل على المبادئ الأساسية وهي بناء منتجات وخدمات تتمحور حول المستهلك، وسوف نواصل الابتكار.

مشاركة :