الخرطوم - (الوكالات): أعلن الرئيس السوداني أمس الجمعة حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد بعد أكثر من شهرين من التظاهرات والتحرك الاحتجاجي ضد الحكومة المطالب بإسقاط النظام. كما أعلن البشير «حل الحكومة على المستوى الاتحادي وحكومات الولايات»، بينما دعا تجمع المهنيين إلى تظاهرات ليلية عقب خطاب البشير. فقد أعلن الرئيس السوداني عمر البشير مساء أمس، فرض حالة الطوارئ مدة عام واحد وحل حكومة الوفاق الوطني وكذلك حكومات الولايات، وتشكيل حكومة كفاءات لاتخاذ تدابير اقتصادية صعبة. وتعهد البشير «بتحقيقات شفافة حول القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات». وقال إنه «يدعو المحتجين للجلوس على طاولة الحوار لتجنيب البلاد المصائب». وشدد على أن «وثيقة الحوار الوطني أساس متين للم شمل القوى السياسية في الداخل والخارج». وطلب من البرلمان «تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه لإتاحة الفرصة لمزيد من الحوار». وجدد العهد على أن يكون «رئيسا على مسافة واحدة من الجميع من الموالاة والمعارضة». وحث «قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار». وطالب الرئيس السوداني حملة السلاح «بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية». ودعا «القوى السياسية إلى استيعاب المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي وهو الشباب». وشدد البشير على «رفض لغة الإقصاء»، و«العمل على حلول تحفظ أمن البلاد واستقرارها». وأوضح أن «الاختيارات الصفرية والعدمية لن تحل أزمة السودان»، مشيرًا إلى «أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب». وشدد البشير على أن «نظام الحكم اللا مركزي هو الأفضل لقيادة بلاد متنوعة ومتعددة مثل السودان». وأوضح أنه «لم يترك بابا للسلام والاستقرار إلا طرقه». وقال إن السودان «يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني»، مؤكدا أن «البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارا على البناء». وذكر أن البلاد شهدت مطالبات مشروعة بترقية الأوضاع العامة، موضحًا أنه حرص على تمكين الأحزاب والأفراد من ممارسة حرياتهم. وجاءت كلمة البشير مساء الجمعة عقب انتهاء اجتماعه مع المكتب القيادي للحزب الحاكم. وفي وقت سابق أمس دعا تجمع المهنيين «تجمع نقابي غير رسمي يقود حراك الشارع السوداني» السودانيين إلى الخروج في تظاهرات ليلية عقب الخطاب المرتقب للرئيس السوداني عمر البشير. واندلعت تظاهرات ليلية في عدد من احياء الخرطوم قبيل إعلان مدير الأمن صلاح عبدالله حزمة القرارات التي ينوي إعلانها البشير. وبحسب شهود عيان فإن أحياء بري والصحافة والديم خرجت تندد بالقرارات المرتقبة وتطالب بإسقاط النظام عبر ترديد هتافات تحمل ذلك المعنى. وأشار شهود عيان إلى إغلاق متظاهرين عددا من الشوارع الداخلية في الاحياء بإشعال إطارات السيارات ووضع المتاريس «عبارة عن حجارة كبيرة تغلق بها الشوارع». وقال شهود نهار أمس ان قوات الامن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين نظموا مسيرات ورددوا هتافات مناهضة للحكومة عقب صلاة الجمعة في مسجد كبير قرب العاصمة السودانية. والمظاهرات التي شهدتها مدينة أم درمان خارج مسجد السيد عبدالرحمن المهدي هي الاحدث فيما أصبح احتجاجات شبه يومية في البلاد منذ 19 ديسمبر. وردد المحتجون هتافات تقول «الثورة خيار الشعب» و«تسقط بس» في اشارة إلى أن مطلبهم الوحيد هو انتهاء حكم الرئيس عمر البشير.
مشاركة :