الألعاب الإلكترونية تدمر شخصية الأطفال وتقودهم إلى العنف وارتكاب الجرائم

  • 2/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر خبراء الصحة النفسية من التأثيرات السلبية الخطيرة للأجهزة الإلكترونية على الأطفال، وأكدوا أن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يدمر شخصية الأطفال، ويجعل منهم شخصيات انطوائية أنانية، وأكدوا لـ «العرب» أن بعض التأثيرات السلبية لاستخدام الأطفال هذه الأجهزة بدأت تظهر في المجتمع، نظراً لإهمال الوالدين هذا الأمر، وتركهم الحبل على الغارب لقضاء أولادهم الوقت كاملاً مع الألعاب الإلكترونية. كما حذروا من أن بعض هذه الألعاب يعلّم الأطفال كيفية ارتكاب الجرائم وممارسة العنف، لافتين -على سبيل المثال- إلى لعبة «الحوت الأزرق»، التي دفعت عدداً من ممارسيها إلى إنهاء حياتهم. وشددوا على أهمية اختيار الوالدين الألعاب الإلكترونية لأطفالهم، وأن يشاركوهم اللعب، حتى لا يعيشوا في عالمهم الافتراضي، وينسوا علاقاتهم الاجتماعية، لافتين إلى إمكانية أن يقضي الأطفال وقتاً محدوداً في ممارسة هذه الألعاب. وأوضحوا أهمية اللجوء إلى بدائل أخرى تشغل أوقات الأطفال، بدلاً من الألعاب الإلكترونية، موضحين أنه بإمكان الأمهات أن يشغلن وقت أطفالهن في ممارسة الرياضة، أو الخروج للحدائق العامة، أو تنظيم تجمعات عائلية تساهم في زيادة الذكاء الاجتماعي والعاطفي لدى هؤلاء الأطفال. ظبية المقبالي: البدائل كثيرة لاكتساب الخبرات وتقوية العلاقة الأسرية أكدت ظبية المقبالي، المرشدة النفسية والمجتمعية، أن بدائل الألعاب الإلكترونية كثيرة ومتنوعة، منها الخروج في نزهة إلى الحدائق، وممارسة الرياضة، أو التوجه إلى البحر والاستجمام إذا كان الطقس مناسباً. وقالت «إن من بين البدائل أيضاً لعبة حرف اسم «جماد بلاد»، وهي من الألعاب التي تخلق جواً من المرح بين الأسرة، فضلاً عن تجديد المعلومات في أذهان الأبناء، فالكثير من البدائل متاحة أمام الوالدين، وعليهم أن يختاروا ما يناسبهم». وقالت المقبالي إنه بإمكان الأم أن تستثمر وقت ابنتها في الطبخ، أو الأعمال والمشغولات اليدوية، في حين يمكن للأب أن يستثمر وقته مع الابن في الزراعة، وصيانة بعض الأمور المنزلية، وكلها بدائل كفيلة بصقل شخصية الأبناء، وإكسابهم خبرات جديدة وتقوية علاقاتهم بوالديهم. اختيار ألعاب مفيدة تحفز على الإيجابية والإبداع وجه الدكتور العربي عطاء الله القويدري استشاري الإرشاد النفسي والأسري بوزارة الصحة العامة، رسالة إلى الأسر ولكل صاحب مسؤولية على الأبناء من قريب أو من بعيد، بمشاركة الأبناء في كل شيء وخصوصاً الألعاب الإلكترونية، التي غزت مجتمعنا وبيوتنا ومعرفة محتواها. كما دعا إلى اختيار الألعاب المفيدة التي تحفزهم على الإبداع والتفكير الإيجابي، مع تحديد فترة زمنية مقبولة لا تؤثر على صحته ولا تؤدي إلى إدمانه. وقال لـ «العرب»: لا يمكن أن يترك الطفل وحيداً، ولا بد من إيجاد بدائل مفيدة مثل المشاركة في أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية وفكرية. وأضاف: أظهرت دراسات نفسية واجتماعية أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو لأكثر من 9 ساعات أسبوعياً تشكل خطراً عليهم، وكشفت هذه الدراسات أنه يمكن إيجاد علاقة بين المدة التي يقضيها الطفل في ممارسة الألعاب والمشكلات السلوكية لديه، وصراعه مع نظرائه وتقليل مهاراته الاجتماعية، لافتاً إلى أن هذه المشكلات تظهر بشكل خاص لدى الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو لمدة طويلة. وأشار إلى أن بعض الباحثين ذكروا أن ممارسة ألعاب الفيديو لمدة ساعة أو ساعتين فقط أسبوعياً ترتبط بتحسن المهارات الحركية وبعض القدرات الإدراكية لدى الأطفال. ودعا إلى ضرورة أن يغرس أولياء الأمور حب المطالعة في نفوس أطفالهم، خاصة أن قطر تهتم بنشر الثقافة العامة في المجتمع وذلك بإنشاء المكتبة الوطنية التي تحوي كنوزاً عملية ومعرفية في شتى مجالات المعرفة، لافتاً إلى أن الأطفال نعمة من الله يجب المحافظة عليهم، والتعب في تربيتهم وعدم إهمالهم لأي سبب كان. د. العربي عطاء الله: تدمير للعقل ولـ 3 قدرات أساسية في 3 أشهر فقط قال الدكتور العربي عطاء الله القويدري، إن الألعاب الإلكترونية دخلت أغلب المنازل، وازداد عدد مستخدميها من الأطفال والمراهقين وحتى الكبار، وأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، وذلك نتيجة التطور والتقدم التقني، وباتت هذه الألعاب تلفت الأطفال بالألوان والرسومات والمغامرات والخيال. وأضاف: أدى انتشار هذه الألعاب إلى بروز دورها في حياة أبنائنا، فأصبحت تؤثر في تنمية ذكائهم، وتحفز لديهم السلوك العدواني بسبب ما يروه من عنف الألعاب، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تواجه دول العالم بلا استثناء، وأن كثيراً من الناس لا يعرفون خطر هذه الألعاب سواء كانت أضراراً صحية أو نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وفي الحقيقة أن ضررها أكثر من نفعها. وأشار إلى أن بعض أولياء الأمور يستخدمون الألعاب الإلكترونية لإلهاء أبنائهم، وتقليل الإزعاج في البيت، ظناً منهم أن هذه وسيلة للتخلص من إزعاج الطفل، وهو مفهوم خاطئ، وقال: «إن بعض الأسر تحاول ملء فراغ أبنائها بتحفيزهم على التسلية بالألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، حيث ترتفع نسبة بيع هذه الأجهزة بشكل ملحوظ في فصل الصيف مع بدء الإجازة، وأن معظم الذين يقبلون على شرائها هم من فئة الأطفال والمراهقين بتأييد من أسرهم». وحول خطر الألعاب الإلكترونية أوضح أنها قد تساهم في تدمير شخصية الطفل، حيث تدمر قدراته العقلية، حيث وجد العلماء أن الألعاب السريعة تساهم قطعياً في تدمير خلايا العقل خلال 3 أشهر من الاستعمال، كما تؤثر على 3 قدرات أساسية للاستيعاب لدى الأطفال، وهي: قدرة الانتباه، وقدرة التركيز، وقدرة التذكر عندما يلعب الطفل بمعدل 20 دقيقة يومياً، كما أنها سبب في خمول العقل، كما لا ننسى أيضاً أنها تؤثر على الجانب الأخلاقي والعقدي للطفل. وقال د. القويدري إن مضار الألعاب الإلكترونية أكثر من منافعها وهي ذات آثار سلبية تعود على من يلعبها سواء من الصغار أو الكبار، لافتاً إلى أن هذه الأضرار تمس الجانب الاجتماعي، حيث نلاحظ أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية يعرض الأطفال والمراهقين إلى خلل كبير في علاقاتهم الاجتماعية، وقال: «إن الطفل يعتاد السرعة في هذه الألعاب، مما يعرضه لصعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة الطبيعية، الأمر الذي يقوده إلى الفراغ النفسي والشعور بالوحدة في بيته ومدرسته». الانطوائية والأنانية والسلوكيات السلبية أكثر المخاطر قال الدكتور العربي عطاء الله القويدري استشاري الإرشاد النفسي والأسري بوزارة الصحة العامة: «من الملاحظ أن الطفل الذي يقضي ساعات كثيرة دون أدنى تواصل مع الآخرين يصبح شخصية انطوائية وغير اجتماعية، وينعزل عن العالم الحقيقي ليجد نفسه مفتقداً مهارات التعامل مع الآخرين وإقامة العلاقات والصداقات، كما يجعله طفلاً خجولاً لا يستطيع التعبير عن نفسه ومكنونه». وحذر من أن الألعاب الإلكترونية تصنع من الطفل إنساناً أنانياً، يفكر في إشباع حاجته، كما أنها تعلمه في بعض الأحيان مهارات الاحتيال، إذ يحتاج الطفل المال للإنفاق على هذه الألعاب فيمارس النصب والاحتيال على والديه بادعاء مصاريف يحتاجها في المدرسة. وأشار إلى أن بعض الألعاب تؤسس الرذيلة والإباحية التي تدمر عقول أبنائنا، عبر ما يعرض من مشاهد فيها، وهناك كثير من الأفكار والعادات التي لا تتوافق مع عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا وتساهم في تشكيل ثقافة مشوهة، فضلاً عن الوقت الضائع في غير فائدة. وحول الجانب الصحي أشار د. القويدري إلى أن الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى حدوث أضرار وآلام في أسفل الظهر ومفصل الرسغ وإصبع الإبهام، وتؤثر بشكل مباشر وسلبي على النظر بسبب تعرض الطفل للأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد القادمة من شاشات التلفاز والحاسوب. وقال: «إن الألعاب الإلكترونية تؤثر على الجانب الأكاديمي حيث نلاحظ أن الطفل مدمن هذه الألعاب الإلكترونية يهمل واجباته المدرسية، وتدفعه للتسرب من المدرسة، لكونه يقضي فترات طويلة في ممارسة هذه الألعاب بما يؤثر على تركيزه وتفكيره، وتحصيله الدراسي بطبيعة الحال. وحذر من أن بعض الألعاب الإلكترونية تعلم أبناءنا مهارة ارتكاب الجريمة ومهارة استخدام العنف، حيث يكتسب الطفل هذه الأفكار والمهارات عبر الاعتياد على ممارسة هذه الألعاب، كما ظهر مؤخراً لعبة ما يسمى «بالحوت الأزرق»، والتي أدت إلى إنهاء حياة عدد من الأطفال. أكدت أنها تخلق للطفل رفيقاً خيالياً يفصله عن الواقع د. موزة المالكي: حالات كثيرة تضررت بصورة سلبية حذرت الدكتورة موزة المالكي، الكاتبة والاختصاصية النفسية، من أن قضاء بعض الأطفال أوقاتاً طويلة على الألعاب الإلكترونية لا ينمي ذكاءهم، على عكس ما يعتقد الكثير من أولياء الأمور، موضحة أن الذكاء له عدة أنواع، فمنها الذكاء العقلي، والذكاء الاجتماعي، والذكاء العاطفي، والأخيران لا يقلان أهمية عن الذكاء العقلي. ونوهت بأن الألعاب الإلكترونية تجعل الطفل منعزلاً عن العالم، خاصة من يعاني من مشكلات نفسية أو عقلية، لأن الطفل يخلق عالمه الوهمي، ويكون له رفقاؤه الخياليون، الذين نسجهم في مخيلته بالشكل الذي يريده. وقالت المالكي: عُرضت عليّ حالات لأطفال تأثروا بصورة سلبية كبيرة بسبب الألعاب الإلكترونية، حيث يعيش الطفل مع رفيقه الخيالي، كأنه صديق فعلي، فيفصله تماماً عن عالمه الحقيقي، ينسى أهله وأقاربه، ما يمثل إلغاء لذكاء الطفل الاجتماعي. ونصحت أولياء الأمور بحسن اختيار الألعاب الإلكترونية التي يمارسها أولادهم، وألا تكون حياتهم مقتصرة على اللعب في الأجهزة الإلكترونية فحسب، لافتة إلى أنه يمكن للطفل أن يقضي بعض الوقت لممارسة هذه الألعاب برفقة ولي الأمر، وهي مشاركة مهمة جداً في هذه الحالة. وأضافت: يمكن عمل تجمع عائلي لأطفال العائلة الواحدة، بحيث يتجمع ثلاثة أو أربعة أطفال في الحدائق أو عند الجد والجدة، الأمر الذي يمكنهم من اللعب سوياً، وتعلم المشاركة البناءة، فضلاً عن الأجواء الصحية الجيدة للعب الأطفال في الهواء الطلق. وتابعت: كل منطقة باتت فيها حديقة، وأصبح من السهل على الأمهات أن ترافق أبناءها لمثل هذه المتنزهات، وعلى الوالدين استثمار هذا الأمر في تحسين الحالة النفسية والصحية بصورة عامة لدى أطفالهم. محمد كمال: «الإفراط» يعوق مهارات اجتماعية ضرورية قال محمد كمال المرشد النفسي والمجتمعي إنه لا يمكن الجزم بأن متابعة التلفزيون لها نفس خطورة الألعاب الإلكترونية، مضيفاً أنه في الآونة الأخيرة دائماً ما نتحدث عن الجانب السلبي للأجهزة الإلكترونية بطريقة مطلقة، كما لو كانت فقط ذات أثر سلبي على المستخدمين. وأوضح أن أغلب الأشياء في حياتنا لها تأثير إيجابي وآخر سلبي، وما يحدد إن كان لها تأثير سلبي أو إيجابي هو الطريقة التي نتعامل بها مع هذه الأجهزة، لافتاً إلى أن الألعاب التي تنمي الذاكرة -على سبيل المثال- لها تأثير إيجابي إذا تم استخدامها، ولكن الإفراط في استخدامها لفترة زمنية طويلة يكون له تأثير سلبي، حيث يحرم المستخدم، خاصة إذا كان طفلاً، من تنمية مهارات اجتماعية أخرى؛ مثل التواصل مع الآخرين.وأضاف: هناك برامج ذات فائدة للطفل، سواء كانت برامج تلفزيونية أو تطبيقات مرفوعة على الهواتف الذكية، ففي التلفزيون هناك برامج تعلم اللغة العربية تعرضها بعض القنوات، مثل قناة براعم، وتلفزيون «ج» للأطفال، وغيرها. وتابع في هذا السياق: يعرض «يوتيوب» فيديوهات تعليم اللغات المختلفة، وتطبيقات مصممة للأطفال. كلها مفيدة للطفل، ولا مشكلة منها، ونوه بأن المشكلة الحقيقية تكمن في أن يقضي الطفل طوال يومه متابعاً لهذه البرامج. وقال: يجب أن نعمل بقاعدة «لا إفراط ولا تفريط»، مع الاعتدال في الاستخدام وتنويع مصادر التعلم، فالإنسان اجتماعي يتفاعل مع الآخرين والمحيط الخارجي، يؤثر فيه ويتأثر به. ونصح كمال أولياء الأمور بأن لا يتركوا أولادهم يتابعون مشاهد العنف والقتل في الأفلام؛ لأنها تغذي العنف لديهم، وربما يدفع البعض إلى تقليد ما يشاهدونه، وإن حدث وشاهد الطفل هذه المشاهد يفضل أن يناقشه الأب أو الأم بعدها، وأن يصلوا إلى نتيجة مفادها بأن هذه الأمور غير صحيحة، وإن حدثت في الواقع فهي أمر مذموم وغير سليم.;

مشاركة :