تعتبر جزيرة فورمونتيرا أصغر جزر البليار الواقعة في البحر المتوسط جنوب شرق إسبانيا, وتجتذب الجزيرة أعدادا غفيرة من السياح كل عام للاستمتاع بشواطئها ذات الرمال البيضاء الناعمة ومياهها الفيروزية الرقراقة، كما أن ركوب الأمواج يعتبر من الأنشطة الرئيسية التي يمكن للسياح ممارستها في الجزيرة. لكن هذه الصورة تبدو مختلفة بعض الشيء في فترة ما قبل الموسم السياحي, حيث يكثر ظهور الأعشاب البحرية مع الأمواج المتلاطمة وتبدو الشواطئ وكأنها مهجورة, وتصطف اليخوت والمراكب السياحية بجوار بعضها في انتظار تدفقات السياح. وتمتد فترة ما قبل الموسم السياحي بجزيرة فورمونتيرا إلى نهاية شهر مايو/أيار حيث تعاني الجزيرة من عدم وجود سياح على شواطئها الرملية الناعمة, وبمجرد أن ترتفع درجة الحرارة وتسود الأجواء الصيفية بها تنقلب الصورة تماماً, حيث تشير تقديرات هيئة السياحة إلى أن أصغر جزر البليار تستقبل سنوياً ما يقرب من 800 ألف سائح. وأكد المرشد السياحي ميغيل تور أن هذه المنطقة تتسم بطابع نخبوي, حيث إنها تشهد قدوم اليخوت السياحية للأثرياء العرب والروس. كما يوجد بالجزيرة مطعم أسماك إيس مولي دا سال الفاخر، الذي حظى بشرف زيارة ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الأول. الطابع النخبوي ومع ذلك لا يمكن للسياح في فترة ما قبل الموسم السياحي إدراك الطابع النخبوي لجزيرة فورمونتيرا, حيث هناك مجموعة بسيطة من السياح يتجولون في الجزيرة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المتنزهين يقومون بجولة بحرية بواسطة زورق مطاطي صغير في أول خليج لإحدى الجزر المجاورة. ورغم أن جزيرة إيسبالمادور تعتبر من الجزر الخاصة، فإنه يمكن للسياح زيارتها مثل أي شاطئ آخر. وقد تنزلق أقدام السياح إلى مياه البحر المتوسط، التي تصل إلى ارتفاع الركبة وتشبه في برودتها مياه بحر الشمال. وتندرج منطقة الأعشاب البحرية الكبيرة بين جزيرتي فورمونتيرا وإيبيزا ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو. وبمجرد ارتفاع درجات الحرارة مع قدوم فصل الصيف تتدفق الأفواج السياحية الغفيرة على جزيرة فورمونتيرا، التي تستقطب أعداداً كبيرة حالياً من السياح معظمهم من الألمان والإيطاليين، بالإضافة إلى مختلف الجنسيات الأخرى.
مشاركة :