اقـتـرانُالإمْـساكِبالـمـعْـرُوف ، والتـسْـريـحُبالإحـسان !!عبدالمحسنمحمدالحارثي حقيقةٌ لا نغفلها ، أنَّ الزواجَ أكثرُ من الطلاق ، فإذا كان في الزَّواجِ خير ، فإن في الطلاق شر ، وكلاهُما حلال !!فإذا كان الطلاقُ في نظرِ بعض الأزواجِ هو الدواء الشافي لكل مرض ، فإنَّ من جرَّبهُ وجد أنَّ الدواء أسوأ من المرض!!يقول الشاعر ..جميل صدقي الزهاوي:كمْ هدَّ في الشَّرقِ بيتاً ❄بعد الزّواجِ الفُراقُ .كرْهةٌ فسِبابٌ ❄فركْلةٌ فطلاقُ.وقيل: إذا لم يكُن وِفاقٌ ففِراقٌ. الرِّجالُ يحلمون قبل الزواج ، ويستيقضون بعده ؛ لأنَّهم لم يعوا معنى الزواج ، ولم يبْلُغوا مداه ، ولم يعرفوا أسراره …فما أشقى الزواج الذي ترضى بهِ العُيون قبل القلوب ، ولأنَّ شريعتنا السمحة أجازت لنا الرُّؤية الشرعية ، فما تقارب ائتلف ، وما تنافر اختلف ، ولكن عندما نُرضي عيوننا ، التي عادةً ما تميل إلى الشهوات ، فإنَّ إهمال القلوب إهمالٌ للروح ، ولكنَّ العُقُول السليمة لا تنخدع بميْلة العين ، بل تُحكِّم عقلها ؛ لتُميِّز الأشياء على حقيقتها ، وهذا الشيء ينطبق على كلا الزوجين.إنَّ بعض المتزوجين يقترنون بالجسد ، ويتنافرون بالرُّوح ، أنا لا أُدِينهُم ، بل أشفِق عليهم ، ولا أكرههم ، بل أكرهُ استسلامهم عفواً إلى الرِّياء والكذب والخِيانة ، كما قال جبران خليل جبران ! الزواجُ الصّالح لا يقوم على أساس الصراحة التّامة ، بل على أساس من الصمت ، ولكي يكون الزواجُ سعيداً هنيئاً ، ينبغي أنْ يكون الرَّجُل أصم ، والمرأةُ عمياء ، فالمِكثار كحاطب الليل ، قد يقع في الخطأ ، واللّاقِطة للشاردة والواردة ، قد تنالُ من زوجها ، وتتندّم !! نعلمُ يقِيناً ، أنَّ الخِلافَ أساسُ الحياة الزوجيّة ، متى ما عرفت الزوجة أنها مفتاح البيت ، وعرف الزوج أنهُ قُفلُه ، فالرّجلُ يستطيع أنْ يُعكِّر صفوة الحياة الزوجيّة ، والزوجة تستطيع أنْ تُحدِ ثُ الصفاء ، فالزواجُ في نظر الرجلُ نهاية لمآسي العزوبيّة ، وفي نظر المرأة بدايةٌ لحياة سعيدة. الزواجُ التعيس لا ينقُصُهُ الحُب ، بل تنقُصُه الصداقة ، فإذا لم يكن الزواج موفّقاً ، فاللوم كل اللوم يقع على الرّجُل ، إذْ قلّما تكون المرأة صاحبة الخِيار! والزواج السعيد ، يهبُ للمرء أجنحة ، يُحلِّقُ بها في السماء ، أمّا الزواج التعيس ، فليس فيه إلّا قيود وسلاسل. قال تعالى:{ هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وجعل فيها زوجها لِيسكُنَ إليها}. أقبِلْ على الزواج في كل الأحوال ، فإنْ كانت زوجتك صالحة تسعد ، وإنْ كانت طالحة تُصبح فيلسوفاً ، وفي هذا صلاح المرء ، كما قال ذلك ، سقواط ! كونا – أيُّها الزوجين – كالمِقص ، له شفرتان ، يُعاقِب من تدخّل بينهُما ، فالمرأةُ العاقلة تبني في جِدار بيتها ، والجاهلة تهدِم من حيثُ لا تدري ،وأخيراً .. سُئِل سقراط : أيُّهما خير ؟ أنْ يتزوّج المرءُ ، أو أنْ لا يتزوّج ، ؟ فأجاب : أيُّهما يفعل يندم ! ونحنُ نقول كمسلمين ، أنّ في الزواج بركة ، وحصنٌ للفرج ، ومتاع ، فالمرأة الصالحة متاعٌ في الدنيا ، ونعيمٌ في الآخرة ؛ لأنّ كلا الزوجين قام بحقوقة تجاه الآخر على أكمل وجه ، ولكن يبقى شيء واحد ، عندما تُقفل الطُرُق ، وتتقطّع السُّبل ، فإنّ ثمةَ مخرج ، التسريحُ بإحسان ، كما هو الإمساك بالمعروف !!
مشاركة :