ألقى الدكتور سلطان الدويش محاضرة على مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، حول «مملكة دلمون في أرض الكويت»، وقدم المحاضرة الباحث خالد طعمة.وتناول الدويش بالشرح والبحث والصور الضوئية... نشأة مملكة دلمون في جزيرة فيلكا خلال الألف الثاني قبل الميلاد.واستهل بحثه بالقول: «إن الخليج العربي يعد من أهم مناطق الشرق الأوسط التي كانت تمر بها الطرق التجارية القديمة، ويعتبر همزة الوصل بين بلاد البحر الأبيض المتوسط وآسيا وشبة الجزيرة العربية». مشيراً إلى حضارة «دلمون» التي تشمل «فيلكا» والبحرين، وساحل شرق الجزيرة العربية، وأن نتائج الكشف الأثري في فيلكا أشارت إلى وجود مستوطنة تعود إلى فترة 2000 ق. م تقريباً. وذلك استناداً إلى المكتشفات الأثرية التي تم العثور فيها على جرار فخارية كبيرة الحجم للتخزين، وأوانٍ وأختام من الحجر الصابوني، ومخلفات من معدن البرونز.موضحاً أن جزيرة فيلكا تقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الكويت العاصمة، وتبعد عنها مسافة عشرين كيلومتر بحرياً، ويبلغ أقصى طول للجزيرة خمسة عشر كيلومترا تقريباً، كما يبلغ أقصى عرض لها ستة كيلومترات. كما تطرق الدويش إلى البعثات الاستكشافية، ومنها الأميركية والسلوفاكية واليونانية، بالإضافة إلى أهم الكتابات المسمارية التي تحدثت عن دلمون، منها النص المسماري الآشوري والذي كتبه ملك آشور العظيم سرجون، ونص مسماري آشورى كتبة آشور بانبال ملك آشور وصف دلمون بأنها في وسط البحر الأسفل وغيرها.وأشار المحاضر بالشرح والصور الضوئية إلى مواقع المستوطنات السكنية، حيث إن أهم البقايا المعمارية في الجزيرة هي المدينة الدلمونية التي تحتوى وحدات سكنية، ومعابد، خصوصاً معبد «أنزاك» كبير آلهة «دلمون» ومن تلك المواقع ذكر المحاضر المدينة الدلمونية، والمعبد البرجي، وميناء الخضر، وقصر الحاكم، وموقع العوازم.وقال فيما يخص «الأختام»: «عثر على عدد كبير من الأختام في الجزيرة بلغ عددها 650 ختما، معظمها أختام (دلمون) الدائرية الشكل، واستخدمت الأختام للتعرف على الممتلكات الشخصية، ومن ضمنها ختم للمقتنيات الثمينة لحفظها من السرقة، وكذلك ختم للعقود والبضائع التجارية، وتنوعت المواضيع الزخرفية التي حفرت على الأختام ما بين الخطوط والأشكال الهندسية البسيطة، والمشاهد الطبيعية، ورسوم الأشخاص والحيوانات».وأضاف: «بعض أختام فيلكا يعد ذا أهمية ليس للقيمة الجمالية، بل للإشارة التي تظهرها لتجارة الخليج في الألف الثالث ق. م، وهذه الأختام (الجعلية) عنيت بالأسلوب الذي شاع في حضارة وادي النيل، وكان المصريون في السابق يميلون إلى تفضيل الأختام المستديرة».واستطرد قائلاً في حديثه عن فخار دلمون: «في جزيرة فيلكا عثر على الفخار بكثرة في مواقع F3,F6 وموقع الخضر في شمال الجزيرة، عثر فيها على أوان فخارية كاملة، وعلى كسر فخارية كثيرة تعود إلى فترات زمنية متفاوتة ابتداء من مستهل الألف الثاني قبل الميلاد. وجدت معظم هذه اللقى داخل المباني أو بالقرب منها، وكشف في المبنى الواحد عن أنواع عديدة من فترات مختلفة في طبقات مختلفة نتيجة لاستمرار التوطن في مكان واحد وبناء البيوت الجديدة فوق القديمة».وأضاف: «من اللقى الفخارية التي كشف عنها في جزيرة فيلكا النوع المعروف بفخار بربار، نسبة إلى قرية في البحرين».وختم الدويش بقوله: «ما زالت المواقع الأثرية في حضارة دلمون في جزيرة فيلكا لم تستكمل بعد، رغم مرور نصف قرن من الزمان، ونعتقد أن هناك الكثير من الكنوز والأسرار مدفونة أسفل التلال الرملية خصوصاً أسفل استراحة الشيخ احمد الجابر الصباح على تل سعد، وهناك معضلة أثرية في عدم العثور على مقابر لأهل دلمون في فيلكا حتى الآن سوى واحد في موقع الخضر، يعود إلى دلمون المتأخرة. وربما استمرار التنقيبات في جزيرة فيلكا وبر الكويت ستحل الكثير من المعضلات في المستقبل».
مشاركة :