دخلت احتجاجات حركة «السترات الصفراء» الفرنسية، أمس السبت، أسبوعها ال15، بتظاهرات شارك فيها آلاف في العاصمة باريس وخارجها، أرادوا بها التأكيد على عدم انحسار تحركهم الذي شكل أسوا أزمة لنظام الرئيس إيمانويل ماكرون، على الرغم من فقدانها لزخمها والقدرة على الحشد الكبير الذي انطلقت به في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن تواصلت دعواتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ل«تسونامي أصفر»؛ تأكيداً بها على استمرارية الحركة وسلميتها، ورفضاً لما وصفته بعض الصحف بأنها في «الأنفاس الأخيرة»، بعدما أرفقت معها صورة لأحد المحتجين واقفاً لكن وحيداً.وقال جيريمي دوبوا (22 عاماً) في تظاهرة باريس التي انطلقت من جادة الشانزليزيه، وضمت أربعة آلاف متظاهر، بحسب السلطات مقابل ثلاثة آلاف الأسبوع الماضي، «حركتنا ليست في انحسار. وأعتقد أنها يمكن أن تدوم». وعبر مختلف أنحاء فرنسا تظاهر 11 ألفاً و600 من محتجي «السترات الصفراء» حتى الظهر، بحسب وزارة الداخلية، أي بزيادة طفيفة عن عدد المحتجين في الساعة ذاتها الأسبوع الماضي؛ إذ كان عددهم عشرة آلاف و200 متظاهر. في حين بلغ عدد متظاهريها إجمالاً السبت الماضي حوالي 41 ألفاً بحسب أرقام حكومية ينفي المتظاهرون صحتها.وعنونت صحيفة لوباريزين أمس، «الأنفاس الأخيرة» على صورة لأحد محتجي «السترات الصفراء» وحيداً، لكنه ما زال يقف عند تقاطع طرقات، معبراً عن احتجاجه. وحاولت الحكومة الفرنسية -على مدار أكثر من ثلاثة أشهر- استعادة زمام المبادرة. واتخذت إجراءات لتحسين القدرة الشرائية بكلفة عشرة مليارات يورو، وأطلق ماكرون «النقاش الوطني الكبير» للاستماع إلى أسباب غضب المواطنين. لكن تبقى معرفة كيف سيتم أخذ نتائج هذا النقاش في الاعتبار.وأكدت الممرضة لوسيا فيريرا (33 عاماً) التي كانت في تجمع بوسط فرنسا، أن «الأسباب ذاتها التي دفعتنا للتظاهر في 17 نوفمبر ما زالت قائمة. هناك ربما عدد أقل في الشارع، لكن الناس سيستمرون في التظاهر إذا لم يحدث تطور مع نهاية النقاش الكبير».(وكالات)
مشاركة :