«علي وعليا».. قصة حب يُفسدها التنمّر والإدمان

  • 2/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم نسيج مكتمل ذلك الذي صاغته فكرة وأنامل ورؤية المخرج الإماراتي حسين الأنصاري في فيلمه «علي وعليا»، الذي يجمع التراجيديا بالكوميديا. وأثبت الفيلم بتلك التوليفة تميزه في عرضه الخاص، أمس الأول، في قاعة إفريقيا في الشارقة، بحضور الشيخ خالد بن حميد القاسمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإبداع، والشيخ عبيد بن سهيل آل مكتوم، ونوار بنت أحمد القاسمي، مديرة التطوير بمؤسسة الشارقة للفنون، وعدد من ضيوف الشرف، من بينهم المنتج والكاتب جمال سالم والفنانة هدى الغانم. يعرض الفيلم في دور السينما 28 الجاري، وهو من إنتاج سعيد بوغازيين، ويحكي قصة الشاب «علي» الذي يحب جارته «عليا» في الفريج الذي تربيا فيه معاً منذ الطفولة. وفي تلك الأحياء القديمة التي تُنشئ التقارب بين الأسر والأشخاص، يدعى الجميع ليكونوا شركاء في كل الأحداث، إلا أنه ليست كل الشراكات تثمر بشكل إيجابي. فحضور «سليمان» ذلك النموذج الذي يقتنص فرص إفساد من حوله، استطاع جذب «علي» إلى عالم الإدمان وإقناعه بأنه السبيل الوحيد ليمتلك الشجاعة للرد على ما يتعرض له من تنمر في الحي، في وقت يترصد علي عدد من شباب الحي الذين يتحرشون لفظياً بعليا ويُقللون من شأنه. أبرز الفيلم عناصر قوة كثيرة في اختيارات المخرج، والممثلين على اختلاف خبراتهم، بحضور إماراتي سينمائي قوي؛ إذ أكد الفنان أحمد الرزاق، أكثر، قدراته الفنية التي أبهرت الحضور في دوره (سليمان) الذي على الرغم من كل سلبياته، استطاع خلق الكوميديا المبهرة وانتزاع الضحكة من جميع حضور العرض، وهو ما شاركه إياه الفنان طلال محمود، الذي أدى دور خال عليا، فباغت الجمهور بوقفاته الكوميدية، من دون التقليل من شأن الموقف والفيلم. تميز آخر يُثبت قوة الفنان الشاب الإماراتي حينما يمنح الثقة، فها هو الفنان خليفة البحري (علي) تسند إليه بطولة فيلم، ويُثبت بكل استحقاق قدراته الأدائية لنعيش معه دور المحب المدمن؛ الشاب الذي تخونه الظروف، لنضحك معه تارة وندمع تارة أخرى، وهنا تكمن قوته. فكل من في الفيلم أبطال، أدوا أدوارهم بتميز، الهاوي منهم والمحترف.. ويحسب للمخرج التناغم الواضح الذي خلقه بينهم، منهم جمال السميطي، ونيفين ماضي، وعمر التميمي، وبدور محمد، وسوسن سعد، وعدد من نجوم مواقع التواصل كسلطان صلاح، ومحمد المندوس، ومايد آل علي، ومرسال الشامسي. وحول تلك التوليفة التي جمعت بين التراجيديا والكوميديا، قال الأنصاري: «حاولت جمع وإبراز عدة عناصر في ذلك العمل، واستطعنا أن ننتهي منه خلال عام كامل، وأحببت أن يكون الفيلم الأول الذي يصور في الشارقة، ويجمع قصة المدمن الإنسان الذي يعيش في وسط اجتماعي وظروف خاصة؛ لأبرزه من داخله وخارجه، وأجعل المشاهد يستمتع في الوقت ذاته بكوميديا الموقف، من خلال حضور جمال السميطي، وطلال محمود، وأحمد عبد الرزاق، الذي ألقبه بجوكر الإمارات، وأجبرني بروعة أدائه على أن أزيد له 16 مشهداً، إضافة إلى رغبتي الشديدة في أن أمنح الفرصة للشباب ليزيدوا الشاشة السينمائية لمعاناً وتجديداً، ومن بينهم خليفة البحري ونجوم مواقع التواصل الذين أحبوا الظهور». ونوّه الفنان أحمد عبد الرزاق، بأنه كان من المفترض أن يكون ضيف شرف في الفيلم بمساحة بسيطة، إلا أنه نسج خيوط الشخصية بشكل أوسع من خلال تشاوره مع المخرج، ومن خلال ذاكرته استطاع استحضار شخصيات تشبه «سليمان»، كانت معروفة في «الفرجان» في فترة السبعينات، وحاولا الإضاءة على أشباه سليمان الموجودين في بقع معتمة في المجتمع، ولا بد من الإفصاح عن دورهم السلبي على الشباب ونبذهم. وبسعادة غامرة استقبل الفنان خليفة البحري ردود الفعل الطيبة عن دوره «علي». وقال: «دائماً ما ننظر إلى المدمن بشكل سطحي ومن ناحية تُبرز السيئ في حياته، بينما علي هو شاب صالح وطيب ومعيل لأسرته، إلا أن ظروفاً وأشخاصاً حوله يقودونه إلى عالم الإدمان، و لا أبرر دخوله هذا العالم المظلم، لكنني حاولت أن أحقق رؤية المخرج في أن أمنح المشاهد فرصة لتحليل الشخصية والحكم عليها، وإبرازها من الداخل والخارج».

مشاركة :