«قطر الخيرية» تغيث الأسر السورية المتضررة من الفيضانات في لبنان

  • 2/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«يمكن للمرء أن ينام بمعدة فارغة، لكن لا يمكنه النوم وسط المياه والصقيع...» هكذا قالت اللاجئة السورية رغدة التي تعيش وعائلتها في مخيم الياسمين منذ أربع سنوات، ويمثل فصل الشتاء لها مصدر خوف وقلق نتيجة المخاطر الجمة التي تواجه عائلتها حيث تتسرب المياه إلى داخل خيمتها رغم إحاطتها بعدة طبقات من النايلون. وتقول رغدة: «مياه الأمطار غمرت خيمتنا التي هي أصلاً بحالة سيئة، أضع أطفالي جانباً، وفي الوقت نفسه، يتعين عليّ أنا وزوجي أن نخرج الماء من الخيمة».فيضان نهر الليطاني -الذي فاض للمرة الثالثة على التوالي خلال شهر واحد- أحدث إرباكاً وحيرة في مخيمات اللاجئين السوريين على طول سهل البقاع، خاصة مناطق دير زنون والمرج وبر الياس، فتشردت العديد من العائلات بعد أن غمرت السيول خيمها وأتلفت ما فيها، فتدنت درجة الحرارة وتجمدت أطراف الصغار وكبار السن ولجأت العائلات إلى إشعال ما توفر لديهم من مواد لتوفير دفء يقيهم لسعات برد الشتاء، في ظل عدم توفير وقود التدفئة، ولكن الفيضان حول حياة هذه الأسر تحت الخيام المهترئة والوحل والطين وانخفاض درجات الحرارة حولها إلى سلسلة من العذابات المتلاحقة. هذا المشهد المأساوي المؤلم دفع «قطر الخيرية» إلى المسارعة في إغاثة الملهوفين في هذه الخيام بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية URDA لتتمكن من إجلاء قاطني المخيمات الغارقة، ونقلهم إلى مخيمي العودة والياسمين HHRD في البقاع، باعتبارهما الأكثر تجهيزاً وأمناً من العاصفة وتبعاتها، حيث تم نقل 175 عائلة إلى المخيمات الآمنة، بعيداً عن مخاطر السيول والأمطار الطوفانية والصقيع الذي يضرب أجسادهم الهزيلة. وقام فريق «قطر الخيرية» الميداني بتوزيع البيوت الجاهزة «الكرفانات» والخيام التي تم تزويدها بالمستلزمات العاجلة، مثل وسائل التدفئة من وقود وصوبيات، وتجهيز الخيام بدعم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR وجهات محلية. هكذا تبدل حال رغدة وغيرها، فارتسمت الفرحة على وجوه الأطفال البريئة في مخيمات البقاع العشوائية، وهم يشاهدون دوائر الماء حول أقدامهم، غير مدركين حجم مأساتهم لكن بعضهم استرعاه فداحة الأمر، فشرع في مساعدة أسرته بنقل الأمتعة التي أصابها البلل، إلى أماكن إقامتهم الجديدة في مخيم الياسمين التابع لـ «URDA». وكثيرون منهم حفاة حذاؤهم الطين، ونفوسهم يراودها الأمل في يد حانية تنتشلهم من غرق محتم. المشرف الميداني على المشروع عمر جنون ناشد المعنيين والجهات الإنسانية لإغاثة العائلات المنكوبة ووصف حال العائلات التي وصلت بالحافلات (بأنهم حفاة يرتجفون من البرد وحالهم بحاجة إلى مساعدات عاجلة توفر لهم عيشاً كريماً»، وقال أحد اللاجئين: «لم يتبق لنا شيء.. أغرقت المياه كل ممتلكاتنا، أطفالنا يرتجفون من البرد، لا نريد إلا سقفا يحمينا من برد الشتاء والصقيع». وتقول المصلحة الوطنية لنهر الليطاني إن هناك 15 تجمعاً للاجئين في زحلة وبعلبك والبقاع الغربي عرضة للغرق بسبب فيضان النهر، وقد استند إحصاؤها على استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وتحليل صور الأقمار الاصطناعية، والمعطيات المائية التي سجلت في العاصفة لتحديد الأماكن الأكثر احتمالاً لوقوع الفيضانات.;

مشاركة :