محلل نفسي يكشف كيف تحول جوميز من أسد إلى إنسان

  • 2/24/2019
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأخصائي والمحلل النفسي السعودي عبدالله الوايلي أن الشجاعة حولت مشاعر الفرنسي بافيتيمبي جوميز محترف الهلال ومتصدر هدافي الدوري من الرعب إلى الاحتواء، خلال اللقطة الشهيرة التي شهدها الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد، حيث احتضن طفلا في مشهد تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الوايلي: ارتبطت الحركة باللاعب في المباريات السابقة، عندما يتمكن من تسجيل الأهداف، وهي استجابة سلوكية إيجابية يحبذها للتعبير عن القوة والشجاعة والإقدام، تماما كما يصورها الأسد في حقيقته دون إيذاء أو عنف أو عدوانية موجهة للآخرين، وما حصل أثناء تسجيله للهدف الأول وقيامه بنفس الحركة التي أصبحت مرتبطة به لاشعوريا تصادف مع وجود الطفل في نفس المكان، ولذلك من الطبيعي جدا للطفل أن يشعر بالخوف لضخامة اللاعب وطريقته القوية والشجاعة في التعبير عن مشاعر الفرح بالنسبة له، في حين أن شعور الطفل بالخوف يعد أمرا طبيعيا يشعر به أي إنسان في مثل سنه، حيث إن الغاية من شعور الخوف هو الحماية من مصدر التهديد حسب تفكيره، ومن الطبيعي جدا أن يكون الخوف هنا ناتجا من ردة فعل الطفل الجسدية عندما شاهد اللاعب بضخامته وشكله وحركته وهو يواجهه صوتا وصورة، فالخوف كالغرفة المظلمة التي تتولد فيها الأفكار السلبية. وشدد على أن تقليد جوميز للأسد حركة طبيعية تساعده على أن يصبح قلبه قويا عندما يواجه المنافسين ولا يشعر بالخوف تجاههم سواء من قوتهم أو سيطرتهم أو مواجهتهم فهذه الحركة أو الشعار كالمحفز له، تساعده على النجاح والتفوق كأسلوب متميز يختص به اللاعب ويقوده للإبداع، وهذا ما أثبته بتصدره للهدافين، وكذلك لصانعي الأهداف بالدوري. ولفت إلى أن ما يفعله جوميز يتماشى تماما مع التحفيز النفسي الذاتي الذي يدعو إليه علم النفس، فإن إحدى الدراسات النفسية تقول بأن على الإنسان أن يبتكر لنفسه شعارا يستطيع من خلاله أن يعبر فيه عن نفسه بشكل إيجابي، وأن يتقمص ذلك الشعار ويكرره بشكل يومي في حياته حتى يصبح لديه ارتباط شرطي بين الشعار والاستجابة المرغوبة. ويقول الوايلي: «هذا الأمر ساعد جوميز على أن يعيش مشاعره وهو متصالح مع ذاته، بل إن شعاره ذلك لا يعني العنف والعدوانية والإيذاء للآخرين، وإنما القوة والشجاعة والإقدام وعدم الاستسلام والانهزامية في المنافسات، حيث تظهر شخصية اللاعب بأن لديه صلابة نفسية واتزانا انفعاليا وثقة بالنفس، وهذا هو المطلوب في المنافسات الرياضية وغيرها. ويشير الطبيب النفسي إلى أن الصدفة التي قادت جوميز لتسجيل الهدف والتعبير عن فرحته هي نفسها التي جعلت الطفل يوجد بنفس المكان ويشعر بالخوف لحظتها، ولكنها في نفس الوقت أيضا هي التي أشعرت الطفل بالطمأنينة النفسية، عندما قدم اللاعب قميصه كهدية للطفل لتصبح ذكرى جميلة لكليهما، فالموقف السلبي وهو الخوف تم علاجه والتعامل معه في حينه بشكل إيجابي بالطمأنينة النفسية والدفء والاحتواء، وهذا موقف شجاع يمثل شخصية اللاعب جوميز تماما كالأسد في قوته، والإنسان في عاطفته.

مشاركة :