أكدت «كتيبة النحل» أنها عندما تريد أن تلدغ المنافس في الوقت المناسب، فإنها قادرة على القيام بذلك، هذا ما فعله الشارقة، عندما ظل ينتظر الفرصة ليضرب ضربته القاضية والقوية، في الدقيقة 73، عندما وجد ويلتون الفرصة سانحة أمامه، ليعود مجدداً إلى ممارسة هوايته المفضلة في التهديف، ليسجل من كرة جميلة صنعها منديز في البداية من الوسط، وانطلق بها الحسن صالح، ووضعها ويلتون في شباك ماجد ناصر حارس شباب الأهلي في مباراتهما مساء أمس الأول بالجولة الـ 16 لدوري الخليج العربي، لتكون «اللدغة الأولى» من «الملك». ولم يمض سوى وقت قصير ليقوم «القصير المكير» سيف راشد بـ «لدغة» أخرى، عندما تسبب في ركلة جزاء، سجل منها إيجور هدف تأكيد فرحة «الإمارة الباسمة» بانتصار هو الأول للشارقة على شباب الأهلي ذهاباً وإياباً، بعد أن نجح الفريق في الدور الأول في قلب تأخره بهدف إلى الفوز بهدفين. كما مهد انتصار الشارقة المهم على ضيفه شباب الأهلي في قمة الجولة 16، الطريق نحو السير في درب بطولة دوري الخليج العربي، وبدت النقاط الـ40 التي وصل إليها «الملك» في مرحلة مهمة من مشوار الدوري أشبه بالوصول إلى «سن النضج» المعروف ببلوغ الأربعين، وترجم «الملك» في مباراة أمس الأول أفضليته بتحقيقه الانتصار الخامس على التوالي، ليكون أطول سلسلة انتصارات في سجل الفريق الساعي لاستعادة ذاكرة الزمن الجميل. كما عادل لاعب الوسط إيجور كورنادو بهدفه التاسع في دورينا، وجاء في شباك شباب الأهلي عدد الأهداف التي سجلها مع ناديه الإيطالي السابق باليرمو، وهو 9 أهداف، ولكن الفارق أنه مع «الملك» سجل هذه النسبة في 16 مباراة، وفي باليرمو سجلها في 42 مباراة، وكان ذلك في الموسم الماضي قبل أن ينتقل من بداية هذا الموسم إلى فريق «الإمارة الباسمة». ليس هذا فقط، بل أصبح إيجور عقدة لشباب الأهلي، حيث استطاع اللاعب أن يسجل هدفاً من الهدفين في شباك المنافس بالدور الأول في المباراة التي انتهت 2 - 1. واعتقدت جماهير الشارقة أن ويلتون قدم كل ما لديه، ولم يعد قادراً على تسجيل الأهداف، أو أنه لا يرغب في التسجيل، لأنه يريد أن يجدد عقده مع «الملك» كما يريد هو، وليس النادي، واللاعب غاب عن هز شباك الحراس مع نهاية الجولة الـ13 أمام فريق الإمارات، ولكن في الجولة الـ 16 استطاع أن يستعيد ثقة وحب جماهير «الإمارة الباسمة» من جديد بهدف كان سبباً مباشراً في جعل الشارقة ينهي المباراة لمصلحته بهدفين. ولعل القصة التي لم تكن متوقعة بعد المباراة أن يتم التجديد مع المهاجم البرازيلي ويلتون سواريز صاحب الـ16 هدفاً، والذي يتصدر قمة الهدافين مع علي مبخوت بهذه الطريقة التي كانت مفاجأة للاعب نفسه، حيث دخل محسن مصبح غرفة خلع الملابس ووضع ويلتون في دائرة، ومن حوله جميع اللاعبين والجهازين الفني والإداري وخاطب مصبح ويلتون قائلاً: لا نريدك أن تخرج من بين أحضان هؤلاء اللاعبين، ومن وسط هذا الحب الجارف من الجماهير وهذا التفاهم الكبير مع الجهاز الفني والإداري، ونرغب في استمرار تألقك بملاعبنا، وأننا نريدك معنا لموسمين مقبلين وليس موسماً واحداً. وهنا انفجر ويلتون فرحاً وسعادة، لقيمة الخبر في هذا التوقيت، وبدت السعادة والموافقة المؤكدة من اللاعب، في ظل الضوء الأخضر أيضاً النابع من إدارة النادي بشكل عام برغبتها في التجديد مع ويلتون لموسمين لمزيد من الاستقرار. وعلق محسن مصبح على هذه الفكرة في التعاقد قائلاً: أردت أن أقطع الشك باليقين، وأن يكون الكلام مع ويلتون أمام الجميع، وحتى لا تكون هناك أي رواسب في النفوس، خاصة أننا نعمل معاً على قلب رجل واحد بهدف وضع الفريق في مكانه الطبيعي والمناسب لتاريخ الشارقة، وكانت السعادة كبيرة ليس فقط على وجه ويلتون، بل جميع اللاعبين لأنهم أصبحوا أسرة واحدة وتربطهم محبة كبيرة داخل الملعب وخارجه، والجميع لا يرغب في خروج أي عنصر خارج هذه المنظومة. وعن المباراة قال محسن مصبح: نجح ويلتون في القضاء على الشائعات التي تلاحقه، ونجح الفريق كذلك في أن يجهز نفسه بشكل نفسي وبدني مناسب قبل هذه المباراة المهمة للغاية، ومباراتنا أمام شباب الأهلي أظهرت الثقل الكبير لدى كتيبة «الملك»، وهي مباراة قمة كبيرة، وأرى أن جميع عناصر الفريق تبحث عن كيفية الحفاظ على قمة الدوري، وهناك التزام كبير من لاعبي الفريق بما يريده المدرب، وأمام شباب الأهلي أظهرنا الكثير من الذكاء في الملعب. واعتذر مصبح للجماهير التي لم تستطع دخول الملعب للعدد الكبير من الجماهير، وأنه تم إدخال بعض الجماهير بصفة ودية إلى المدرجات، مؤكداً أن الفريق سوف يستمر حتى نهاية الموسم في ملعب الحزانة، وقال: تقدمنا بطلب لمجلس إدارة النادي بالتعاون والاتفاق والتشاور بين اللجنة الفنية بالنادي والجهاز الفني بالاستمرار في الملعب نفسه، في ظل الارتياح الحالي للجهاز الفني واللاعبين بالوضع الحالي.